على شبكة التواصل الاجتماعي اعرب العديد من معارف وأصدقاء الكاتب والباحث المتخصص بتاريخ محافظة ذي قار السياسي "محمود جوار العكيلي" عن استيائهم واعتراضهم على ما ورد في عمود " نص ردن " نشر الاسبوع الماضي بجريدة المدى ،تضمن مغالطات ومعلومات خاطئة واساءة ، بحسب المعترضين، للعكيلي المعروف في مدينته الشطرة، بانه شخصية تربوية وشاعر وصحفي وارتبط بعلاقات متينة بشخصيات سياسية منهم نقيب الصحفيين الراحل شهاب التميمي ، ورثاه بقصائد عدة ، نشرها في صحف محلية .
"عمود نص ردن عساه سقط على راس كاتبه " عبارة اعتذار وربما رسالة موجهة الى مدينة الشطرة وابنائها ومنهم العم محمود ، لعلها تمتص غضبهم ، وتحوله الى عتاب شطراوي قبل اللجوء الى خيار شن حملة ضد " كاتب نص ردن " وشره على الحبل، لتجاوزه على" رموز المدينة" من شخصيات سياسية وادبية وفنية ، حققت حضورها الفاعل في مجالات تخصصها في الساحة العراقية.
الشطرة تقع شمالي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار ، وتشير المصادر التاريخية الى ان اسمها اقترن بانشطار نهر الغراف قبل وصوله المدينة بخمسة كيلومترات إلى شطرين يذهب الأيسر منهما الى شط البدعة ويمر الثاني بالمدينة لتتفرع منع عدة فروع ، ومن الماء اكتسبت لقب "عروس الغراف " فضلا عن لقب مدينة التعايش فبجوار دور المسلمين كانت تقع بيوت المسيحين واليهود ، ولتنوعها السكاني شهدت نشاطا تجاريا ملحوظا ، مقارنة بمدن اخرى ، ومن مميزاتها التي تؤكد انفتاح السكان الثقافي ، انها ضمت دار سينما وقاعة عرض مسرحي ، ومكتبات توفر المطبوعات للقراء ، من اصحابها الراحل الكتبي نعيم الشطري، وفي ظل هكذا اجواء استقبل ابناء المدينة "الافكار التقدمية " فتوفرت الارضية المناسبة لنشاط تنظيم سياسي ، وقفت السلطات المتعاقبة ضده ، فدفع اعضاؤه ضريبة الملاحقة بالاعتقال ، وفقدان الوظائف الحكومية ،وبعضهم اضطر الى مغادرة الوطن والبحث عن الملاذ الامن في المنافي.
"بالشطرة كبت نار بالحي حريجة" مقطع من "بستة" غناها الراحل يوسف عمر في زمن لم يكن احد يتصور او يعتقد بان المدن العراقية ونتيجة ممارسات السلطات ستندلع فيها النيران في قلوب النساء المسنات ، والرجال الكبار والزوجات لفقدان الابناء، والازواج ، بفعل الحروب ، وشن حملات القضاء على من يهدد أمن رأس النظام ،وفي ذاكرة المدن العراقية روايات وقصص تسرد وقائع المصائب والنكبات.
من حق ابناء الشطرة ابداء اعتراضهم ، والدفاع عن العكيلي ، فتاريخ مدينتهم السياسي كان ومازال جزءا من نشاط القوى العراقية المؤمنة بتوطيد النظام الديمقراطي ، وتوحيد الصفوف لانقاذ البلاد من خطر الجماعات الارهابية وملاحقة عناصرها بالطائرات وقذائف المدفعية والهاونات، والسلاح الشطراوي المعروف لدى ابناء المدينة .
اعتذار و"عتاب شطراوي"
[post-views]
نشر في: 12 سبتمبر, 2014: 09:01 م