احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي ليوم السبت الماضي بتجربة الشاعر والإعلامي حميد قاسم. وكشف مقدم الجلسة الشاعر حمدان المالكي عن ان الحزن العميق الذي يبدو على ملامح المحتفى به ما هو الا وفاءً لأسلافه الذين أودعوه
احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي ليوم السبت الماضي بتجربة الشاعر والإعلامي حميد قاسم. وكشف مقدم الجلسة الشاعر حمدان المالكي عن ان الحزن العميق الذي يبدو على ملامح المحتفى به ما هو الا وفاءً لأسلافه الذين أودعوه أناشيدهم التي تحكي آلامهم، وهو حزين كذلك لأن كل ما حوله يستدعي الحزن، وأوضح: لكنه ليس حزن الخانعين، بل هو الحزن المضمخ بالكبرياء والمواقف النبيلة تجاه الشعب والوطن والانسان.
وبين الشاعر حميد قاسم انه ليس متحمساً للحديث عن الشعر ورؤيته من خلال تقديم لمحات عن تجربته، معتبراً ان القصيدة بحد ذاتها هي النافذة التي نطل منها على الشاعر. وقال: مهمة الشاعر ان يزين الحياة بما يلقيه من قصائد، لذا سأكتفي بقراءة ما أراه شعراً، فأنا لا ازعم بأني شاعراً. مبيناً ان الموهوب الحقيقي بإمكانه ان يأخذ من كل شيء، من حادثة عابرة في الشارع، او من أي موقف وحالة يمكن ان يستمد مادته، فهو العين المدربة والذكية التي تلتقط وتصوغ التراب فترفعه الى مستوى الجوهرة الحقيقية، او تزيح التراب عن جوهرة فيظهر للناس جمالها وأهميتها.
ووصفه الناقد الدكتور جاسم بديوي بالطائر الضوئي الذي يمتص شعره كل قيم المدينة والثقافة والجمال. وقال: فضل شاعرنا قراءة الشعر على الحديث حول رؤاه، والحقيقة أنا من طلبت منه الحديث، لكون الحاضرين ينتظرون ان يسمعوا من المحتفى به شيئاً عن تجربته وسيرته. موضحاً ان الهدف من ذلك هو التركيز على الرؤيا والمنظور الفكري الذي ينطلق منه، فالشعر ليس فقط حالة انفعالية بقدر ما مفاهيم بيئية تنطلق وفي ثناياها قيم ومعرفة.
وأشار القاص حسين الجاف الى ان المحتفى به شاعر مديني من جيل الثمانينات تتحدث قصائده عن هموم الشارع والطبقة المتوسطة، فلا تخلو قصائده من تفاصيل الحياة الاجتماعية للناس ومعاناتهم، بدءاً من مسؤولية رب الأسرة وهو يواجه صعوبة الظروف من أجل تأمين احتياجات عياله، وقيام الأم بواجباتها تجاه اطفالها، وحال الدراسة في ظل مدارس تعاني من نواقص كثيرة ما يشكل أزمات تلقي بظلالها على نفسية الطلبة فلا يشعرون بأهمية المدرسة وجودهم فيها.. وقال: يتميز الشاعر حميد بمواقفه الانسانية اضافة الى كونه مثقفاً وطموحاً.. وأضاف: اذكر يوم حضرت مناقشته لرسالة الماجستير وكانت بإشراف الدكتور المرحوم عناد غزوان، والذي لاحظته وقتها انه امطر حميد بوابل من الاسئلة، حتى انني سألته بعد انتهاء المناقشة عن سبب إلحاحه بطرح الأسئلة. فقال: لا ترمى الحجارة إلا على الأشجار المثمرة، وحميد طالب مجتهد ومثقف ومعلوماته كثيرة وغنية.
