تجد الولايات المتحدة الاميركية نفسها في تحالف عسكري على الأرض في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة ارهابية ،وقال الموظف السابق بوزارة الخارجية و الاستاذ الآن في جامعة ليهي في بنسلفانيا هنري باركي " كانت الحرو
تجد الولايات المتحدة الاميركية نفسها في تحالف عسكري على الأرض في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة ارهابية ،وقال الموظف السابق بوزارة الخارجية و الاستاذ الآن في جامعة ليهي في بنسلفانيا هنري باركي " كانت الحروب دائما عامل تغيير ،وفي غضون سنة سيصبح العمالي الكردستاني ،اقوى مما هو عليه الان".
وهب مقاتلو العمالي الكردستاني لمساعدة قوات البيشمركة التي وجدت نفسها في الايام الاولى وحيدة في مواجهة زحف فصائل تنظيم الدولة الاسلامية المدججين بأحدث الأسلحة الاميركية ،على الرغم من العلاقات بينه وبين اقليم كردستان العراق متوترة لخلاف تتعلق بالحرب الذي يشنها على تركيا التي بدلت ستراتيجيتها حيال كرد العراق، و دخلت معهم في تحالف وثيق ينبئ بمتغيرات جيوسياسية في الشرق الاوسط خلال السنوات المقبلة. وقال القائد الميداني في العمالي الكردستاني تيكوشار زاجروس " اصبحت العلاقات الان ادفأ مما كانت عليه في الماضي ،وهي المرة الاولى التي يكون لنا فيها تعاون عسكري مع البيشمركة " مؤكدا " اننا نخطط لزيادة هذا التعاون".
ولا يستبعد مراقبون ان تؤدي الحرب على الدولة الاسلامية الى حصول اكراد سوريا على المساعدات الغربية بعد ان ظلت ترفض اعتبارهم شركاء في سوريا لشكوك بعلاقات سرية و تنسيق لهم مع نظام الاسد. ويشدد زعيم الاتحاد الديمقراطي السوري صالح مسلم على " ان الغرب يمكن ان يعول على حزبه وقوات" وحدات الحماية الشعبية" التابعة له باعتبارهما تمثلان القوة الوحيدة ذات السجل الموثق في التصدي للجماعات الارهابية في المنطقة" .ويعتبر هذا الحزب الفرع السوري لحزب العمالي الكردستاني التركي. وكشف ممثل الحزب في فرنسا خالد عيسى انه " منذ ان اجتاح التنظيم الموصل أتيحت الفرصة لإجراء الاتصالات مع مسؤولين أجانب " ،الا انه " امتنع عن تحديد الدول المشاركة في هذه الاتصالات بسبب البروتوكول الدبلوماسي" على حد تعبيره. ونقلت وكالة " رويترز" عن عيسى قوله" أعطونا اشارات على ان مواقفهم تجاهنا بدأت تتغير ".ويقول ايسو اوجلان وهو من القادة العسكريين الكرد في كوباني الكردية السورية " ان مقاتلي وحدات الحماية الشعبية بدأوا ينقلون المعركة ضد الدولة الاسلامية الى منطقة قريبة يستخدمها الاسلاميون كقواعد للعمليات".
وتنظر تركيا بشك وقلق الى تعاون الغرب مع كرد تركيا وسوريا ،وتراقب عن كثب علاقاتهما المتطورة مع اقليم كردستان، ويرى باركي" ان تركيا لن تكون في وضع يمكنها من القول للبارزاني لا تعمل مع حزب العمال الكردستاني ،لأنه سيقول انه بحاجة اليهم". وتصر أنقرة على الاستهانة بدور كرد تركيا وسوريا في الحرب ضد الدولة الاسلامية ،ونقلت جريدة ( حرييت ) عن مسؤول تركي قوله" لا اعتقد ان مشاركتهم حقيقية ،اذ يبدو ذلك حملة اعلامية اكثر مما هو حملة عسكرية حقيقية". الا ان جريدة ( وطن) التركية اكدت " ان قتال الكرد ضد تنظيم ( الدولة الاسلامية) عزز مكانتهم وأتاح أمامهم فرصة التواصل المباشر مع واشنطن" وقالت" ان الكرد في العراق وسوريا شركاء بارزون في هذه الخطة" ونبهت الى " ان حزب الاتحاد الديمقراطي هو الفرع السوري من العمالي الكردستاني و يتلقى اوامره من اوجلان وقيادة الحزب في جبال قنديل مباشرة".
