لم يتأخر محور المقاومة والممانعة، في التشكيك بأهداف الحرب التي حشدت لها واشنطن، بالتعاون مع بعض عواصم المنطقة، لمحاربة الإرهاب ممثلاً بداعش، واعتبرها وسيلة لإعادة رسم التوازنات الإقليمية، واتهم التحالف الدولي بالمساهمة في تأسيس هذا التنظيم الإرهابي وتمويله وتسليحه، وعلى أساس أن معظم قادة داعش من خريجي السجون الأميركية في العراق، ويتغاضى الممانعون عن خريجي السجون السورية، الذين أفرجت عنهم دمشق في عفو عام بداية الحراك الشعبي ضد النظام الحاكم، وقد أسهم هؤلاء سواء كانوا سياسيين أو محترفي جريمة، في تغيير وجه ذلك الحراك وتحويله إلى حرب طائفية.
محور الممانعة يجزم بأن غاية التحالف، تكمن في استعادة واشنطن نفوذها في العراق وضرب الجيش السوري، وإسقاط نظام الأسد، للضغط على إيران، وانتزاع تنازلات سياسية، ولذلك قامت دمشق بخطوة استباقية، بإعلانها الاستعداد لمواصلة العمل مع المبعوث الدولي، وإنجاح مهمته، للوصول إلى حل يضمن الخلاص من الإرهاب والقضاء على تنظيماته بمختلف مسمياتها، واعتبرت أي تدخل أجنبي دون التنسيق معها اعتداءً عليها، ما يستوجب التنسيق والحصول على الموافقة على أي عمل عسكري في الأراضي السورية، وبديهي ومعلن أن تعاطي التحالف الدولي مع دمشق الرسمية في هذا الملف مرفوض بشكل قطعي.
موسكو تؤيد الموقف السوري وطهران تشكو من غموض الموقف والصين تؤيد محاربة الإرهاب وتشترط احترام سيادة الدول، وأخبار من القاهرة عن رفض الانضمام إلى الحملة ضد داعش، وأن الجيش المصري لن يحارب خارج حدوده، وواشنطن تؤكد أن الحرب القادمة ليست ضد الإسلام، ولا هي غزوة جديدة لبلد عربي، وأنها حرب أميركية طويلة الأمد على تنظيم الدولة الإسلامية أينما كان، ولكن دون زجّ القوات المسلحة الأميركية في معركة على أرض أجنبية، ويبدو لافتاً للنظر الحماس السعودي، والبرودة لدى القطريين والأتراك، والموقف الأردني الإماراتي الوسطي، المتروي بين هذا وذاك، كما يبدو لافتاً انقلاب أوباما على مواقفه، فقد كان رفض قصف سوريا لأنها دولة ذات سيادة، بينما هو اليوم يؤكد أنه سيقوم بذلك، متحالفاً مع معارضة سخر منها سابقاً، وفي العراق مع مليشيا تدعمها إيران، وهي ضالعة في قتل الأميركيين والبريطانيين.
بات واضحاً أن لدى واشنطن "حلفاء" غير مستقرين تجاه الأزمة السورية، وهي الدول المعارضة لاستمرار الأسد في الحكم، ولذلك فإن أي حرب لا تستهدف مع القضاء على داعش، تغيير النظام في سوريا، يمكن أن تؤدي إلى تصدع التحالف، لأن هذه الدول دعمت معارضي النظام السوري الذين دعمتهم واشنطن لكنها زادت فساندت داعش وغيره من الجهاديين، ولفت بعض المحللين الأميركيين أنه في كل مرة تخوض فيها أميركا لعبة بالوكالة، تتعرض لخطر أن يتحول اللاعبون المنتدبون إلى لاعبين يقومون بخطوات تتعارض مع المصالح الأميركية، وهنا لابد من النظر الى الخلافات القطرية السعودية حول التعاطي مع دمشق، وكذلك الكويت التي يعرف الجميع دعمها لبعض المجموعات الجهادية.
تبادلت عواصم المنطقة الاتهامات بدعم الإرهاب، بعد أشهر من نشوب الأزمة السورية، بينما هي تتسابق اليوم على إدانة داعش، التي فتح تمددها السريع الأعين على الخطر الداهم الذي يهدد الجميع دون استثناء، بدأت الحرب من العراق وستمتد إلى سوريا بالتأكيد، وربما يستدعي تمرد الحوثيين بعض شررها إلى اليمن، وثمة احتمال بأن تؤدي الهجمة الدولية إلى تنويع داعش لنشاطها، وشن هجمات إرهابية قاسية ومؤثرة دون احتلال لأراض جديدة تضمها إلى دولة الخلافة، وذلك يستدعي استراتيجية مختلفة في الحرب ضدها.
الحرب ضد داعش.. ولكن
[post-views]
نشر في: 13 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
تحليل سليم يااستاذ حازم ولكن هل ايران غبية لهذه الدرجة ولم تقوم بفضح النوايا الامريكية او تعارض تدخلها وهي تنوي باسقاط الدكتاتور بشار المدعوم من قبلهاوكبف قبلت بمساندة القوات الدولية في دخولها المنطقة