TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحياة مراحل.. الموت دفعة واحدة

الحياة مراحل.. الموت دفعة واحدة

نشر في: 14 سبتمبر, 2014: 09:01 م

في خضم المآسي المصيرية، لا يقاس الزمن بدقات الساعة . ولا بالتقاويم المصلوبة على الجدران .
بلى …لا بحركة بندول الساعة يقاس الزمن المأساوي ، ذلك إنه ليس زمنا ،ماديا ، عاديا تنسجه الثواني والدقائق والساعات ، ولربما ، ربما في هذا بعض التفسير الجدلي لمهابة المأساة التي يعيشها إنسان العصر ، الغريب في بلاد الغربة مرة ، الغريب في موطنه الأم الف مرة .
قيل : الرؤية الإنسانية الواعية ، لا تيأس من استنبات ورعاية بذرة الخير في الإنسان ، لتجعل منه محور الكون ، مهما ثقلت وطأة الظروف ، مهما تباينت النتائج …
الشرط الأول .. شرط الوعي ، والذي من أوضح دلالاته، نمو الغرسة المباركة بأقدس وأرقى صفاتها — في سويداء الكائن الحي - الذي يمشي على قدمين ، لا بجشعه وطمعه وأنانيته ، لا بكسله وتواكله ، لا ببطره او ملله، بل بسموه وتعاليه عن جمع الأوشال ليبني بها مرتعا . وكم من مرتع وخيم؟
الإنسان الواعي ، حر بطبيعته ، متجدد ، خلاق ، قابل للجبر بعد كل كسر وخذلان ، متحفز للنهوض بعد كل عثرة ، ساع للتطور بعد كل انكفاء ، مستعد للاستقامة بعد كل زلل .
يحيا بأسئلة - مصيرية - تحاصره ، ولا يأبه بموت يعاجله قبل آن يحظى بشافي جواب .
……….
تسألني ، وصوتها في الهاتف ، منقوع بالبراءة والحنين: — ثمة مسافر من طرفنا نحو ربوعكم . هل من شيء بالذات ترغبين بإرساله ؟
برهة صمت داهمتني ، حسبتها بعض دهر …… تداعت أمامي صورة بيت .. كان زاهيا وبهيا ومكتظا بأهله والوئام .. تهادت أمامي غرفه الخالية وشبابيكه العالية ، الآثاث القديم ، رفوف المكتبة المتداعية ، صناديق الكتب التي نخرتها الأرضة ، اللوحات المنتقاة التي عششت عليها العناكب وتولاها الغبار، ستائر الدانتيل الناصعة البياض ، التي حال لونها للأصفر المسود . لمحت مطرزات الثياب على المشجب المكسور ، رنوت للحقيبة التي أودعتها احلى الرسائل وأخر ملفات دعاوى المحاكم…….
أجبت بصوت مخنوق ، مبلل بالدموع ، أغالب به عبرة مكابرة حذر ان يفضحني حنيني:
— ابعثي لي( ألبوم الصور ) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram