عساه صحيحاً أن سلطة الطيران المدني بدأت بالتحقيق في الحادث الخطير الذي وقع في مطار بغداد منذ أيام، عندما قام موظف (ضابط) أحمق بتسريب صورة الصفحة الخاصة بسمة الدخول (فيزا) في جواز سفر الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الذي قدم الينا في زيارة رسمية لتأكيد تضامن فرنسا وشعبها معنا ضد (داعش)، وانخراطها في الحرب العالمية الوشيكة على هذا التنظيم الإرهابي.
وعساه صحيحاً أيضاً ان وزارة الداخلية قد اعتقلت الضابط الأحمق لمساءلته ومحاسبته عن فِعلته الخرقاء.
لكنّ مدير سلطة الطيران الذي استكثر على الإعلام أن يعطي الحادث "حيزاً كبيراً" بعد انتشار الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يستحق هو الآخر المساءلة والعقاب، بل الإبعاد عن الموقع الذي يحتله، لأنه غير جدير به.
من الواضح ان هذا المدير الذي عندما سُئل عن الحادث وصرّح قائلاً: "أستغرب من انتشار الصورة وأخذها حيزاً كبيراً في الإعلام"، لا يدرك خطورة ما قام به الضابط مُسرّب الصورة، ولا يعرف شيئاً في أخلاقيات المهنة وأصولها ولا في مسؤوليات الوظيفة العامة والتزاماتها، فضلاً عن اللياقات وقواعد السلوك العام.. لو كان لديه أدنى إلمام بهذا لاستفزّه في الحال قيام أحد موظفي المطار بخيانة الأمانة وتجاوز حدود وظيفته وانتهاك الأعراف الدبلوماسية.. ما قام به الموظف (الضابط) الأحمق كان إهانة سافرة لدولة صديقة وشعبها ولرئيس هذه الدولة الصديقة الذي جاء بدعوة من رئيس دولتنا وحكومتها، بل هي أيضاً إهانة للدولة العراقية نفسها وللشعب العراقي، وكان من واجب مدير سلطة الطيران المدني أن يبادر على الفور الى الاعتذار علناً عما حصل والوعد بالتحقيق الفوري واتخاذ كل ما يلزم لمعاقبة الموظف الأخرق، وليس لوم الإعلام لأنه اهتم بالحادث وأعطاه "حيزاً كبيراً".
ربما سيُسَجّل هذا الحادث بوصفه الأول من نوعه في العالم كله، فلم نسمع من قبل بوقوع فعل مشين كهذا في أي مطار. وعليه فان وزير النقل الجديد مُطالب بالتوصية بردع ليس فقط الموظف (الضبط) الأحمق وإنما أيضاً مدير سلطة الطيران الذي سعى للتهوين مما حدث، والاستغراب من الاستفزاز الذي شكّله الحادث للرأي العام في البلاد.
وزير النقل مُطالب بألا ينتهي المطاف بملف هذه القضية الى واحد من الرفوف العالية أو إحدى سلال المهملات في وزارته، كما حصل في عهد سلفه بخصوص ملف إعادة طائرة شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية الى بيروت وهي في الجو وعدم السماح لها بالهبوط في مطار بغداد لأنها، كما أعلنت الشركة وقتها، لم تنتظر أحد أبناء الوزير السابق المتأخر عن موعد الإقلاع، وهو ملف لم نسمع شيئاً بخصوصه برغم ان الوزير السابق وعد علناً بالتحقيق في الأمر وإعلان نتائج التحقيق، وهو وعد لم يتحقق حتى اليوم بعد مرور أكثر من ستة أشهر على ذاك الحادث المشين هو الآخر!!
(بعد نحو ساعتين من كتابة هذا العمود قرأتُ نقلاً عن "مصدر مطلع" أن وزير النقل المهندس باقر جبر الزبيدي قد اتخذ قراراً بعزل مدير سلطة الطيران المدني.. حسناً فعل ونعم ما فعل).
فيزا الرئيس الفرنسي إلى بغداد
[post-views]
نشر في: 14 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 5
كاظم الأسدي
والله كول وفعل استاذ باقر ؟ فمع اليوم الأول لأستلام مهامك في الوزارة خرجت بتصريح قطعت فيه على نفسك اصلاح كل ما يسيء الى العراق وسمعته من خلال اصلاح الخلل في آليات العمل بالمطارات ؟ وها أنت تفي بوعدك اليوم ؟ ولازلنا نتطلع الى اليوم الذي تكشف فيه النقاب عن
ابو اثير
سيدي الكريم... تنتظر المهندس باقر الزبيدي وزير النقل الجديد كثير من المهام والقرارات الجريئة والشجاعة فالوزارة قد نخرها الفساد وباتت سمعتها وعملها المهني على المحك في ظل وزيرها السابق هادي العامري وعشعش فيها الكثيرون الذين لا يستحقون وطأ باب المطار ولا ال
حنا السكران
حضر الممثل البريطاني العالمي اوليفر ريد الى بغداد لاداء دوره في فلم المسالة الكبرى ، قيل انه دخل بلا جواز سفر واحتج على مطالبته بجواز سفر لانه مشهور ومعروف ولا بحتاج لتعريف وتفتخر الدول باستضافته والعراق هو المستفيد من قدومه وحدثت ضجة وتدخل الدولة ليدخل ب
جمال أحمد
حسناً كتبت ونعم مافعل اين انا في العراق , صاح,ام نائم, الرجاء اذا كنت نائم لاتوقضوني فلربما اتمادى واحلم أن مواطن بسيط قد كتب وبعد سنتين فعلها وزير
طارق عوض
لن يعزل ، بل نقل الى ديوان الوزارة .