وديع غزوانما هي ابرز المظاهر التي تميز إقليم كردستان عن غيره ليعد ما تحقق فيه نموذجاً؟ وما الذي تحقق فعلا للمواطن خاصة في مستوى تقديم وتوفير الخدمات الضرورية؟ وهل حقاً ان ما تحقق من نهضة وتطور يصلح ان يكون مؤشراً لمستقبل واعد في مدن وقصبات وقرى الإقليم؟
هذه الأسئلة وغيرها ربما تشغل بال البعض ممن لم يلمس حجم ما تحقق في الإقليم منذ 2003 الى الآن وقد يعد في بعض ما يشار اليه مبالغة وتضخيماً يراد منه وضع ستار من المدح تحجب فيه نواقص وأخطاء رافقت التجربة. ابتداءً لابد هنا من الإشارة الى حقيقة لم تعد خافية على احد وهي ان القيادة الكردستانية وفي اوج حمى التنافس الانتخابي على مقاعد البرلمان التي جرت في تموز الماضي، أقرت وبشكل صريح وبدون مواربة بوجود أخطاء ونواقص رافقت التجربة الكردستانية سواء في جوانب العمل السياسي او الاقتصادي او الخدمات وغيرها، كما ان الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين عقداً أكثر من مؤتمر وندوة سلطا فيها الضوء على ما موجود من نواقص وسبل معالجتها، وهي بوادر ايجابية بحد ذاتها تصلح وحدها ان تكون درساً ونموذجاً للبعض من السياسيين ممن اعتاد المديح بما لا يفعل والتطير من أي نقد. وعودة الى موضوعنا الأساس نقول ان الإجابة على التساؤلات أعلاه بالتفصيل ليست مهمتنا هنا لان كل واحد منها موضوع لذاته، غير ان المراجعة المنصفة والموضوعية لما تحقق سواء في مجال تعميق وترسيخ مفهوم الحريات وسيادة القانون او في المجال الاقتصادي بما يتضمنه من قطاعات زراعية وصناعية وتجارية واستثمار او في مجال الخدمات التي خصصت لها حكومة الإقليم في السنوات الماضية ميزانيات ضخمة لعلاقتها المباشرة بحياة المواطنين.. ان العودة ولو بشكل سريع لما تحقق علامات مضيئة في مسيرة طويلة رافقتها الكثير من الصعوبات ولم تكن الطريق فيها مفروشة بالورد، لكن هذا لا يجعل الحكومة بمؤسساتها المختلفة بمنأى من النقد او ان تصاب بالغرور الذي يجعلها لا ترى ما يحصل من أخطاء على طريق مسيرة المستقبل الطويلة. ولامناص من القول انه رغم المنجز الكبير المتحقق فانه مازال دون مستوى طموحات وتضحيات المواطنين لذا فان الأمل مشدود لخطوات أوسع في مجال توفير فرص متساوية لكل مناطق إقليم كردستان وتعزيز حالة الطمأنينة والأمان على حاضر ومستقبل المواطن بعيداً عن كل اشكال الخوف.. فما نريده كمواطنين ان تكون كردستان نموذجاً حقيقياً تتوفر فيه مقومات المجتمع الحضاري الحديث الذي يعد فيه الإنسان الوسيلة والغاية الأكبر والأسمى.
كردستانيات: تساؤلات وطموح
نشر في: 7 ديسمبر, 2009: 06:14 م