لا يختلف اثنان عن أن كرة القدم لعبة مهارية تعتمد على الأداء والتكتيك والفنون التي يقدمها اللاعبون ، لذلك نرى هناك تبايناً في مستوى الأداء لجميع منتخبات العالم وأنديتها ، ومن هنا يجب على القائمين بمسؤولية منتخبنا الاولمبي (الوطني) ان يضعوا بنظر الحسبان ما يختزنه لاعبو المنتخب الياباني الذي سيواجه منتخبنا يوم غد ضمن منافسات المجموعة الرابعة لدورة الألعاب الآسيوية المقامة حالياً في انشون الكورية ، لاسيما بعد ان ظهر لاعبونا بمستوى فني لا يتلاءم مع ما تحمله هذه النخبة من اللاعبين من مخزون فني كبير توضح جليا خلال المباريات السابقة للمنتخب أو من خلال دورهم مع أنديتهم سواء في الاحتراف الخارجي أو في الدوري المحلي .
سيواجه منتخبنا غداً المنتخب الياباني وعليه يجب أن يعي لاعبونا حالة المنتخب الياباني بأنه لم يكن بمستوى المنتخب النيبالي الذي هزموه برباعية نظيفة من الأهداف كان بالإمكان ان تصل الى 10 اهداف لو قدموا ما مطلوب منهم بالشكل الصحيح، بل ظهر لاعبونا متعبين ومقيّدين وكأنهم يحملون أثقالاً بأجسامهم ، إلا إننا بالتأكيد قدمنا العذر المشروع وقلنا أنها المباراة الأولى التي دائما ما تكون صعبة على الفريقين المتباريين خصوصاً إذا ما وضعنا بنظر الحسبان الظروف التي يعيشها منتخبنا الذي سافر بوقت متأخر ورافقته ظروف غير جيدة تجسدت ببعض التقاطعات ما بين المدرب حكيم شاكر الذي يسعى دائماً لظهور منتخب العراق بالصورة التي يبتغيها والتي تنسجم مع اسم العراق وتاريخه العريق في مجال اللعبة وما بين رؤساء الأندية المحلية التي رفضت منح لاعبيها الانخراط إلى صفوف المنتخب ما شكّل ذلك عارضاً أمام تطلعات هذا المدرب ولاعبيه والقائمين على المنتخب للظهور بالصورة التي يبتغيها الجميع.
أرى ان لكل مباراة ظروفها وينبغي على لاعبينا وضع كل الأمور السلبية خلف ظهورهم والتفكير ملياً في مباراة الغد وكيفية اختراق دفاعات الكومبيوتر الياباني الذي يجيد التنظيم الصحيح والاندفاع إلى الأمام بالسرعة الممكنة مع تأمين المنطقة الدفاعية مستثمراً بطء الحركة التي يتميز بها اللاعب العراقي لاسيما أن المنتخب الياباني هو حامل لقب النسخة الماضية لهذه البطولة ، ما يجعل لاعبينا أمام رغبة جامحة للظفر بنقاط هذه المباراة التي ستضعهم على زعامة المجموعة الرابعة بكل جدارة ، وفي منهاج كرة القدم خصوصا الحديثة كل شيء جائز ومعروف أن الساحرة المستديرة تعطي لمن يعطيها، فعلى الكابتن حكيم شاكر صاحب الفكر الحديث ان يعي جيداً الى ضرورة الظهور بصورة مغايرة لما شاهدناها في المباراة الأولى التي واجهنا فيها فريقا لم يتطور على مر الأزمنة ، لذا نقول للحكيم إن اليابان ليس النيبال ويجب هضم هذه الجملة جيداً والتعامل مع كل مباراة بطريقة تختلف عن سابقتها بحسب ما يتواجد من أدوات لعب داخل المستطيل الأخضر، ومعروف على المنتخب الياباني منذ زمن بعيد انه يلعب كرة حديثة متطورة تمكن إزاءها من فرض اسمه بقوة خلال الاستحقاقات الدولية وكان آخرها مونديال البرازيل الذي ذاع خلالها صيت لاعبيه كثيراً في كل أرجاء المعمورة .
نذكّر اسود الرافدين أن الملايين من العراقيين ينتظرونكم غداً لتكونوا على قدر المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقكم وأجزم إنكم ستكونون على الموعد مع ربان سفينة المنتخبات العراقية حكيم شاكر لتقولوا كلمتكم الفصل في إعطاب الكومبيوتر الياباني بفايروس عراقي لا يمكن التحكم به وتعطيله.
اليابان ليس النيبال
[post-views]
نشر في: 15 سبتمبر, 2014: 09:01 م