صوفيا: محمد خلف لا يخفي المغرب قلقه تجاه تنامي خطر الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم ( القاعدة في منطقة المغرب العربي و الساحل) التي تسعى كما تشير بياناتها الى " تشكيل دولة الخلافة من المحيط الأطلسي الى نهر النيل" .ولا يكاد يمر اسبوع من دون ان تعلن

صوفيا: محمد خلف

لا يخفي المغرب قلقه تجاه تنامي خطر الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم ( القاعدة في منطقة المغرب العربي و الساحل) التي تسعى كما تشير بياناتها الى " تشكيل دولة الخلافة من المحيط الأطلسي الى نهر النيل" .ولا يكاد يمر اسبوع من دون ان تعلن السلطات الأمنية المغربية عن تفكيك خلية ارهابية جديدة تجند مغاربة للقتال في صفوف الدولة الاسلامية ،آخرها كان قبل يومين ،وتضم 7 اشخاص ويتزعمها مدرس" .وكشف وزير الداخلية محمد حصاد عن وجود نحو 1200 مغربي يقاتلون في سوريا و العراق في صفوف ( الدولة الاسلامية) و (جبهة النصرة) المتناحرتان، يضاف اليهم ما بين 1500 و2000 مقاتل مغربي من اوروبا، ويحتل المغاربة مواقع قيادية في هذين التنظيمين ،وقتل منهم اكثر من 200 وفقا للوزير ،ومنذ العام 2002 اعلن المغرب عن تفكيك 124 خلية ارهابية في اطار ستراتيجية شاملة لمحاربة التطرف والارهاب. وتعد هذه المرة الاولى التي تعلن فيها احصاءات رسمية عن عدد المغاربة الذين يقاتلون في الخارج. ونشر مركز (بيو) البحثي الاميركي خريطة توضيحية تضم معلومات واحصاءات رسمية للدول في شأن عدد المقاتلين الخارجين منها الى سوريا ،للمشاركة في القتال في صفوف الجماعات الجهادية المسلحة ،يتضح منها " ان المغرب صدر ما يفوق 1500 مقاتل ،ليحتل بذلك المرتبة الثالثة بعد تونس التي تعد اكبر دولة مصدرة للمقاتلين الى الأراضي السورية حيث خرج منها ما يقرب من 3 الاف مقاتل".
تجريم التطوع و الدعاية للإرهاب
وفي سياق ستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب و التطرف أعدت الحكومة المغربية مشروع قانون ستقدمه الى البرلمان للتصديق عليه يقضي بتجريم الالتحاق او محاولة الالتحاق بمعسكرات التدريب التابعة للجماعات الارهابية سواء كان الهدف من ذلك الحاق اضرار بالمغرب ومصالحه ،ام لا . كما يجرم القانون الجديد تجنيد اشخاص بغرض تنفيذ اعمال ارهابية داخل او خارج البلاد. ويستهدف القانون كما تشير مصادر رسمية ايضا المقاتلين المغاربة الذين عادوا ويعودون من سوريا والعراق وجرى اعتقالهم بمجرد عودتهم الى مناطق سكانهم، وقالت" ان القانون يشمل اضافة بند جديد الى القانون الجنائي يدرج مجموعة من الأعمال والأفعال ذات الصلة بمعسكرات التدريب داخل بؤر التوتر الارهابية بوصفها جنايات يعاقب عليها بالسجن من 5- 15 سنة" ،اضافة الى تجريم القيام بالدعاية او الإشادة او الترويج للارهاب والتطرف و الكراهية الدينية.
حوار ستراتيجي وتنسيق استخباري
وتقيم المغرب روابط شراكة وتنسيق امني واستخباري ،وتبادل معلومات مع الولايات المتحدة على مستوى ثنائي وفي اطار " المنتدى الدولي لمحاربة الإرهاب ،وكان الوزير في وزارة الداخلية الشرقي الضريس في تصريح نقلته جريدة ( الفيغارو) الفرنسية" ان موقع المغرب بين افريقيا واوروبا و التزامها الراسخ بمواجهة كل اشكال العنف و التطرف والارهاب جعل منها فاعلا رئيسا في ضمان التوازنات الاقليمية ،وشريكا اساسيا للولايات المتحدة في البحث عن حلول لمواجهة العنف في منطقة الساحل". ويجمع بين المغرب والولايات المتحدة حوار ستراتيجي سنوي ،بالاضافة الى ما يسعرف باسم " مناورة الاسد الافريقي" التي تعقد بشكل دوري بين البلدين. وقال الضريس" ان واشنطن تعتبر المغرب بمثابة منصة ستراتيجية ضد الارهاب ،بفضل موقعه الستراتيجي المطل على البحر المتوسط و المحيط الاطلسي ،وبفضل ما راكمه من تجربة لوجيستيكية في محاربة الارهاب".
ويراهن تنظيم (الدولة الاسلامية) في توسعه و تمدده نحو منطقة الساحل و الصحراء على استقطاب سلفيين لديهم حسا قتاليا من مختلف انحاء العالم ومن المغاربة ،مرتكزا باعتراف الوزير حصاد على " حالة تنظيمية وهيكلة جد صارمة وشبكات واسعة من الموالين بينهم مغاربة". وتواجه المغرب و مؤسساتها الامنية تحديا جديا مع اعلان ( حركة التوحيد والجهاد ) في غرب افريقيا الولاء لتنظيم ( دولة الخلافة) ،ووصولها الحدود الجنوبية و الجنوبية الشرقية للجزائر. وكان شريط فيديو اظهر ثمانية مقاتلين مغاربة من الدولة الاسلامية وهم يحذرون باللهجة العربية والمغربية ( الدارجة) من انهم " ينوون اخذ الجهاد الى الارض المغربية" ،مشيرين الى انهم " مسرورون لقدرتهم على معاونة " الخلافة الاسلامية" وانهم " مستعدون لإرساء نظام الحكم هذا في المغرب".