ألف  مزاحم الباجه جي وزارته الأولى 26/ حزيران/ 1948 بعد وزارة السيد محمد الصدر الذي ألفها بعد سقوط حكومة صالح جبر إثر توقيعه معاهدة بورتسموث . فبعد عودة الحياة الطبيعية للبلاد وعودة الأمور إلى حالتها قبل توقيع المعاهدة استدعى الوصي عبد الاله  مزاحم الباجه جي وطلب منه  تأليف وزارة جديدة فوافق على أن يشترك معه علي جودت الأيوبي وعمر نظمي فلم يمانع الوصي عبد الإله في ذلك فأبرق مزاحم إلى عمر نظمي وكان في تركيا فرفض الاشتراك بالوزارة ،كذلك اعتذر جميل المدفعي أيضا فألف مزاحم أمين الباجه جي لأول مرة وزارته في 1948/6/26 وأشرك في وزارته مصطفى العمري وزيرا للمالية ومحمد حسن كبة وزيرا للعدلية وجلال بابان وزيرا للمواصلات وعبد الوهاب مرجان وزيرا للاقتصاد ونجيب الراوي وزيرا للمعارف وصادق البصام وزيرا للدفاع الذي استقال بعد ثلاثة أشهر من استيزاره بسبب تصريحاته حول قضية فلسطين ،فأصبحت وزارة الدفاع شاغرة . يذكر المرحوم عبد الرزاق الحسني في تاريخ الوزارات العراقية عن السيد علي ممتاز الدفتري فيقول :انقطع رئيس الوزراء مزاحم أمين الباجه جي عن عمله أربعة أيام متواصلة بسبب زكام شديد أصابه فاضطره إلى الاعتكاف في داره ، وفيما أنا جالس عنده جاء مساعد رئيس الديوان الملكي   احمد المدرس ليقول للباجه جي إن صاحب السمو يقرئك السلام ويرجوك إسناد منصب وزارة الدفاع إلى شاكر الوادي ،وإذا بالباجه جي ينتفض ليقول لمساعد رئيس الديوان الملكي احمد المدرس :  لماذا كل هذا التكلف كان في إمكان صاحب السمو أن يأمر بهذه التعيينات تلفونيا ! وكانت الشائعات الدائرة حول التعديل الوزاري موضع اهتمام الأحزاب فجرت مداولة بين رؤسائها وقد حاولوا الاتصال برئيس الوزراء وتحذيره بعمل من هذا القبيل عندما علموا إدخال شاكر الوادي بالوزارة وهو احد وزراء صالح جبر البورتسموثيين . غير أنهم لم يتمكنوا من مقابلته بالنظر لاعتكافه في داره مع انه صرح أكثر من مرة انه لا يوافق على إدخال شاكر الوادي في الوزارة لكن بعد إلحاح عبد الإله دخل الوادي وزيرا للدفاع .  وقد حصل لغط شديد وهجوم عنيف ،ففي جلسة مجلس النواب التي انعقدت في  مثل هذا اليوم من عام 1948 تحدث رئيس الوزراء الباجه جي عن هذا التعيين ودافع عن شاكر الوادي ووصفه بأنه من ألمع ضباط العراق وانه رجل درس في بريطانيا وفي الاستانة وتخرج من كلية أركان الحرب ولم أرَ أي سبب للغضب فقد رافقني إلى مصر ولم أر هناك أي مانع من الاستفادة من خبرته وكفاءته.. وأثناء حديث رئيس الوزراء نهض النائب عبد الرزاق حمود نائب البصرة فقال: إن إدخال شخص ساهم في معاهدة بورتسموث لا يجوز إسناد منصب وزارة الدفاع إليه.. ثم تحدث نائب الموصل محمد حديد فقال بأن التعديل الوزاري الأخير قد أثار استياء الشعب كثيرا وان التعديل الوزاري قد باعد الثقة بين الشعب والحكومة. ثم تكلم نائب بغداد فائق السامرائي فقال إن تعديل الوزارة الحاضرة كان مفاجأة للجميع ...  تطورت المذاكرات في آخر الجلسة إلى سب وشتم ،فقد أراد احد النواب وهو عبدالرزاق الشيخلي أن ينقذ الموقف فاقترح وقف الجلسة لمدة دقيقتين حدادا على أرواح الشهداء ،فأعلن رئيس المجلس عن قبول الاقتراح فصاح نائب المسيحيين روفائيل بطي الاقتراع قبل على أرواح الشهداء ،فأعلن رئيس المجلس عن قبول الاقتراح.. فرد عليه نائب الديوانية شعلان السلمان  بعبارات خشنة ونابية ، وصاح رئيس المجلس :أرجوكم النظام أرجوكم المحافظة ،وإذا بالنائب جياد الشعلان  يزيد من عباراته النابية وهدد بطي بالعنف  .فصاح الشيخ محمد رضا الشبيبي من مقعده قائلا :أرجو من الرئيس أن يطبق النظام الداخلي بحق هذا النائب (شنو ... ؟ ) وطلب عبد الرزاق حمود نائب البصرة استدعاء الشرطة ولم يسع رئيس المجلس عبد العزيز القصاب إلا أن يعلن عن تأجيل الجلسة وفض الاجتماع ،ثم قصد البلاط الملكي وقال للوصي عبد الإله انه من المستحيل عليه الاستمرار  في تحمل أعباء رئاسة مجلس النواب بعد أن أهين النواب بصورة علنية ،فلاطفه الوصي وصرفه عن فكرة الاستقالة . كانت تلك الحادثة من أطرف المعارك النيابية وأكثرها إثارة ، وقد عجلت من نهاية وزارة الباجه جي غير مأسوف عليها .
 رفعة  عبد الرزاق محمد