TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (لاعندي حمار ولا اخاف من الصخره)

هواء في شبك: (لاعندي حمار ولا اخاف من الصخره)

نشر في: 7 ديسمبر, 2009: 06:41 م

عبدالله السكوتي يحكى ان فيضانا طاغيا اجتاح بغداد في العهد العثماني، فجدت الحكومة بجمع الحمير على طريقة تسخيرها لسد الفيضان اي السخرة وعندما حضر الجندرمة الى جانب الكرخ لجمعها ، فر اكثر اصحاب الحمير فلاقوا احد المارة وكان يمشي فطلبوا منه الهرب معهم،
 سألهم عن السبب اجابوه بما حدث، استمر الرجل في سيره الاعتيادي غير هيّاب ولا وجل فصادفه احد هارب وسأله لماذا هو على راحته قال:(لاعندي حمار ولا اخاف من الصخره). وهذا ماحدث معي بعد ان سهرت الليل في تجاذب مع اقرار التعديلات على قانون الانتخابات نزلت لأرفه عن نفسي قليلا فشاهدت احميّد الفهد قد ارق وسلب النوم من عينه فقلت له بشراك لقد اتفق الاخوة بالاجماع ، فتجهم الرجل وتعجبت انا قلت: لماذا انت متجهم قال: منذ متى وانت تراني اعمل حارسا وانا بهذا العمر قلت: منذ زمان طويل، قال: يعني لا انا من اصحاب الحمير ولا اخاف ان ياخذوني سخرة قلت نعم لكنه انجاز كبير هذا الاتفاق سيولد اتفاقات اخرى وهكذا اتفاق يولد اتفاقاً حتى نتخلص من حالة الفئوية والتناحرات وهذه لي وتلك لك. كل هذا الحديث وهوساهم لايتكلم كنت اريد ان استنطقه فسألته ثانية:ألست من انصار الديمقراطية؟ قال: بلى،قلت: اذن كانت حالة صحية في النقض ونقض النقض ومن ثم التوافق بشأن التعديلات فقال (يمعود هيّه وين ماتمطر بجيس هارون الرشيد) قهقهت عاليا خصوصا وانا افكر كيف اقضي ليلتي مع النوم على المرمر البارد بلا غطاء ودونما امكانية تحقق انسانيتي فانا كنت عند زميل لي وكنت خجولا بعض الشيء فلم اطلب منه مايريحني وهو ايضا سئم مني في الفترة الاخيرة. المهم في الامر ان احميّد الفهد ومثله كثيرون اغلقوا نوافذهم ولم يكلفوا انفسهم متابعة جلسة البرلمان خوفا من نقض ثان وثالث ، قال لي لقد فرحت قبل هذا كثيرا فرحت بقانون الاصلاح الزراعي حين صادر اراضي الشيوخ واعطاهم منها 100 دونم واعطى للفلاح اكثر وفرحت ثانية في قانون الجمعيات الفلاحية وكذلك فرحت عند تأميم النفط وفي كل الاحوال كانت فرحتي وقتية فما قولك الان وانا اميز الانسان مثل الشبح واعمل بنصف عين ومع هذا ارى عيشتي صعبة ، لكنني حين اعدد احزاني سانسيك فرحك بالقانون المعدل اول حزن لي حين صودرت ارضي واجبرت على الرحيل من داري وثاني حزن لي حين قتلوا ابني في واسط وكان يعمل في احدى شركات النفط وقد حرض العاملين على الانتفاضة وتمتد احزاني الى بعيد حيث الاشلاء التي عجزت عن عدها من اهلي واخواني في عام 63 ومن ثم ماحدث من امر التحالفات التي اخذت مني الكثير، لقد جمعت احزان العراقيين جميعا.. وعاد الى مجاملتي قائلا: لكن مع هذا مبروك عليك اقرار قانون الانتخابات، ودعته وانا اردد ما قاله احد الشقاوات في مدينة الثورة في السبعينيات، ساخرا بشارع فيها يدعى شارع السادة: (كالت اوهاي القيادة بلطت شارع الساده).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram