غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر مدينة صعدة، الجمعة، عائدا إلى صنعاء من دون التوقيع على اتفاق مع الحوثيين. وكان مفاوضون يشاركون في جهود الوساطة برعاية المبعوث الدولي قد ذكروا في وقت سابق أن الحوثيين وافقوا الجمعة ع
غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر مدينة صعدة، الجمعة، عائدا إلى صنعاء من دون التوقيع على اتفاق مع الحوثيين.
وكان مفاوضون يشاركون في جهود الوساطة برعاية المبعوث الدولي قد ذكروا في وقت سابق أن الحوثيين وافقوا الجمعة على وقف المعارك مع مقاتلي حزب الإصلاح في صنعاء.
وكان مسلحون من الحوثيين قد دخلوا أول من أمس الخميس العاصمة اليمنية بعد أن اشتبكوا مع الجيش على مشارف المدينة في الشمال الغربي، فيما مثل تصعيداً للاشتباكات والاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع.
وقال مسؤولون محليون أمس إن مسلحين من الحوثيين قصفوا مبنى التلفزيون الحكومي في صنعاء وإن مئات السكان يفرون من العاصمة خشية تصاعد أعمال العنف بعد أسابيع من الاشتباكات والاحتجاجات.
ويخوض الحوثيون صراعاً منذ نحو عشر سنوات مع الحكومة. وفي الأسابيع القليلة الماضية سد المحتجون الحوثيون الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء ونظموا اعتصامات عند وزارات مطالبين بإقالة الحكومة وإعادة الدعم الذي خفضته الدولة في تموز (يوليو) في إطار إصلاحات اقتصادية.
ووصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ما يقوم به الحوثيون من تصعيد في صنعاء بأنه "محاولة انقلابية"
جاء ذلك في أعقاب لقاء جمعه مع سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن.
وفي اللقاء أشار هادي إلى "مستجدات الأوضاع الراهنة والتصعيد الميداني لجماعة الحوثي بتفجير الوضع في أمانة العاصمة وضواحيها التي كان آخرها محاولة اقتحام مبنى التلفزيون واستهداف عدد من المنشآت والنقاط الأمنية"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وقال هادي إن هناك "محاولات تصعيدية وانقلابية تقوم بها تلك القوى لإسقاط الدولة وهو ما اتضح جلياً من خلال التصعيد الأخير".
وكان مسؤولون محليون قد اكدوا أن مسلحين من الحوثيين قصفوا مبنى التلفزيون الحكومي في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الجمعة وأن مئات السكان يفرون من العاصمة خشية تصاعد أعمال العنف بعد أسابيع من الاشتباكات والاحتجاجات. وشق الحوثيون طريقهم إلى داخل صنعاء بعد أن اشتبكوا مع الجيش على المشارف الشمالية الشرقية للمدينة الخميس وقال سكان في حي شملان بشمال غربي صنعاء إن المسلحين يتقدمون صوب شارع الثلاثين وهو طريق رئيسي يؤدي إلى الطرف الغربي من المدينة. وقال مصدر عسكري إن نحو 70 من مسلحي الحوثيين لقوا حتفهم في القتال خلال الليل وقال مقيمون لـ"رويترز" إن عشرات الجثث ملقاة في الشمال والشمال الغربي من العاصمة حيث دارت الاشتباكات. وقال سكان إن القتال يقترب من المسكن الخاص للرئيس عبد ربه منصور هادي على الطرف الشمالي من شارع الستين وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة ويبدأ عند المطار في الشمال ويمتد على طول الطريق إلى القصر الرئاسي إلى الجنوب. وأضافوا إن مسلحين من الحوثيين استولوا على بعض نقاط الجيش ونقاط التفتيش الأمنية في شارع الستين وحي شملان من دون أي مقاومة تذكر من جنود الحكومة وأوضحوا أن الحوثيين يقومون بدوريات في الشوارع ولا توجد قوات للحكومة في أي مكان قريب. وأطلق الحوثيون صواريخ على مبنى قناة اليمن التلفزيونية في صنعاء أثناء الليل وقالت القناة المملوكة للدولة إن القصف استمر حتى صباح أمس الجمعة. وقالت القناة على شاشتها إن الحوثيين يواصلون قصف مبنى القناة التلفزيونية بمختلف أنواع الأسلحة حتى الآن. وقال موظف محاصر داخل مبنى القناة التلفزيونية الذي يقع بالقرب من مؤسسات الدولة الحيوية الأخرى إنه يختبئ في الطابق السفلي مع عشرات آخرين. وأضاف عبر الهاتف: "زاد قصف القناة بطريقة مروّعة. نحن محاصرون وقوات الجيش بالخارج تحاول حماية المبنى وترد على الحوثيين بإطلاق النار". وانقطعت في ما يبدو خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في العاصمة أمس الجمعة على رغم أن الهواتف الأرضية لا تزال تعمل. وفرّ مئات السكان من العاصمة ومشارفها حيث يدور القتال واتجهوا صوب الجنوب. وقال أحد المقيمين لـ"رويترز": "سقطت القذائف على المنزل المجاور، لذلك أخذت زوجتي وأطفالي وذهبنا صوب جنوب العاصمة. تركنا كل شيء وراءنا". وكانت محطات البنزين في صنعاء مكتظة وتصارع السائقون لتزويد سياراتهم بالوقود. ويخوض الحوثيون صراعاً منذ نحو عشر سنوات مع الحكومة. وفي الأسابيع القليلة الماضية سد المحتجون الحوثيون الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء ونظموا اعتصامات عند وزارات، مطالبين بإقالة الحكومة وإعادة الدعم الذي خفضته الدولة في تموز (يوليو) في إطار إصلاحات اقتصادية.