اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحرب والسلام 

الحرب والسلام 

نشر في: 19 سبتمبر, 2014: 09:01 م

قبل سنوات ، كانت الأمهات ينظرن إلى قامات أولادهن لقياس أية زيادة تطرأ على أطوالهم لا فرحا بهم بل خشية عليهم من بلوغ سن الخدمة العسكرية وخوض الحروب ...الأمهات العراقيات ربين أولادهن على التضحية ،فالذين يضحون في سبيل بلادهم هم خدامها وهي تستحق ذلك لكن من يجبر الآخرين على التضحية باسم الوطن لابد ان يكون عدوا له لأنه يقطع الحرية من جذورها من نفوس الشعب لينال المجد في القمة ، وهكذا تعلمت الأم العراقية الحرص على أبنائها من أعداء حياتهم حتى لوكان ذلك باسم الوطن ..هكذا جرت الأمور وذهب الآلاف إلى الحروب دون قضية ولم يعد الكثيرون منهم، أما من عاد منهم فمازال يعيش الخوف من الموت دون قضية في زمن صار الموت فيه خبرا دسما يتصدر الصفحات الأولى من الصحف...
مع استمرار حالة التأهب للحرب في كل زمان ومكان واختلاف صور الأعداء ومسمياتهم تواصل الأمهات العراقيات الحرص على أبنائهن من أعداء حياتهم لأنهم مشروع ابدي كما يبدو للموت المجاني..هذه المرة عدوهم يحمل اسم ( داعش ) وهم لا يعرفون عنه شيئا اكثر من تعطشه للدماء ومطالبون بأن ينتصروا عليه على الأرض بينما تدعمهم قوات أجنبية من الجو ...مثل هذه الحرب لن تكون بلا قضية ،فالعدو خطر والقضاء عليه يعني القضاء على الإرهاب وهو يهدد امن بلدان بأكملها وليس العراق وحده، لكن الاختيار وقع على العراق فقط ليكون ساحة مثالية لقتال داعش وليصبح أبناؤه من جديد وقودا لحرب تم التخطيط لها بعناية لتحقيق مصالح مشتركة للعديد من الأطراف الخارجية ، فما يهم تلك الأطراف إن فقدت الأمهات العراقيات المزيد والمزيد من الأبناء في حروب متسلسلة مادام دمهم رخيصا لدى حكامهم قبل الغرباء فهم يلقون بهم إلى التهلكة في كل مرة ويعتبرونهم شهداء قضايا تهدد أمن وسلام البلد بينما لا يبذلون جهدا صادقا للحفاظ على أمن البلد بفض الخلاف على الأقل على اختيار مرشحين لإدارة الوزارات الأمنية ...إنهم يواصلون التنازع على المناصب بأنانية مفرطة بينما يطلقون شعاراتهم عن ضرورة التضحية من أجل الخلاص من داعش وأداتهم في ذلك –الدم العراقي الرخيص - ...
من جهتها، دعت الأمم المتحدة الأمم والشعوب كافة إلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية خلال يوم 21 أيلول الذي أعلنته يوما عالميا للسلام والى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الشعوب حول مفردة (السلام )...
المشكلة ان السلام ليس مفردة فقط ..انه حاجة أساسية تتعطش الشعوب لنيلها بهدف بناء أوطانها وتقدمها ، والاحتفال بهذا اليوم العالمي لن يمنع الحروب ولن يحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية أو يساعد في إرساء ثقافة السلام في العالم، ذلك ان السلام نبتة يمكن ان تنمو وتنشر ظلها على البلدان لو وجدت من يسقيها بحب حقيقي للوطن وشعبه وبممارسة ديمقراطية خالصة وبتضامن بين مختلف أطياف الشعوب لحماية تلك النبتة ورعايتها ...
في بلدنا ، سنظل نحلم بالسلام ونتوق إلى تحقيقه ، والغريب في الأمر أننا من أكثر الشعوب التي تواصل دفع الثمن من دم أبنائها على مر العهود دون أن ننعم يوما بالسلام ذلك أنّ دمنا رخيص جدا ..ليس في نظر الأعداء والأطراف الخارجية فقط بل في نظر حكامنا أيضاً ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram