إعداد/ المدى الرياضي لا يتجادل اثنان في كون زلاتان إبراهيموفيتش ينتمي إلى الكوكبة الفريدة التي تضم أفضل المهاجمين في العالم، إذ شهدت مسيرته الكروية النجاح تلو الآخر، سواء تعلق الأمر بأدائه مع مختلف الأندية التي لعب في صفوفها أو بتألقه المتواصل مع المنتخب الوطني.
وبعدما غادر النجم السويدي قلعة الإنتر، حيث كان يعتبر الفتى المدلل للجماهير في إيطاليا، أثيرت شكوك عدة بشأن قدرته على التأقلم مع أجواء نادي برشلونة الذي يعج بالنجوم في كل خطوطه. لكن إبراهيموفيتش أسكت أفواه المشككين بعد مرور أشهر قليلة على انطلاق مشواره مع العملاق الكاتالوني، حيث استعرض عضلاته بهز شباك الخصوم وتفنن في مد رفاقه بتمريرات حاسمة ، خص زلاتان موقع FIFA.com بحوار حصري حلل فيه إخفاق المنتخب السويدي في التأهل إلى نهائيات جنوب أفريقيا 2010، معبراً في الوقت ذاته عن سعيه الحثيث لتعويض تلك الخيبة بإحراز لقب كأس العالم للأندية. * لم يمض على قدومك إلى برشلونة سوى أشهر قليلة، ومع ذلك فإنك أصبحت أحد الأعمدة الأساسية في النادي، هل كنت تتوقع أن تمر فترة التأقلم بهذه السهولة؟ - لم أكن أتوقع أن يبدأ الموسم على هذا النحو، فقد كنت أتمنى أن أستهله بأفضل طريقة ممكنة، لكني كنت أعتقد أن الأمور ستسير ببطء. فعادة ما يتأخر اللاعبون في إعطاء أفضل ما لديهم عندما يحطون الرحال بناد جديد، لكن الفضل في تأقلمي بشكل سريع يرجع إلى زملائي الذين ساعدوني كثيراً وما زالوا يمدونني بيد المساعدة كلما اقتضى الحال، كما يجب ألا ننسى دور المدرب الذي لا يبخل عليّ بالنصائح والإرشادات. وصراحة، عندما تطأ قدماك أرضية المستطيل الأخضر وترى أنك تلعب إلى جانب هذا الكم الهائل من النجوم ذوي المهارات العالية والمؤهلات الخارقة، فلا يسعك إلا أن تبذل كل ما في وسعك لإنجاز مهمتك على الوجه الأمثل، آنذاك تأخذ الأمور منحاها الطبيعي. * كنت تلعب بحرية أكبر في الإنتر، أما هنا في برشلونة فإنك تبدو مقيداً ببعض الفروض التكتيكية؟ - الفرق الأول يكمن في أن الإنتر يلعب بشاكلة 4-4-2، أما هنا فنعتمد أسلوب 4-3-3. كما يوجد فرق كبير بين الفريقين من حيث العقلية. أنا ألعب هنا في خط الهجوم كرأس حربة، لكن المدرب يمنحني بعض الحرية للانتقال إلى جهة اليسار أو اليمين، شريطة أن يكون هناك اتفاق على ذلك بيني وبين الجناحين، حتى يتم تبادل المراكز بشكل عفوي، أما في الإنتر فكنت ألعب وحيداً، ما كان يتيح لي بعض المساحات الحرة لأتحرك فيها كمهاجم. * يملك كلا الفريقين لاعبين متميزين يتمتعون بمهارات فنية عالية. أين يكمن الفرق بين زملائك القدامى ورفاقك الجد؟ - يكمن الفرق الأول في المدرب. جوارديولا إنسان حركي وعملي للغاية، ذلك أنه بإمكانه أن يشرح لك بعض التعليمات التكتيكية بتنفيذها بنفسه فوق أرضية الملعب، لأنه كان لاعبا من الطراز الرفيع في أيامه، أما مورينيو، فإنه لم يلعب كرة القدم على أعلى مستوى، لكن المدربَين معاً يملكان عقلية قوية وعزيمة وإرادة كبيرتين من أجل تحقيق الألقاب ويعرفان جيداً كيفية إيصال أفكارهما إلى اللاعبين، إنهما يتميزان بصراحة قلّ نظيرها. إنهما يسعيان دائماً إلى الفوز، ولا شيء سواه. * وماذا عن المستوى الشخصي؟ - أعتقد أنهما على علاقة طيبة مع اللاعبين، إنهما محترفان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لست أدري كيف سارت الأمور مع البقية، لكن علاقتي مع مورينيو كانت نموذجية، والشيء نفسه ينطبق على علاقتي مع بيب (جوارديولا) حالياً. * من بين زملائك الجدد، هل فاجأك أحد منهم بشكل خاص؟ لا أبداً، لأني كنت على علم مسبق بطريقة لعب كل واحد منهم. إنييستا وميسي وهنري وتوريه وكيتا، إنهم كلهم يتمتعون بمؤهلات عالية وفنيات خارقة للعادة. وكنت أعرفهم حق المعرفة حتى قبل أن ألعب إلى جانبهم، ولذلك لم أتفاجأ بمستواهم على أرضية الملعب، إنه لشرف عظيم لي أن ألعب إلى جانبهم. * لقد أتيت إلى نادٍ يتطلب من لاعبيه تقديم كل ما لديهم والحفاظ على تركيزهم بشكل متواصل، هل ترى أن الفريق قادر على تكرار الإنجاز التاريخي الذي حققه الموسم الماضي؟ - أنا بطبعي أتطلع للفوز بكل شيء أينما حللت وارتحلت. ومع ذلك فإني أرى صعوبة في الفوز بالثلاثية مرة أخرى، لأن ذلك يعني الحفاظ على قمة المستوى البدني والنفسي والذهني على مدى موسمين متتاليين، وهو ما أعتبره شيئاً صعب المنال، أما من جهة أخرى، فأقول أحياناً في قرارة نفسي "لِمَ لا، ما دمنا نملك تجربة كبيرة وقوة نفسية قلّ نظيرها؟ * كيف السبيل إلى الحفاظ على هذا المستوى العالي جداً، خاصة من الناحية البدنية؟ - إننا نعمل بشكل مكثف. كما يتم القيام بجرد دقيق لحصيلة التدريبات والمباريات. يملك برشلونة مجموعة من الاختصاصيين الذين يسهرون على توفير جميع الظروف اللازمة لتفادي حالات الإجهاد البدني والإرهاق العضلي حتى يكون اللاعبون على أتم الاستعداد لمواجهة التحديات. فعندما تلعب بهذا المستوى فإنك تكون على علم مسبق بما ينتظرك من مباريات ومنافسات على كثرتها وصعوبتها، ولذلك فإن الإعداد البدني الجيد يحتل مكانة غاية في الأهمية. * ستخوض غمار كأس العالم للأندية بالإمارات ماذا تعني لك إمكانية التربع على عرش الأندية العالمية؟ - إن لق
إبراهيموفيتش: أتطلع للفوز بكل الألقاب مع برشلونة
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 03:23 م