يندر ان تجد موالا واحد للحاج زاير يتغزل فيه بامرأة. وان كان اغلب الشعراء يتغزلون بالذكور قاصدين الاناث على قاعدة "المعنى في قلب الشاعر"، الا انه يكاد يكون الوحيد الذي اكثر من استخدام التغزل بالذكور وبالاسم. المرأة الوحيدة التي مر على اسمها صراحة كانت "صبحة" بائعة الروبة في قصيدته الشهيرة والجميلة "داده خي عون الشبكها".
يروي جامع ديوانه قصة فهمت منها انه ندم على رقته تجاه "صبحة" فشتمها بعد ذلك. تقول الرواية انه عندما شاهد بائعة الروبة سحره حسنها فقال مرتجلا "داده خي عونه الشبكها".
رد عليه الشاعر مرزه الحلي:
من تمر بالسوك صبحة
تصير بالدلال فرحة
جيت اعاملها الوكحة
غطت الروبه بطبكها
فجأة انقلب الحاج زاير ليكمل:
طاح حظ صبحه وحسنها
غايصه الركبه ابمتنها
اللي عشكها اشاف منها؟
ظلت عيونه ابلثكها
هل يكفي ان أقول انها قسوة او احتقار للمرأة؟ اعتقد انها ابعد من ذلك بكثير. اجد في طيات رده انعكاسا للقيم الاجتماعية البالية تجاه المرأة. انها مشكلة تكاد تعم الكثير من قصائدئه. موالاته غاية في الرصانة والحبكة جعلته الأفضل في قول الموال العراقي. اما المشكلة فتنحصر بما تحمله من قيم تربوية. أوليس المتنبي كذلك؟ لا غبار على شاعريته وحكمته. لكنه هو لا غيره يدعو لاحتقار العبد وتمجيد العصى التي تلهب ظهره!
لم يكن زاير قاسيا مع صبحة بل يتلذذ بشتم المرأة شعرا احيانا. تصوروا انه يحل ضيفا على عائلة فيشتم صاحبة الدار بطريقة فجة وخالية من ادنى حدود اللياقة. قال عنها:
اكعدي كعود ونهابج نعلت امج على الجابج
ولولا التزام جانب الحياء بالنشر لذكرت لكم تكملة ما قاله. ولذكرت لكم، أيضا، مقطعا صارخا من قصيدته " بهونك دمش لا تنجسر". التي لا يحترم فيه حتى خصوصية النساء البيولوجية. يمكنكم قراءتها بديوانه لتحكموا بأنفسكم على شدة البذاءة التي فيها.
عن قسوة الحاج زاير على المرأة
[post-views]
نشر في: 22 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ستار
في زمن كالذي نعيشه نحن في امس الحاجة الى نماذج انسانية عراقية تسبق زمنا في القيم والخلق لنتكلم عنها امام شعبنا ولااجد فائدة مرجوة من استذكار نموذج يعبر غن قيم متخلفة اتجاه المراة في مجتمع اغلبه نشأ عليها ونمى مع تقديري واحترامي