TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اسمع يا "القايد"

اسمع يا "القايد"

نشر في: 22 سبتمبر, 2014: 09:01 م

اشهر اهزوجة رددها العراقيون على مدى  سنوات طويلة،  تعبر عن التحام الجماهير بزعيمهم السياسي او الديني ، وابناء العشيرة بشيخهم المحفوظ،  والجنود بقائد وحدتهم العسكرية ( ها اخوتي ها ... احنا اجنودك بالكلفات اسمع  يا القايد )  والمفردة الاخيرة في بعض الاحيان تتحول الى "العايل " في اشارة الى العدو الداخلي او الخارجي ، والاستعداد على مواجهته  باستخدام الاسلحة المتاحة بدءا من الخناجر والمكاوير والفالات والفؤوس وحتى بنادق البرنو على الرغم من اقتصار امتلاكها على عدد قليل من  الاشخاص ولهؤلاء يعود الأفضل الأكبر في حسم المعركة او النزاع العشائري ، وجعل العايل يجر اذيال الهزيمة والخيبة امام  صمود  وثبات مرددي الاهزوجة التاريخية الاشهر في العراق .
دخول الأسلحة الحديثة ، واستخدامها بين اطراف الصراع او النزاع ، تطلب ميدانا واسعا لساحة المعركة ، فأشر العامل الجغرافي ، بروز مخاطر امتدت على مساحة واسعة على الارض  تركت خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات وحتى  الحيوانات ، ومن كان خارج الصراع دفع  ضريبة حماقات المسلحين ونزواتهم بالرحيل الى منطقة اخرى بحثا عن ملاذ آمن ، اودفن موتاه وديعة في قريته ، لحين ايقاف اطلاق النار ثم التوجه بالجثامين الى المقابر الكبيرة ليدفن الضحية بجوار قبور الاهل  والاقارب .
في الزمن الراهن ردد الاهزوجة الصغار والكبار ، وكل من امتلك القدرة على حمل السلاح ، للدفاع عن المقدسات والثوابت كما يعتقد بعضهم ، والوقوف بصف واحد ضد من يحاول المساس بالكرامة ، ومن حق الفرد الذي يواجه اعتداء من هذا النوع ، يهدد امنه الشخصي اللجوء لأي خيار متاح ، خصوصا اذا كانت الأجهزة الأمنية عاجزة عن اداء واجباتها في بسط الامن ، ولكن ليس على طريقة "ستار بن طراك "حين شن صولة مع ثلاثة من ابنائه على محل تسجيلات يقع بجوار منزله في حي شعبي بغدادي يبث الاغاني على مدار الساعة  لاستقطاب الزبائن من الشباب ، ابن طراك ورث عن ابيه  المرحوم  الحماسة الثورية فاستخدم "نص الاخمص" في الهجوم على صاحب  المحل ،وسط  اهزوجة "اسمع  يا العايل " واسفرت صولته عن الحاق اضرار مادية ، وكادت تحصل مواجهة مسلحة ، بعد ان حشد صاحب التسجيلات مسلحين لتنفيذ الهجوم المقابل. 
معظم القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية متفقة،  واعلنت اكثر من مرة ، رفضها وجود اي نشاط مسلح  في في الاراضي العراقية ، مشددة على حصر السلاح بيد  الدولة ، وهذا المفهوم خضع هو الاخر لتفسيرات متباينة واصبح موضع جدلوسجال منذ الدورة التشريعية السابقة، فتعطل تشريع القانون الخاص بمعالجة   هذه الظاهرة الخطيرة ، حتى اصبحت  تهدد مستقبل العملية السياسية ، خاصة ان حمل السلاح ارتبط بالعزف المستمر على الوتر الطائفي ، وغياب التحرك السريع  لبلورة اتفاق وطني  لمواجهة التحديات الامنية ، مع اصرار على تريد اهزوجة الاشادة بالزعيم "ستار بن طراك" ، بطل صولة الهجوم على محل التسجيلات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram