في القرن العاشر، كانت تجوب شوارع القاهرة ايام الخلافة الفاطمية، استعراضات تنفق عليها الدولة من اجل تعزيز العاصمة الجديدة – القاهرة، لتصبح من اهم المراكز الثقافية للعالم الاسلامي.وكان المتميزون في العمل على خشبة المسرح والفنانون بشكل عام، قد توص
في القرن العاشر، كانت تجوب شوارع القاهرة ايام الخلافة الفاطمية، استعراضات تنفق عليها الدولة من اجل تعزيز العاصمة الجديدة – القاهرة، لتصبح من اهم المراكز الثقافية للعالم الاسلامي.
وكان المتميزون في العمل على خشبة المسرح والفنانون بشكل عام، قد توصلوا الى عرض كنوزهم الخاصة على الجمهور، قبل مرحلة طويلة من إنشاء وتكوين المتاحف الخاصة في الغرب، واليوم وبعد الف عام، يبادر احد المنحدرين من الفاطميين ويواصل ذلك التقليد، في تورنتو. بجدران مكسوة بالرخام الابيض (الذي يلمع في الظهيرة في الايام المشمسة، وقباب تعلو الأشجار) يبدأ متحف اغاخان والمركز والاسماعيلي، عمله ويتكون المتحف من مجموعة من البنايات مشيدة من الحجر الرملي، ومنها تنبثق اسقف هرمية الشكل وكأنها تشير الى النجوم، وهي بمجموعها تكوّن ما يشبه مرصدا للمراقبة، او قلعة فضائية غامضة.
ان اختيار وادي دون في تورنتو يبدو أمراً غير اعتيادي، وهذا التصميم المتميز هو من انجاز اثنين من المهندسين المعماريين الآسيويين الكبار الاول هو الياباني هوميهيكو ماكي (86) سنة والحاصل على جائزة بريتزكير اليابانية، وكان مسؤولاً عن المتحف، فيما كان جارلس كوري (84) سنة، مسؤولاً عن المركز الاسماعيلي، وقد كان عملهما محط الإعجاب من قبل الاغاخان، الامير شاه كريم الحسيني، البالغ من العمر 99 سنة، وإمام نحو 15 مليون مسلم من الاسماعيلية النزارية، وهي طائفة وصلت الى مكانة عالية في مرحلة الخلافة الفاطمية.
وقد حضر الى المكان ستيفن هاربر، رئيس وزراء كندا مع حماية كافية، اما الاغا خان كريم فيدو اقرب الى رجال أعمال منه الى رجل دين، او قائد روحي لمجموعته، وهو قد استعاض عن قصور أجداده بقصر في فرنسا، وهم من المهتمين بسباق الخيول، ويربي انواعاً جيدة منها، اضافة الى امتلاكه اليخوت الفخمة والطائرات الخاصة، وله اهتمام بالنساء الجميلات، ويمتلك ثروة تقدر بـ 8 بليونات دولار على الاقل، واكمل تعليمه في سويسرا، ويعتبر من اغنى الامراء في العالم، وهو ايضاً من افضلهم إحساناً وخيراً.
وامبراطوريته في المجال العملي تتألف من خطوط جوية ،الى فنادق ، الى الغذاء ، والى شركات تيلي كوم، وهذه الاعمال تجلب له 1,4 بليون سنوياً، تعود الى شبكة اعمال التنمية، العائدة للأغاخان، والتي يعمل فيها 80,000 شخص من اجل تحسين الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية عبر الصحراء الافريقية، وآسيا والشرق الاوسط، وقال في تصريح نادر: "نحن لانعتبر تنمية الثروة أمر شيطاني، والاهم كيفية استخدامه". هذا مع العلم ان كل فرد من الطائفة الاسماعيلية 10% من دخله للأغاخان.
ان مشروع اغاخان في تونتو للثقافة يعود الى 20 سنة، وهو من ضمن اعمال (الائتمان) المخصص للمجال الثقافي، وهو اشبه بـ يونيسكو صغير، وهو يدير برنامجاً عن اهمية الحفاظ على العمارة الاسلامية التأريخية حول العالم، وعلى جائزة العمارة التي تقدم كل ثلاث سنوات.
والمبنى الذي أقامه الأغاخان للفن الاسلامي، تبلغ مساحته 10,000 متر مربع، ويعتبر الاول من نوعه ويقدم اكثر من 1,000 قطعة فنية، تغطي مرحلة من الزمن تمتد عشرة قرون، وهو الاول من نوعه في شمال أميركا مخصص لهذا النوع.
وكان من المفروض اقامة هذا المركز في لندن على ارض مقابل مبنى البرلمان، ولم يتم ذلك الامر، وكانت هناك خطة لإنشاء (مركز تورنتو) وبعد العثور على قطعة الارض المناسبة في عام 2002 والذي قدم بديلاً عن مشروع المتحف، خاصة وان موقع قطعة الارض كانت جيدة وقريبة من موقع تورنتو للثقافة.
والمبنيان يواجه أحدهما الآخر عبر الفناء الذي يبغ عرضة 100 متر، وهو ايضاً عرض الجامع.
وهناك قطع من التحف الفنية، ولكنها لاتضاهي تلك الموجودة في اللوفر أو المتحف البريطاني أو متحف الميتروبوليتان، ومع ذلك فانها منتقاة بدقة و ذوق.
ومن تلك التحف الموجودة، مخطوطة (قانون الطب) لابن سينا، وهو نص ظهر في الوقت الذي كان فيه اليونانيون القدامى يعتمدون عليه في حين ان الغرب كان يجتاز العصور المظلمة، وهناك ايضاً الاسطرلاب الاندلسي باللغة العربية واللاتينية والعبرية، اضافة الى رسومات تعود الى القرن السادس عشر، من الكتاب الفارسي للملوك، وهناك منسوجات وأدوات موسيقية وقطع من القرميد، وشعر ايراني والقطع الفخارية الايرانية تعود الى القرن العاشر.
اما المركز الاسماعيلي، فهو يوحي بالدفء، وقاعة الصلاة وغرف الاجتماعات ترتبط بعضها ببعض بممرات تربط ما بين الفعاليات الاجتماعية والدينية والعملية.
عن: الغارديان