TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محمد رضا مبارك.. الشعر والاسطورة/ مقترح لقراءة خليل حــاوي

محمد رضا مبارك.. الشعر والاسطورة/ مقترح لقراءة خليل حــاوي

نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 04:02 م

علي حسن الفواز الكتابة عن اثر الأسطورة على الشعر ينحو دائما للبحث عن قرائن واشتغالات إجرائية، تلك التي تؤسس لمشروعها فهما خاصا في هذه الكتابة اولا، وفي ما تقترحه من موجهات قرائية يظل هاجسها تشكيل توصيفات واقتراح مسميات لهذه القرائن ثانيا، وبالاتجاه الذي يجعل من توظيف الأسطورة في الشعر نزوعا للتجديد،
 او تحولا باتجاه مقاربة ماهو غير شعري داخل اشتغالات الجسد الشعري.. وكتاب الشاعر والناقد د.محمد رضا مبارك(الشعر والأسطورة/استعارة السرد في نصوص خليل حاوي) الصادر عن دار مصر العربية للنشر والتوزيع/القاهرة/2009 هو مدخل منهجي وإجرائي لمباحث نقدية تتعاطى مع مفهومين مفترضين للشعر والأسطورة، عبر مفهوم ثالث وهو السرد، اذ يمثل هذا المفهوم المقترح القرائي الذين يعاين مستوى اثر السرد في الشعر، والعلاقة بين السرد والشعر من خلال تفجير ما يحملانه من مثيرات وتوليدات أسلوبية لا تعنى بالسرد كسرد، بقدر ما تعنى أساسا بالتحولات التي أحدثها في الجسد الشعري، عبر مجموعة من الوظائف، والإزاحات والاغترابات التي قاربت الرمز الأسطوري والقناع الأسطوري والشخصية الأسطورية والصورة في دلالتها المحسوسة والمتخيلة.. انحنى الكتاب على مقدمة وثلاثة عشر فصلا، اقترح من خلالها الباحث قراءة الأسطورة باعتبارها فضاء اتصاليا وليس تحديدا مفهوميا يتعلق بصراعات الآلهة وبطولاتها في الحضارات البائدة، فضلا عن ما يمثله هذا الاشتغال الأسطوري من منظور يعنى بالكشف عن مستويات توظيف هذه الأسطورة في الشعر و في تجربة شعرية محددة للشاعر خليل حاوي التي انفتحت طبعا على اشتغالات شعرية واسعة منذ نهاية الأربعينيات وحتى عام 1982، وكذلك عن تمثلها لاشتغالات السرد وإشكالاته في إمكانية تفجير الكثير من المكنونات الشعرية، تلك التي(دخلت نسيج الشعر، فأصبح الاثنان النص الشعري والنص الأسطوري نصا واحدا)ص10. في الفصل الأول (الأسطورة فضاء اتصاليا) ينحو الباحث الى توصيف هذه الإجراءات التي انحنى عليها الكتاب، والتي ارتبطت بعديد القراءات التي اقترحت للنص الأسطوري شكلا وأثرا في السياق الشعري، ومعاينة الخصائص التي اعتمدها الشعراء في التعرف على الكثير من الأفكار والتصورات التي استبطنتها الأسطورة في هذا المجال عبر رموزها ودلالتها ووظيفتها في(ان تكون ملهمة للشعراء، او ان تكون موضوعا من مواضيع التجديد في القصيدة العربية) ص18. وحمل الفصل الثاني(مأساة اسخيلوس وديالكتيك سقراط) خصوصية ما أدركه الشعراء العرب من الأهمية التي تمثلها(الأسطورة والرمز) في اغناء البنية الحوارية الدرامية في القصيدة، وكسر الكثير من ايهاماتها الصوتية. واحسب ان الباحث اراد من خلال هذه المقدمات ان يوسع مجالات أكثر إجراء لقراءة البنية الأسطورية في شعر خليل حاوي، باعتباره من الشعراء العرب البارزين الذين اشتغلوا في هذا المجال. في هذا الفصل تلمس الباحث ايضا الاشكالات المفهومية التي ارتهنت للجدل حول وظيفة الأسطورة والخرافة في النص الشعري، وطبيعة مصطلحها المثير للأسئلة (اذ ان هذا التمييز هو عنصر مهم من العناصر التي تقوم عليها هذه الدراسة)ص36 ناهيك عن ان تجربة حاوي الشعرية تمثل من وجهة نظر الباحث المستوى الاكثر تعبيرا عن العلاقة مابين الوظيفة السردية والاسطورية في النص الشعري، فضلا عن ماتثيره الأسطورة عبر قصائده من علامات(ذات علاقات بالفكر، والفكر هنا يعني النظام، أي ان الشاعر يصدر في تعامله مع الأساطير من نظام فكري، له مدلولاته وأصوله عنده)26. في الفصل الثالث(حكاية العصر والزمان) يعمد الباحث الى قراءة المهيمنات التي اصطنعت السياق الثقافي لشعرية خليل حاوي، اذ ان المؤثر الواقعي وتداعياته السياسية قد اسهم بشكل خطير في تشكيل لحظة وعيه المفعل بالآخر، الآخر الاحتلالي، العنفي، صانع الحروب والازمات، مثلما هو التمثل لوعي مضاد، هو وعي الذات القومية، وعي الانتماء، وعي الثورة، الوعي الرومانتيكي، وعي الانبعاث ومواجهة عوامل الهزيمة والإحباط، واحسب ان التصادم بين تمظهرات (هذين الوعيين)هو المسؤول عن صناعة الشخصية النكوصية الانتحارية عند خليل حاوي.. في الفصل الرابع(الرواية والشعر) لايجد الباحث مجالا منهجيا للتعاطي مع إشكالات الرواية والشعر، ألا عبر ما يستقرئه في السرد من استعارات تقنية، والتي هي اقرب الى الرواية، باتجاه تلمس ما يمكن ان تثيره في الشعر من أثر حسي او صوتي. واحسب ان هذه الإثارة هي مدخل السؤال الذي طرحه الباحث( هل يوجد مونولوج داخلي في القصيدة بمثل مايوجد في الرواية)ص51 واذا كان الجواب ب(نعم) فان هذا يدل على ان المستوى التركيبي للقصيدة قد اعتمد الكثير من اشتغالات السرد، واغنى مسارها وتوترها، وبالتالي فانه اصطنع نظريا افقا جديدا للنظر في الأسطورة عبر ما استخدمه الأدب الغربي، وعبر ما إثارته التحولات من معان ودلالات فاعلة، فضلا عن اقتراحه للإجراء النقدي الذي استبطن اشتغالات خليل حاوي للبنية السردية/بنية الحكاية النفسية الرمزية في قصيدته.. وعمد الشاعر في الفصول الأخرى الى استكناه ما يمكن ان تبثه الرؤية الحضارية، تلك التي تتعلق بالمفهوم والمعنى، والتي تتسع لرؤية الشاعر وتأملاته، حيث تمنحه صفة(الرائي) وصفة صاحب النشيد، وأحيانا صفة (المغني الذي لايكفّ عن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram