بغداد/وائل نعمة مع انشاء الجامعات العراقية في بدايات القرن الماضي، أقيمت تنظيمات نقابية طلابية سميت بالاتحادات الطلابية. وهذه الاتحادات ظلت منذ لحظة إنشائها تخوض تجارب سياسية تأخذها بعيدا عن الغاية من إنشائها. فالاتحادات الطلابية في العادة مثل أي نقابة تتولى الدفاع عن مصالح ممثليها،
وهذه الاتحادات أسست حتى تمثل وتدافع عن حقوق الطلبة في الجامعات، وهذا الدفاع قد يقود إلى التصادم مع السلطة، ومع أجهزتها في بعض الأحيان. ولكن لسوء الحظ فقد ارتبط اسم الاتحادات الطلابية في العراق لفترة طويلة بسياسات النظام السابق، وتدخل عدي صدام في كل جوانبها وجعلها إحدى الأدوات القمعية والتسلطية على الطلاب، وأضحت هذه الروابط تتمحور حول شخصه وتعمل لمصلحته و( تفرم) كل من يقف أمامه، لذلك أصبحت هذه الروابط شرا ينبغي تجنبه بدلا من ان تكون ممثلا شرعيا للطلاب وصوتا ينادي بحقوقهم. دور الإعلام تقول الدكتورة فوزية أستاذة علم النفس في جامعة بغداد: إن دور الإعلام وفعالية وسائله يؤثر في السلوك العقلي للإنسان وهو الآن ذو اتجاه سلبي فيما يتعلق بتأثيره في الطلبة وكذلك دور الشباب والذي هو مغيب بشكل تام.كذلك عدم وضوح المسؤوليات التي تقع على عاتق الدولة تجاه الطلبة وغياب الندوات والتواصل بين الطلبة من جهة ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني من جهة أخرى. وأضافت: أن الظروف التي مرّ بها العراق من حروب وحصار وتأثيراتها على المنظومة الفكرية أدت إلى التقليل من ظهور الاتحادات الطلابية في العراق وظهرت لنا حاجات الشباب المتعددة وغابت القنوات للتعبير عنها وانعدمت سبل الالتقاء فيما بينهم لذا لا بد من المحاولة لاسترجاع الصورة المشرقة للعراقيين ومعرفة الحقوق العامة. مرجعيات سياسية أمير عادل طالب بكلية الآداب في جامعة بغداد يقول:إن وجود عدة تنظيمات واتحادات طلابية قائمة على أسس طائفية لها مرجعية لأحزاب معروفة، أدى إلى تناحر هذه التنظيمات فيما بينها وتسابقها في بسط النفوذ وفرض الإرادة على حساب الغير مستخدمة كافة الوسائل لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والنفوذ بما في ذلك وسائل العنف وهو أمر أشغل بعض الطلبة عن دراستهم، كما وأثار مشاكل كبيرة بين هؤلاء الطلبة وبين أقرانهم وأساتذتهم بل وحتى عمادات كلياتهم،فتحولت أرض الجامعات إلى ساحة حرب بدل أن تكون مكان علم ومصدراً للتنوير الفكري. نسمع ولا نلمس! فيما قال سعد محمود طالب في كلية الهندسة قسم الكهرباء بجامعة بغداد: اتحاد الطلبة الخاص بكلية الهندسة نسمع عنه ولا نلمس شيئا منه، فقد جاءنا في العام الماضي احد الطلاب ودخل الشعبة وعرف نفسه بأنه رئيس الاتحاد وانه بخدمة الطلاب وهو كفيل بحل كل مشاكلهم. ويضيف سعد: لقد تعرضنا لجملة من المشاكل وفصل الكثير من الطلاب وتعرضنا للظلم من قبل الأساتذة والعمادة ولكن صاحب المسؤولية في الدفاع عنا، كما ادعى لم يحرك ساكنا لكي ينصفنا !ويجد سعد ان الروابط الطلابية قد ابتعدت عن دورها الأصيل في تمثيل الطلاب والاهتمام بمشاكلهم وانما أصبحت أداة للمحاصصة في داخل الجامعة واحداث توازنات بين الطلاب والأساتذة والعمادة، ولذلك بدأت كل فئة وكل جهة تدفع وتدغدق بالمبالغ المالية على بعض الطلاب حتى تمثل وجهة نظرهم داخل الحرم الجامعي. الكلام غير العمل الطالب علي سالم في كلية التربية بجامعة بغداد يشير إلى أن الكلام غير العمل ففي التنظير تنجز جميع الأشياء لكن الواقع أمر مختلف. هناك كلام كثير حول دور الروابط الطلابية والتي يجب ان تكون ساعية لتحقيق مصالح الطلاب بدلا من ان تصبح قوة تسلطية تتدخل في الشؤون الشخصية وتمنع اختلاط الطلاب بالطالبات وتتدخل في ما يلبسونه، وهي تعتمد في ذلك على طروحات جماعات فاعلة في المجتمع العراقي والتي تريد ان تفرض وجهة نظرها بأي طريقة ومنها الروابط الطلابية، حتى وصل الأمر الى ان بعض هؤلاء الممثلين قد وزعوا كتيبات في إحدى المرات توضح عقاب الآخرة للمرأة غير المحجبة. ويرى علي: أن هناك وعوداً قد قدمت الى الطلاب أتمنى ان تهتم بها الروابط الطلابية وهي حول تقديم المساعدة المالية الشهرية للطلبة والتي قيل عنها انها ستصل الى مائة ألف دينار شهريا وكادت تصل إلى أيدينا لكن العام الدراسي انتهى ودخلنا في العام الجديد ولم نحصل على أي شيء، كذلك المصاعب المادية التي يتكبدها الطالب تحتاج الى مناد بتقليصها او إيجاد حلول لها مثل ملابس الطلبة مكلفة جدا والبعض يجد صعوبة كبيرة في الحصول على أجور النقل من اجل الوصول الى الجامعة،و شراء المناهج الدراسية وطباعة البحوث في الانترنيت وفقدان المكتبات والباقي منها أصبح باليا، فالطالب محاصر تحت ضغوط مالية كبيرة والمشكلة ليست في من يمثل الطالب، بل في وجود القادر على توفير احتياجاته سواء أكان منظمة إنسانية أم اتحاداً للطلبة. أين الانتخابات؟ بينما قال طالب هندسة الموارد المائية بجامعة بغداد احمد عزيز: نتمنى ان تكون هناك روابط طلابية تمثل وجهة نظر الطلاب وتكون بحجم المشاكل التي يعانيها الطالب وان لا تكون صدى الصوت لجهات سياسية. وأضاف محدثنا: نحن في المرحلة الرابعة وممثلنا قد تخرج في السنة الماضية ولا يوجد لدينا ممثل خاص بكليتنا في اتحاد الطلبة الآن، وبذلك أصبحنا بعيدين عن الاتحاد،
من أدوات للسلطة الى منفذة لأهداف الأحزاب والتيارات السياسية والدينية!
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 04:06 م