جيمس فرانكو: ممثل ومخرج أميركي (ولد عام 1978)معروف بتوليه المهمة الصعبة في أفلمة الروايات التي لا يمكن إعدادها للسينما. آخرها رواية "الصخب والعنف" لفوكنر وفي هذا اللقاء يتحدث عن تجربته في هذا المجال. *أخرجت ومثلت في الفيلم المعد عن رواية "الصخ
جيمس فرانكو: ممثل ومخرج أميركي (ولد عام 1978)معروف بتوليه المهمة الصعبة في أفلمة الروايات التي لا يمكن إعدادها للسينما. آخرها رواية "الصخب والعنف" لفوكنر وفي هذا اللقاء يتحدث عن تجربته في هذا المجال.
*أخرجت ومثلت في الفيلم المعد عن رواية "الصخب والعنف" لوليم فوكنر الصادرة عام 1929 التي تدور عن انهيار عائلة في ولاية المسيسيبّي. هلا أوضحت لنا أهمية أعمال فوكنر بالنسبة للجمهور الأميركي؟
- إنه الأب الكبير للكتاب الجنوبيين. إنه كاتبنا الحداثوي الراقي. جنباً إلى جنب مع جيمس جويس وفرجينيا وولف وبروست. اعتقد أن أفضل كتبه هي "بينما أحتضر" و"الصخب والعنف" وهما الروايتان اللتان أعددتهما للسينما. حين أفكر في إعداد الكتب للأفلام فإن ما أحبه في فوكنر أنه يمكنني من صنع أفلام متعلقة بفترة ما. لهذا فالعالم ضمن الفلم تقع أحداثه في العشرينات أو أقدم لكن كتاباته من التعقيد والغرابة إذ أنها تسمح لي باستعمال تقنيات سينمائية وأساليب مونتاج معاصرة جداً. وذلك شيء مثير بالنسبة لي.
*إنه تحدٍّ كبير جداً لك كونك صانع أفلام
- صحيح- وذلك هو أحد الأسباب التي جعلتني أتصدى للمهمة. إنها تحثني كصانع أفلام كي أجد الحلول والتقنيات الفيلمية التي لم أستعملها بشكل طبيعي. عليّ أن أفكر "كيف توظف تيار الوعي؟" ،"كيف بمقدورنا رواية هذه القصة اللاخطية؟"
*إضافة إلى إخراجك الفيلم أديت الدور المركزي لـ "بنجي كومبسون" وهي شخصية معاقة جداً. ما هي الإجراءات التي اتخذتها للتحضير له؟
- يعد بنجي أحد الشخصيات المشهورة في الأدب الأميركي وقررت أني سوف أقارب الشخصية بالطريقة التي أقارب بها الفيلم كمخرج. يعني: سوف أنظر إلى الكتاب. لا أعلم عمّ كان يبحث فوكنر، إن هو عرف شخصاً استند عليه في رسم شخصية بنجي، إن كانت شخصية واقعية أم لا. فكرت فقط بالحاجة إلى أن أكون قريباً من وصفه لبنجي وذلك هو دليلي. إضافة إلى ذلك، أخمن أني، بسبب كوني ممثلاً ومخرجاً للفيلم في الوقت نفسه، كنت محظوظاً بما يكفي لأكون قادراً على التصوير بطريقة تساعد على رسم الشخصية. يعني: كل فصل له أسلوبه التصويري الخاص، لهذا فإن الفصل الأول هو ذاتي جداً. اعتقد أنّ ذلك يساعد على الأداء، لأنك كفرد من الجمهور تشعر بأنك مكان بنجي؛ إنك لا تشاهد هذه الشخصية بل تدخل في تضاعيف كل شيء معها. عندئذ لا يحتاج الأمر على أن أظهر الكثير كممثل لأنّ لغة الفيلم تفصح بالكثير جداً.
*يهجم بنجي على فتاة في الرواية وهناك إيحاء على أنّ الرغبة الجنسية هي التي دفعته. هل حاولت أن تناغم ذلك في فيلمك؟
- يمكن أن تكون محقاً جداً. لا أستطيع أن أتذكر الفقرة التي ورد فيها الحدث بالضبط. ربما يمكن أن نقول إن ذلك هو الأكثر غموضاً في الرواية، لكني كمخرج ولأنّ الصور على الشاشة ملموسة أكثر من النص في الصفحة فإني احتاج إلى قرار. اعتقد أنه بالعلاقة مع تعاطف الجمهور، الذي بالنسبة لي يتعادل مع قابلية المشاهدة، أرغب بأن يكون بنجي قد فعل ذلك لأنه يرغب أن يعود إلى أخته. هذه الفتاة الصغيرة تذكره بأخته. بهذه الطريقة، فإن الانقسام يكون أكبر بين ما يراه الجمهور في رغبة بنجي وما تعتقده الشخصيات الأخرى بشأنها. بالنسبة لي فإنّ هذا النوع كان أكثر إمتاعاً.
في الرواية تكون اهتمامات بنجي متعددة فهو ينجذب إلى العديد من الأمور المختلفة لكن في الفيلم أدركنا أننا بحاجة إلى نجعلها فقط أختهُ. إنه بحاجة لأخته، إنه في شوق إلى أخته وهي حاجة بريئة بدلاً من أن تكون حاجة جنسية وذلك ما دلنا فعلاً.
*ما هو القادم من إعداداتك للروايات التي لا يمكن أفلمتها؟
- حسنا، هناك روايتان أريد أن أعدهما هما: "القرية الصغيرة The Hamlet " و"الدب The Bear ". ستكون قصة "الدب" مختلفة لأنك فقط تحتاج إلى دبّ مدرّب (يضحك)، لكن هذه الأيام من الأرجح توظيف تقنية السي جي آي CGI (الصور المصنوعة بالكومبيوتر) أو التقاط الحركة (موشن كابتشر) مثلما حدث في فيلم "كوكب القردة Planet of the Apes " ونطلب من "سث روجن" (ممثل كندي) ليؤدي الدور.