"يا شمس قومي ونوري ، وتحرري من السحاب الغميق، ليه تيأسي وتستسلمي اتكلمي ، ادام عينيكي الطريق ليه قلتي آه ، والكل تاه مليون حياة في لحظة شروق. الحلم احنا بنزرعوا والارض بور" .كلمات تتر بداية ونهاية تناغمت مع الفكرة الأساسية للد
"يا شمس قومي ونوري ، وتحرري من السحاب الغميق، ليه تيأسي وتستسلمي اتكلمي ، ادام عينيكي الطريق ليه قلتي آه ، والكل تاه مليون حياة في لحظة شروق. الحلم احنا بنزرعوا والارض بور" .كلمات تتر بداية ونهاية تناغمت مع الفكرة الأساسية للدراما حيث استطاع كاتب الاغنية "نبيل خلف" اختصار الحلقات بالمعاني الغارقة بالصور الشاعرية . كما اضاف صوت الفنان "وائل جسار" رومانسية ساعدت على جعل شارة البداية والنهاية من العناصر الفنية المكملة للمسلسل فقد حافظ المخرج "خالد الحجر" على الرؤية الكلاسيكية للدراما العربية "شمس" الذي قامت فيه بدور البطولة النجمة "ليلى علوي" الى جانب الفنانة القديرة "سميرة عبدالعزيز" و الفنان القدير "جميل راتب" الذي منح المسلسل عاطفة ابوية غارقة، لرجل شرقي لم يغادره الحب حتى الموت. اضافة الى تعرضه لازمة مالية تسبب فيها محاميه دون معرفة ابنته لذلك.
اذ تتعرض فجأة الى تغيرات اجتماعية استطاعت من خلالها التغلب على مرضها الوسواس القهري حيث يحاكي الكاتب " علاء حسن" مواضيع اجتماعية نعيشها على مسرح الحياة . الا ان ديناميكية السيناريو تراوحت بين البطيء والسريع . لتفقد بعض المشاهد حوارات ساخنة كانت تحتاجها لنفهم قضية المحامي بدون الروتين الذي أغرقنا احيانا ببرود المشاهد التي كانت تحتاج لحبكة حوارية ومشهدية تنسجم مع بعضها.
أحداث اجتماعية متتالية تتعاقب على " شمس " المريضة نفسيا ، وغير القادرة على الخروج من أزماتها، فهي عاشت في بيئة مترفة وضمن معيشة ذات رفاهية خاصة. الا انها تفقد كل امتيازاتها فجأة بعد تعرض والدها للحجز على امواله وموته المفاجئ بعدها ، وبذلك تختلف مسيرة حياتها لان الانسان كلما تعايش مع مشاكل الاخرين وانخرط بالمجتمع استطاع الرؤية بشكل افضل ، واستطاع نسيان ما يتعرض له من ازمات لندخل مع شمس في تجاربها حيث القى " علاء حسن" الضوء على جملة من النوعيات الاجتماعية بمختلف مستوياتها المادية والاجتماعية. لنشعر ان المسلسل هو مشاهد مقتطعه من الحياة يعالج من خلالها شتى الموضوعات التي تتجدد مع الزمن، ولهذا احس المشاهد بروتينية الأحداث. بل وتخطى ذلك ليشعر ان المسلسل يترك احساسا انه قد شاهد حلقاته حسيا من قبل ، وتحت عناوين مشابهة . فهل ارادت النجمة " ليلى علوي " الحفاظ على كلاسيكية أدوارها في الدراما العربية؟ ام ان الكاتب وضعنا على مسرح الحياة وجها لوجها ، لنكتشف بيئة الانسان الميسور ماديا ومشاكله النفسية الناتجة عن الإفراط في الدلال او الخوف من المجهول .
اخراج هادئ حافظ على مستوياته الكلاسيكية في الحلقات كلها ، فالأسلوب الاخراجي لم يحمل اي جديد. كما ان الاسلوب التصويري استطاع مواكبة المخرج والممثل بنفس الوتيرة. الا ان التصوير الخارجي تميز بالوضوح والحس الجمالي . كما تميزت الموسيقى التصويرية" لخالد داغر" بترجمة ايقاعية متناغمة مع الحس الداخلي للمشهد. لينسجم معها المشاهد وفق تأثرات الاداء التمثيلي الذي بالغت فيه احيانا الممثلة " ليلى علوي " من حيث الفعل وردة الفعل، والاستئثار بحب والدها وحب المربية الذي قامت بدورها الممثلة القديرة " سميرة عبدالعزيز" التي انتقلت للعيش معها ، فما بين ابناء ابنتها والابنة التي لم تنجبها واهتمت بها كمربية صلة مشتركة من حيث العطاء والمحبة والالتزام الانساني . الا ان المشاكل العائلية للمراهقين في بيئة متوسطة تختلف عن البيئات الارستقراطية ، وهذا ترك المشاهد في حالة تحليل ذهنية خرج منها بان من يزرع الحب يجد الحب وبسهولة لا تعقيد فيها حيث سهولة الخروج من كل مأزق تقع فيه العائلة ، وان طالت ازماته الحياتية، فقيمة الحياة بتجاربها الغنية بالوجع، والفرح ، والتنوع ، والمرض، والشفاء، والموت، والحياة، والزواج ، والطلاق، وما الى ذلك من المعاني التي تركها الكاتب " علاء حسن"
لم تتآلف " ليلى علوي" مع الممثلين من حيث الأداء التمثيلي ، لنشعر وكأنها أرادت ان تنفرد بقدراتها لتتميز في مسلسل " شمس " اذ لم تقدم اي جديد تمثيليا، وكأن الدور ارتسم لها لتبقى ضمن أناقة تمثيلية بالغت فيها، فشمس المدللة الافلاطونية في الحياة تعتمد على الصدق والحب، والناس المسخرة من حولها لخدمتها ، وفي هذا خروج عن الواقع بل واحيانا كانها الفانوس السحري للبعض. تحقق الأمنيات وتساعد الفقراء ، وتقف قرب العجائز والأيتام مع إبراز الوجه الاخر لبعض صديقاتها اللواتي كن أشبه بخيوط لم يتم حبكها بطريقة درامية صحيحة، فلم يضفي وجودهن أية أهمية حيث أتت مواضيعهن او حواراتهن ناقصة ، خصوصا حين ذهبت لاحداهن بوصفها عاملة تجميل ، فيحذرها العامل السابق في قصرها انها تريد اذيتها نفسيا ، كما لم يتسع المعنى التمثيلي ليشمل الواقع الاجتماعي بما يخص ظهور الخال وابن الخال فجأة، وكأن العناصر المساعدة لها تتقافز فجأة في المشاهد التي لم تثير دهشة المشاهد، ولا الحس الفني بمعناه العصري المتجدد تمثيليا واخراجيا، وكأن المسلسل جاء من الماضي، ولكن حمل روح قصص الف ليلية وليلة والرومانسية لأميرة أحلام هي" شمس" الباحثة عن عالم لا شر فيه ، فهل استطاع المخرج في مسلسل " شمس " الاهتمام بالمحتوى المعنوي للمسلسل الهادئ بمواضيعه البسيطة اجتماعيا؟