أميركا استغلّت هجماتها على داعش للقضاء على " خراسان " ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن القوات الأميركية استغلت الضربات الجوية التي شنتها ضد تنظيم "داعش" الارهابي في سوريا في محاولة للقضاء في الوقت ذاته على قيادة خلية من مسلحي تنظيم القاعدة ال
أميركا استغلّت هجماتها على داعش للقضاء على " خراسان "
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن القوات الأميركية استغلت الضربات الجوية التي شنتها ضد تنظيم "داعش" الارهابي في سوريا في محاولة للقضاء في الوقت ذاته على قيادة خلية من مسلحي تنظيم القاعدة القدامى لا علاقة لها بداعش قال البيت الابيض امس انها تخطط لشن هجوم "وشيك" ضد الولايات المتحدة وأوروبا. وقالت الصحيفة – بحسب تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم - إن وابل القنابل والصواريخ التي اطلقت على سوريا صباح أمس كان يهدف في المقام الأول إلى شل تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف ايضا شبكة غير معروفة تسمى "خراسان"، على أمل السيطرة عليها قبل أن تتمكن من تنفيذ ما يخشى مسؤولون أمريكيون ان يكون هجوما إرهابيا في الغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي ومحللين استخباراتيين مازالوا يدرسون تقارير بشأن الأضرار التي نتجت عن أول هجوم جوي، غير ان مسؤولين بارزين في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعربوا عن أملهم في أن يكون محسن الفضلي، زعيم "خراسان" وأحد المقربين لأسامة بن لادن، قد قتل خلال الهجوم. وأوضح المسؤولون أنهم فكروا في القيام بعمل عسكري ضد "خراسان" في الأشهر الأخيرة، لكن قرار أوباما بشن هجوم على "داعش" في سوريا اتاح فرصة للتغلب على التهديد الآخر الذي تدركه الادارة الامريكية. ونقلت "نيويورك تايمز"، عن المدعي العام الأمريكي، إريك هولدر قوله، إن المخاوف بشأن "خراسان" تقف وراء قرار اتخذ الصيف الماضي بحظر أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة غير المشحونة من جانب بعض خطوط الطيران التجارية الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة الجوية ضد خراسان و"داعش" بدأت حين وصل أوباما الى نيويورك للاجتماع مع زعماء العالم المجتمعين في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفة أن أوباما لم يحصل على إذن من الأمم المتحدة لشن الحملة العسكرية، لكنه دعا إلى شن ضربات من خلال تكوين ائتلاف متعدد الجنسيات، شمل خمس دول عربية: المملكة العربية السعودية، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، قطر والبحرين.
هل تكفي الضربات الجوية وحدها ضدّ داعش؟
قالت صحيفة الديلى تليغراف إن تنظيم "الدولة"، المعروف بـ داعش"، دفع أوباما للتخلى عن كفاحه ضد التدخل فى سوريا، لكن الضربات الجوية وحدها لن تكون حاسمة ضد التنظيم الإرهابى الوحشى. ويشير ديفيد بلير، كبير مراسلى الصحيفة البريطانية، فى تقرير، الأربعاء، أن مقاتلات نفاثة تابعة لأربع دول عربية جنبا إلى جنب مع الأمريكية، استهدفت معاقل داعش، فجأة فجر الثلاثاء، فيما امتنع الرئيس الأسد عن إدانة أى غارات على الأراض السورية. فعندما يمكن للولايات المتحدة تجميع تحالف راغبين يتآلف من دول الشرق الأوسط، من ثم على قيادات داعش أن يدركوا الخطر. ويستدرك، لكن هذه الحملة لا تزال تنطوى على مخاطر لا يمكن تجنبها، فمن غير المرجح أن تحسم الضربات الجوية، وحدها، الصراع. فإذا كان يجب إلحاق هزيمة دائمة بالإرهابيين، فستحتاج الولايات المتحدة إلى حلفاء على الأرض. ويتابع بلير أن الهدف الحاسم لانتزاع حقول النفط التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية" شرق سوريا، هو حرمان التنظيم من عائدات حيوية. وكل هذا يتطلب دعما من القبائل السنية فى وادى الفرات، الذين يجب أن يتحولوا ضد داعش. ويمضى بالقول إن الضربات الجوية يمكنها تقديم المساعدة من خلال رسالة صارخة بأن داعش ستكون على الجانب الخاسر. كما يمكنها أن تعمل على عزل التنظيم عن المدنيين والجماعات المتطرفة الأخرى، بما في ذلك جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة. ويخلص أنه لا يجب أن ينظر إلى تدمير الأهداف على الأرض كغاية في حد ذاته، فإذا أسيء التعامل مع حملة القصف وتم الإضرار بداعش وقبائل الفرات معا . ويختم بالقول أن إلحاق الهزيمة الحقيقية سوف يتطلب مزيجا من المهارة الدبلوماسية والمال والقوة، وليس الضربات الجوية وحدها.
ضرب داعش يوحّد دولاً عربية كانت على خلاف
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الضربات الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا قد جمعت دولا خليجية على خلاف. فأربع من الدول الخليجية التي حلقت طائراتها مع الطائرات الأمريكية فوق سوريا قد أمضت السنوات القليلة الماضية تعمل بتجانس أقل بكثير بسبب النهج المختلف لكل منها في التعامل مع تنامى حركات الإسلام السياسي في العالم العربي. وأوضحت الصحيفة أن الاختلافات بين الدول تزايدت بشكل كبير جدا وضار للغاية في وقت سابق هذا العام لدرجة أن السعودية والإمارات والبحرين سحبت سفراءها من قطر التي مولت الإسلاميين في المنطقة. وفي الأشهر التي أعقبت ذلك، واصلت هذه الدول شن حرب بالوكالة نوعا ما في مصر وليبيا. ويتهم جيران قطر الدوحة بتمويل الإرهابيين، بينما ترد قطر باتهامهم بدعم الحكام الأقوياء الذين لا يحترمون إرادة الشعوب. لكن مع تلويح داعش بعلمه الأسود على أبواب بغداد، فإن دول الخليج العربي قررت أن تنحّي خلافاتها جانبا. وقال يوسف العتيبة، السفير الإماراتي بواشنطن، إن الإسلام المتطرف يمثل تهديدا عميقا لنا ولقيمنا، ونحتاج إلى مواجهته كفريق. ووصفت واشنطن بوست الضربات الجوية في سوريا بأنها كانت عملا غير مسبوق من التعاون العسكري العربي الذي شمل قصف السعودية لمسلمين سنة باستخدام طائرات حربية أمريكية من طراز رابتور إف 22، التي تستخدم في القتال لأول مرة، وتم إطلاقها من قاعدة الإمارات، كما شاركت القوات الجوية الملكية البحرينية. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى قوله إن هذا كان عملا مهما من الشراكة بين حلفاء أمريكا في الخليج، معربا عن أمله في الاستمرار. وفي نفس السياق، قال ثيدور كاراسيك، مدير الأبحاث بمركز التحليل العسكري للشرق الأقصى والخليج في دبي، إن داعش يمثل خطرا حاضرا حقيقيا لأربع دول وللأردن التي شاركت أيضا في العملية العسكرية. وأضاف أن هذا التهديد تصفه تلك الدول بأنه أكبر مما يحدث بينهم.