لا يمكن تصور أن شخصاً يملك حاسوباً أو هاتفاً ذكياً ما لم يكن قد عمل حساباً على الفيس بوك، هذا العالم الأزرق شدّ الكثيرين وجعل بعضهم يقضون أوقاتا طويلة بين صفحاته للتسلية والترفيه، واتخذه البعض الآخر للتعبير عن آرائه، وإقامة علاقات وصداقات متعددة، ولأ
لا يمكن تصور أن شخصاً يملك حاسوباً أو هاتفاً ذكياً ما لم يكن قد عمل حساباً على الفيس بوك، هذا العالم الأزرق شدّ الكثيرين وجعل بعضهم يقضون أوقاتا طويلة بين صفحاته للتسلية والترفيه، واتخذه البعض الآخر للتعبير عن آرائه، وإقامة علاقات وصداقات متعددة، ولأن العادات والتقاليد في مجتمعنا يعمل لها ألف حساب، حتى دخله الكثيرون بأسماء مستعارة بغرض توفير الخصوصية.
أسماء مستعارة
ويقول وليد وهو طالب جامعي "لديّ حساب على الفيس بوك، ولكن باسم مستعار حتى لا يعرفني الآخرون لأنه شيء خاص بي"، ويؤيد وليد الدخول بأسماء مستعارة لأنها في رأيه تعطي حرية اكبر، ويرى أن الشباب على الفيس بوك في حالة "بحث دائم عن علاقات".
لكن أيمن يقول "لا أقوم بإضافة أي شخص لا أعرفه حتى لو كان شابا، وما أحب أن أفعله لا يتعدى كونه مزاحاً بريئا مع أصدقائي"، معتقداً أن "الفتاة الحريصة لا تقوم بإضافة الشباب لأنها قد تقع ضحية الذين يحبون تصيد الفتيات، لذلك عليها منذ البداية أن تتجنب ذلك".
أما نوفل فقد كان له رأي مختلف، حيث يقول "لا أحب الفيس بوك ولا أعتقد إني سأدخله في يوم من الأيام ولا أفضل هذا النوع من التواصل ربما لأني واقعي ولا أفضل أيضاً الصداقات التي تتكون عن طريقه، لأني اشعر بأنها تفقد المعنى الحميمي للصداقة البريئة، إلى جانب إنني ضد هذا الانتشار الرهيب الذي يجعل أي فرد يتصل بي بسهولة من دون سابق معرفة".
من جانبه، أثير طالب بكلية الهندسة يقول "اعتقد أن البنات أكثر وجوداً من الشباب وأكثر تعرضاً للمشكلات على الفيس بوك، وصحيح أن هناك من يدخلن بأسماء مستعارة، ولكن الأغلبية يضعن صورهن وهوياتهن الحقيقية، وغالباً ما أشارك في الموضوعات التي تستهويني فقط، وبشكل عام أرى الموقع جيداً، ولكن في مجتمعنا قد يساء استخدامه كثقافة جديدة".
شخص رقمي
الشباب يبحث عن ملاذ آمن في الشبكة الاجتماعية الافتراضية الفيس بوك، هكذا بدأ الباحث الاجتماعي د.عادل عبد الحكيم، مشيرا إلى أن "هناك من لم يتكيفوا مع الواقع فيقومون بالانسحاب من العالم إلى عالمهم الافتراضي. وقد يصل الأمر إلى مرحلة الإدمان، حيث يقضون معظم أوقات فراغهم فيه إن لم تكن كلها، وهذا يعرضهم كثيراً للخطورة، ويؤكد صعوبة وجود خصوصية، فدرجة الأمان ليست عالية".
وبالنسبة إلى استخدام الفتيات أسماء مستعارة يقول عبد الحكيم "إن هذا للفتيات لا بأس به، خوفاً من تعرضهن للتشهير بسمعتهن"، ولكنه يحذر من أن يصبح الشخص مجرد شخص رقمي " افتار" وأن يستخدم ما يقدمه للناس في تضليلهم بإعطاء فكرة مغايرة عن واقعه أو حتى جنسه". ويضيف "قد تكون هناك بعض المحددات التي تضطر البعض إلى إخفاء هويته، ولكن يجب استخدامها في أضيق الحدود وبضوابط، وعلى أي حال فإن فكرة الاختراق و الوصول إلى معلومات عن الشخص المعين ليست بالصعوبة المتوقعة. لذلك عليهم أن يعوا عند استخدامهم لكثير من مغريات الانترنت، وان يتجنبوا التعرف إلى أشخاص غير معروفين لديهم، حتى لا يتعرضوا للتضليل، فهناك الكثير من الضحايا الذين تم التشهير بهم وانتهكت خصوصيتهم".