لم أجد بلداً ابتلى بجيش جرار من المحللين السياسيين، وحتى التاريخيين، مثل العراق. كل منهم يرى نفسه عالما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. يندر ان تجد فيهم من يحترم عقل الانسان العراقي رغم ما وقع ويقع على هذا الانسان من ظلم وحيف. طروحاتهم أقرب الى فتاوى التكفير لكل ما يتعارض مع نزواتهم وغرائزهم المتخلفة او الطائفية على حد سواء.
كثيرة هي المواضيع التي يحشرون أنفسهم في مناقشتها او في الكتابة عنها. اسمعوهم واقرأوهم حين يتكلمون عن فكرة "الإقليم" أو "الأقاليم". أغلب سنتهم وشيعتهم يقولون انها "بدعة". والبدعة في ابسط معانيها فكرة أو سنة مستحدثة لم يكن لها وجود من قبل. فهل كانت فكرة "الأقاليم" كذلك ام انهم "الله يسلمهم" معتمدون على قاعدة "من يقره من يكتب"؟
غيض من فيض " فتاواهم" قول احدهم، وهو سني صاحب فضائية صوته يخترق حاجز الصوت دائما ان "الإقليم السني.. بدعة الحزب الاسلامي الجديدة". يقابله شيعي يحمل شهادة دكتوراه "الله ايجرّم" يقول "لم ينطق عراقي شريف بكلمة اقليم غير من ركبوا قارب العمالة والخيانة والذلة والعار"!
أسألهما: ما رأيكما لو قلنا لكما بأن التاريخ وبالوثائق والأدلة المادية تثبت ان إنشاء "الأقاليم" فكرة عراقية خالصة عمرها اكثر من 4000 عام؟ وان اول من وجدها حلا لإنهاء الصراعات والحروب الأهلية بالعراق هو الملك السومري "لوكال زاكيزي"؟
يقول عالم السومريات والآثار الجليل الدكتور طه باقر، في الصفحة 26 من كتابه "من تراثنا اللغوي القديم" ان أصل "الإقليم" كمصطلح "يرجع الى التراث اللغوي من حضارة وادي الرافدين وعلى وجه التخصيص من الكلمة السومرية "كلام" Kalam التي تعني كذلك القطر والإقليم والبلاد. واتخذ هذا المصطلح الملك السومري الشهير "لوكال زاكيزي" (منتصف الألف الثالث قبل الميلاد) كلقب سياسيا اذ لقب نفسه "ملك الإقليم" وفي السومرية "لوكال كلامّا" Lugal Kalam-ma ويعني بذلك ملك سومر وأكد، (الأجزاء الجنوبية والوسطى من العراق)".
فمن هو العراقي "الشريف" يا حضرة "الدكتور"، أنت أم ذلك الملك العراقي الأصيل؟!
"الأقاليم" .. أنشأها العراقيون قبل 4000 عام
[post-views]
نشر في: 26 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
وسام
شكرًا على المعلومة القيمة أستاذ هاشم. ليتفضل ويقرأها الدكتور و ليفندها او ياكدها فيحترم شهادته وعقله وعقل المساكين اللي شعارهم ذبهة برأس عالم واطلع منها سالم. هل لك أستاذ هاشم ان تشرح لنا و لهم كلمة شرف او شريف حسب أصولها اللتي نشتم بها كل فترة من السياسي