ترجمة/ المدى تظاهر مئات الالوف من الايرانيين ضد الحكومة في مختلف الجامعات عبر البلاد، في تحد للأجراءات الواسعة المتخذة لقمع احتجاجاتهم ، وقد جرت التظاهرات بمناسبة اليوم الوطني للطلاب، الذي شهد معارك داخل وخارج الحرم الجامعي ، كما قال عدد من الشهود، إضافة الى قيام المتظاهرين برمي الحجارة واشعال النيران وسط دخان من القنابل الغازية،
فيما احتشد لقمعهم رجال الشرطة وافراد ميليشيا الباسج مستخدمين السلاسل والاطلاقات وقنابل الغاز في اشتباكاتهم مع الطلبة ، وجاءت تقارير عدة تؤكد اعتقال العشرات من المتظاهرين واصابتهم بجروح مختلفة ، فيما أكد الشهود، ان هذه المواجهات تعتبر الاعنف بعد احداث حزيران الماضي، التي اعقبت الانتخابات الايرانية الرئاسية. التظاهرة – الظهور الاوسع للمعارضة في الشوارع، تضمن أقوى ردّ فعل من الحكومة الايرانية إزاء قيام المحتجين بحرق ملصقات الرئيس محمد احمدي نجاد، وآية الله خامنئي. كما حملت تظاهرات اخرى العلم الايراني المختلف عن علم الثورة الايرانية، وفي جامعة شريف في طهران، كان بالامكان مشاهدة المتظاهرين عبر شريط فيديو على موقع يوتيوب وهم يهتفون" الموت للظالمين سواء الشاه أم القائد الاعلى". وكانت الحكومة قد وضعت الحواجز حول الجامعات كاجراء مسبق بمناسبة احياء يوم الطالب، الذي يقام سنوياً في ذكرى مقتل ثلاثة من الطلاب على ايدي قوات الشاه عام 1953. ومع كل تلك الاجراءات ومنع الصحفيين من الاقتراب ، فان عدة الوف من الطلبة تجمعوا من كافة الجامعات الايرانية، يحملون اعلام وشعارات المعارضة ذات اللون الاخضر (علامة الحركة الخضراء) وهم يرددون "الله اكبر".. "الموت للديكتاتور" ، وارتفعت تلك الشعارات في طهران ، مشهد، اصفهان، تبريز، ومدن اخرى. وتظهر الافلام التي التقطت مئات الطلبة في جامعة امير أكبر للتكنولوجيا – طهران وهم يلوحون باوراق نقدية في الهواء اشارة الى اعضاء الباسج، المتطوعين اصلاً، ولكن الاقاويل تتهمهم بقبض المال جراء قمعهم للتظاهرات ، كما ان مجموعة اخرى من المتظاهرين لوحوا بالعلم الروسي امام رجال الشرطة ثم احرقوه في اشارة الى ان روسيا كانت سريعة في الاعتراف بحكومة احمدي نجاد بعد الانتخابات، وتعبيراً عن التزييف الذي رافقها. لقد جاءت هذه التظاهرات في وقت دقيق تمر به الحكومة الايرانية التي رفضت مؤخراً عرضاً دولياً لنقل اليورانيوم خارج البلاد من اجل تخصيبه، وفي يوم الاحد الماضي، هاجم آية الله خامنئي بشدة كلاً من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا محذراً، من قيامهما بحملة دعائية لاظهار الانقسام في طهران". كما ذكرت بعض المصادر ان قادة المعارضة ، ومنهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي قد منعا من الاشتراك في تظاهرات الاحتجاج هذه، بينما حضرت زوجة موسوي، زهرة راهنا فارد الى جامعة طهران للفنون التي تدرس فيها، والتي طاردتها مجموعة من نساء الباسج وتعرضن لها، واحطنها بحلقات من رذاذ الفلفل وهي تغادر المكان، اما فائزة هاشمي، ابنة الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، فقد تم مشاهدتها في احدى التظاهرات، ويقال انها كانت بين من تم القبض عليهم. واصدر كل من هاشمي رفسنجاني ومير موسوي، انتقادات حادة ضد الحكومة قبل ايام، ومير موسوي الذي يشكل التحدي الاقوى لاحمدي نجاد، وكان المنافس له في الانتخابات الرئاسية، اصدر بيانا يوم الاحد الماضي مؤكدا ان حركة المقاومة ما تزال حية، وان السلطات غير قادرة على قمع الاحتجاجات عبر اعتقالها للطلاب. اما رفسنجاني السياسي العملي، الذي قدم دعماً للمعارضة فقد قطع الصمت الذي لازمه مؤخراً ، عبر انتقاده يوم الاحد الماضي الحكومة في استخدامها ميليشيا الباسج وحراس الثورة للهجوم على حشود المتظاهرين. وفيما يخص وكالة الانباء الايرانية الرسمية، (ارنا) فقد تغير اسلوبها في التعامل مع التظاهرات اذ بثت صوراً لها ومشاهد من الحرائق التي اضرمت في طهران، في رسالة تقول انها تحارب المقاومة عبر وسائل الاعلام. وكانت التظاهرات قد بدأت في صباح يوم الاثنين، وحاولت قوات الامن والباسج عرقلتها وقمعها عبثاً، حيث ان عدة الوف من الطلبة انضمت اليها عبر منتصف النهار، وتواصلت هتافاتهم حتى الليل، يحملون الشموع، إشارة الى من اعتقل منهم خلال النهار. عن النيويورك تايمز