محمد مزيد هزت بغداد أمس الانفجارات، كما حصلت قبل أيام في بيشاور، ومناطق متفرقة من أفغانستان، وغيرها في اماكن شتى من العالم، وهؤلاء المفجرون، اذا كان يجب علينا "إنصافهم" ونتناسى انهم مجرمون وانهم لا يغتالون الأبرياء في أي عمل مسلح يقومون به،ولو قيض لنا ونحن ننصفهم، ان نتساءل،
ونتحاور معهم، ببرود أعصاب كما هي أعصابهم الباردة في أثناء قيامهم بالقتل الجماعي سواء في بالتفجيرات الجسدية او المفخخة، نتساءل ونقول: لابد من ان لديهم قضية، وهذه القضية تتعلق بحق مغتصب، او بمال، او بأرض، او حتى بكرسي الحكم، ولنفترض ان هذه القضية فيها إشكاليات تحتاج الى من يصغي الى خطابهم.. فكيف يمكن إيصال خطابهم الى الآخر؟ أدرج الفلاسفة عبر التأريخ صفات الناس الذين يأخذون حقهم بالغضب والعصبية والاقتتال بالصفة الحيوانية، وقالوا: ان الحيوانات المفترسة وحدها هي التي تتقاتل من اجل انتزاع حقها من الآخر، ولم يصف أولئك الفلاسفة البشر ليضعوهم ضمن المرتبة الحيوانية في سعيهم للمطالبة بحقوقهم. لنأت الى تفجيرات الأمس، ما هو الحق المغتصب الذي يمكن ان يطالب به المفجرون ؟ ثم ومن أي جهة يمكنهم المطالبة، اقصد ما هي الجهة التي اغتصبت حقهم، ولماذا يتم التفجير وسط الناس الأبرياء، اين الشجاعة والرجولة عندما تقوم بتيتيم أطفال او تثكل أمهات او تقطع قلوب زوجات وأخوات وبنات المقتولين؟ نسأل مرة أخرى، منذ سنوات والمفجرون يفعلون فعلهم "المخزي" و"العار" على الإنسانية جمعاء، ما الذي أخذوه من حقوق ؟ ما الذي وصلوا اليه من هدف؟ نعتقد ان غسيل الأدمغة التي تقوم بها جهات شتى لتجنيد شبان "مسحوقين" ضمائرهم ميتة قد نجح في تعبئة البعض للقيام باعمال التفجير، ولكن الا يهدأ هؤلاء المارقون ويكتشفون ذات يوم ان وسائلهم باتت عديمة النفع وان رسالتهم لا ولن تصل الى احد سوى الأطفال الذين تيتموا والذين سيواجهون أعداءهم من المفجرين او الأدوات التي حركتهم او الأموال التي دفعت ليقول هؤلاء الأطفال لهم ذات يوم: لماذا قتلتم آباءنا؟
الانفجارات.. هدفها وعقيدتها
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 05:27 م