TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > الانفجارات.. هدفها وعقيدتها

الانفجارات.. هدفها وعقيدتها

نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 05:27 م

محمد مزيد هزت بغداد أمس الانفجارات، كما حصلت قبل أيام في بيشاور، ومناطق متفرقة من أفغانستان، وغيرها في اماكن شتى من العالم، وهؤلاء المفجرون، اذا كان يجب علينا "إنصافهم" ونتناسى انهم مجرمون وانهم لا يغتالون الأبرياء في أي عمل مسلح يقومون به،ولو قيض لنا ونحن ننصفهم، ان نتساءل،
 ونتحاور معهم، ببرود أعصاب كما هي أعصابهم الباردة في أثناء قيامهم بالقتل الجماعي سواء في بالتفجيرات الجسدية او المفخخة، نتساءل ونقول: لابد من ان لديهم قضية، وهذه القضية تتعلق بحق مغتصب، او بمال، او بأرض، او حتى بكرسي الحكم، ولنفترض ان هذه القضية فيها إشكاليات تحتاج الى من يصغي الى خطابهم.. فكيف يمكن إيصال خطابهم الى الآخر؟ أدرج الفلاسفة عبر التأريخ صفات الناس الذين يأخذون حقهم بالغضب والعصبية والاقتتال بالصفة الحيوانية، وقالوا: ان الحيوانات المفترسة وحدها هي التي تتقاتل من اجل انتزاع حقها من الآخر، ولم يصف أولئك الفلاسفة البشر ليضعوهم ضمن المرتبة الحيوانية في سعيهم للمطالبة بحقوقهم. لنأت الى تفجيرات الأمس، ما هو الحق المغتصب الذي يمكن ان يطالب به المفجرون ؟ ثم ومن أي جهة يمكنهم المطالبة، اقصد ما هي الجهة التي اغتصبت حقهم، ولماذا يتم التفجير وسط الناس الأبرياء، اين الشجاعة والرجولة عندما تقوم بتيتيم أطفال او تثكل أمهات او تقطع قلوب زوجات وأخوات وبنات المقتولين؟ نسأل مرة أخرى، منذ سنوات والمفجرون يفعلون فعلهم "المخزي" و"العار" على الإنسانية جمعاء، ما الذي أخذوه من حقوق ؟ ما الذي وصلوا اليه من هدف؟ نعتقد ان غسيل الأدمغة التي تقوم بها جهات شتى لتجنيد شبان "مسحوقين" ضمائرهم ميتة قد نجح في تعبئة البعض للقيام باعمال التفجير، ولكن الا يهدأ هؤلاء المارقون ويكتشفون ذات يوم ان وسائلهم باتت عديمة النفع وان رسالتهم لا ولن تصل الى احد سوى الأطفال الذين تيتموا والذين سيواجهون أعداءهم من المفجرين او الأدوات التي حركتهم او الأموال التي دفعت ليقول هؤلاء الأطفال لهم ذات يوم: لماذا قتلتم آباءنا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ماذا دار خلال لقاء السوداني بخامنئي في طهران؟

تعرف على قرعة دور الـ16 من بطولة كأس ملك إسبانيا

تمديد ولاية مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات إلى 2027

الارتفاع عاد للأسواق والمخاوف تتبدد.. هل تكسر "الورقة" حاجز الـ200 ألف دينار؟

خامنئي: أمريكا فشلت في إيران وتحاول تعويض إخفاقها

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram