احتفى ملتقى الخميس في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي بتجربة عميد كلية الإعلام الدكتور هاشم حسن وما انتابه من هواجس وصراعات نفسية خلال عقود مسيرته الإعلامية في ظل النظام السابق، وكيف تعامل معها بحكمة وروية متلافيا غضب السلطة بالم
احتفى ملتقى الخميس في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي بتجربة عميد كلية الإعلام الدكتور هاشم حسن وما انتابه من هواجس وصراعات نفسية خلال عقود مسيرته الإعلامية في ظل النظام السابق، وكيف تعامل معها بحكمة وروية متلافيا غضب السلطة بالمداراة على معاناته.. وأشارت مقدمة الجلسة القاصة والإعلامية إرادة الجبوري الى ان المحتفى به كان نموذجاً للصحفي الشجاع. وقالت: تعرفت عليه في أواخر الثمانينات كان يعمل محرراً للصفحة الأخيرة لجريدة الثورة، مبينة ان قضايا المجتمع تحتل كل اهتماماته حتى انها تطغى على حياته الخاصة، ومن اهم سماته الحماس والتماهي مع الأشياء، وانه أعطى للصحافة الكثير فهي تعد عشقه الأول والأخير.
وفي مستهل حديثه أشار الدكتور هاشم حسن الى ان ما سيقدمه عبارة عن اعترافات وفلاشات في محاولة لكتابة رسالة سيرية أخيرة احب ان يطلق عليها تسمية "صرخة زوربا" لليوناني كاتزاكي موضحاً انه من عشاق زوربا، وقال: تمنيت لو كان الآن عزف موسيقى لرقصت أمامك، لأن الرقص خير وسيلة للتعبير من هذه الكلمات الخجولة.. واكد ان على الذي يوثق لتاريخ الصحافة والسياسة والثقافة عليه ان يكون أميناً وصادقاً، بعيداً عن الإسقاطات، لأنه يقدم شهادة للضمير وللوطن وللأجيال الآتية. ثم بين انه من عائلة فقير كانت تستأجر غرفة في بيت مرعب بمنطقة الفضل، وقال: مدخله مجاز طويل كنت ادخله مسرعاً يملؤني الخوف، ليس لأنه كان مظلماً ولكن لأنه كان مليئاً بالعقارب والحيات، وفيه فقدت اثنين من أخوتي بعد اصابتهم باسهال شديد. ولفت: هذا البيت ايضاً يذكرني بالسياسة فقد كان ابن خالة الزعيم قاسم جيراننا، واذكر ذات يوم دفعه الناس للذهاب الى الزعيم لعله يعطيه بيتاً، فأعطاه الزعيم ديناراً من جيبه وليس من خزينة الدولة. فياليت من يحكم الآن يستذكر ذلك. ثم كشف عن التقليد السائد عندهم ان الأخ الأكبر حين يموت اخوته يقال عنه بانه مصدر شر بالنسبة لهم. لذا كانوا يرمونه بالبيض في جبينه وهو في غفلة من ذلك، لأجل قتل الشر بحسب عقائدهم، وعلى سطح ذلك الدار ضبطوه ذات يوم يقبل ابنة الجيران.. اما بخصوص عمله الصحفي فيذكر انه دخل كلية الإعلام في عام 74 وأول مقال سبب له مشكلة مع السلطة عام 75 وكان بعنوان "أين اختفت الدفاتر الامتحانية" وعلى اثره بات ليلة في السجن ثم اطلق سراحه بعد ان قدم دليلاً على إهمال وتقصير إدارة الكلية. ومن ذكرياته في العمل الحصفي كذلك، قال: مهرجان المربد منحني فرصة اجراء لقاءات صحفية مع أدباء عرب مثل محمود درويش ونزار قباني الذي كان يمتدح النظام السابق ويسميه النهر الخالد. وعلي السبتي الذي كان يحمي ضريح السياب. واذكر ما قاله لي في شهادة عنه بان السياب يقول: هناك أدباء قد اساؤوا لي وهم ما يزالون على قد الحياة.. ثم بين ان نجل رئيس النظام السابق عدي اعلمهم بانهم يستطيعون الكتابة بحرية في صحيفة بابل، ولكن عليهم ان يتحملوا مسؤولية أي اعتراض قانوني. مبيناً ان من بين الذين اعتقلوا الإعلامي داود الفرحان الذي قضى مدة 40 يوماً في السجن. اما عن نفسه فقد تم القاء القبض عليه في مقهى الشاهبندر.