لم يبق أمام اتحاد كرة القدم بعد تسمية أمين السر العام د.صباح محمد رضا إلا العمل الجاد لتنظيم شؤون اللعبة بعدما أخذ الارتجال مأخذاً منه في تمشية أموره إلى الدرجة التي دسّ أعضاء الاتحاد أنوفهم في قضايا تم التصويت عليها برفع الأيدي في حين يفترض أن تكون من صلاحية اللجان المخوّلة بدراسة الملفات وإبداء التوصية المناسبة لها ليتم إقرارها من دون زيادة أو نقصان طالما إن اللجان تمثل العمود الفقري لهيكل الاتحاد.
ولعل المعضلة الرئيسة التي ستواجه اتحاد اللعبة في الفترة القريبة المقبلة هي تحديد هوية المنتخب الوطني وفصل عناصره وواجباته عن شقيقه الأولمبي الذي ينتظره استحقاق المشاركة في تصفيات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 حيث تجرى في الربع الثاني من العام المقبل. فالمنتخب الوطني المُدمج بمشاركات متعددة لا تخدم هدفه المهم في نهائيات كأس أمم آسيا التي ستنطلق بعد ثلاثة أشهر من الآن في سيدني والمؤمل أن يحقق فيها أسود الرافدين نتائج تعوّض الإخفاق المرير لهم في نسخة الدوحة عام 2011 بعهدة الألماني وولفغانغ سيدكا ، ويتطلب الأمر جهوداً كبيرة ربما لا يسعفهم الوعاء الزمني المتاح.
إن ما وعدت به لجنة المنتخبات بتضييف المدرب حكيم شاكر حال عودته من المشاركة (الأولمبية) في دورة الأسياد الجارية حالياً في كوريا الجنوبية يعد خطوة ايجابية لبرمجة عملها وتوضيح الصورة التي لم تزل غامضة إذ لا يمكن قبول استمرار سطوة حكيم قائمة على مقدرات الوطني والأولمبي إلى ما لا نهاية ، إما أن يستمر مع الأول بشرط أن يحقق نتائج تتفق مع طموحاتنا في خليجي 22 بالرياض ثم يتم تقييم عمله في تلك الدورة وبعدها يُنظر في حال إناطته المسؤولية لقيادة الأسود في معترك أمم آسيا أم لا ، لأن الوسطين الإعلامي والجماهيري يرفضان أن تكون بطولة آسيا إسقاط فرض أو التزام قانوني لتنفيذ بنود عقده، بل هي بداية التنافس الحقيقي على اللقب الذي ننتظره كل أربع سنوات ، وبخلاف ذلك فإن الاتحاد مطالب بالبحث عن البديل سواء محلياً أم عالمياً وكثير من منتخبات المنطقة استبدلت مدربيها قبل هكذا بطولات قوية بأسابيع وأفلحت في مراميها ولنا في تجربة زيكو خير دليل عندما قاد المنتخب أمام الأردن في أربيل بُعيد أيام من مباشرته المهمة.
ربما لا يعلم اتحاد الكرة إن اغلب المنتخبات الخليجية ومعها الأردن قد حجز معسكرات تدريبية للاعبيها في استراليا من الآن وجرى التنسيق لضمان نجاح مشاركتهم من جميع الأوجه عملاً بأصول الاحتراف في احترام الوقت واستثمار أقصى الجهود لتسهيل مهمة منتخباتها بينما نحن اعتدنا "سلبياً" أن نؤجّل كل شيء إلى حين بدء البطولة و(نتشاطر) في التشكّي وفضح عجزنا أمام الإعلام الخارجي مثلما أثير موضوع عدم تناول لاعبي الأولمبي وجبات الغداء والعشاء ليومين متتاليين بعد وصولهم إلى مقر الإقامة في انشون وعدم كفاية أسرّة الغرف لاستيعابهم!
ولم ينتهِ واجب لجنة المنتخبات عند هذا الحد، بل ضرورة مناقشة مدرب المنتخب الوطني بنوع المباريات الودية التي سيخوضها في الروزنامة الدولية (فيفا دي) فهل من المعقول أن يلعب منتخبنا مباراتين مع اليمن والبحرين اللذين يحتلان المركزين (184 و 104) في التصنيف على التوالي، بينما يلعب منتخب الإمارات مع (استراليا واوزبكستان)، وعُمان تواجه (كوستاريكا واورغواي) والكويت مع (الأردن) والسعودية تلتقي (اورغواي ولبنان)؟! أين التخطيط العلمي الذي ينبغي أن يسهم في تقدم منتخبنا في التصنيف ليقف ضمن الستة الكبار في قارة آسيا ومن ثم ينسحب هذا التقدم على مستواه المرجّح في قرعة تصفيات كأس العالم 2018 التي تنطلق في تموز العام المقبل آخذين بنظر الحسبان نتائجه في أمم آسيا ؟ هذه محصلة مهمة لابد أن يتوقف عندها الاتحاد ويدرس كيفية تحقيق قفزة في الترتيب تبعدنا لاحقاً عن مواجهة من يتصدّر المجاميع (إيران واليابان وأوزبكستان وكوريا الجنوبية واستراليا) في حال حافظت هذه المنتخبات على تقدمها في التصنيف.
وليس للحديث بقية سوى أملنا أن يرتقي اتحاد كرة القدم في حرصه على سمعة المنتخبات ويتناغم مع المقترحات التي يطرحها الإعلام ليس لمحاربة مدرب أو خلق أزمة ، بل لتعبيد طريق أسود الرافدين نحو أمم آسيا والمونديال المقبلين من دون توقفات إجبارية نتيجة أخطاء إدارية أو فنية تعيدنا إلى نقطة الندم الأولى !
ملفات لجنة المنتخبات
[post-views]
نشر في: 27 سبتمبر, 2014: 09:01 م