بغداد/نورا خالدرددت السنة الشعراء العرب اسم الوشم قبل مئات السنين ومنهم الشاعر طرفة بن العبد عندما قال: لخولة اطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد اذ كان يستخدم لإضافة صفة جمالية قبل اكتشاف مستحضرات التجميل وكان يرسم على الوجه واليد واماكن متفرقة من الجسم.
تطور الوشم واصبح يتخذ اشكالا متعددة كما اصبح رمزاً للحب وتعبيراً عن عنفوان وحيوية الشباب كما اصبح يشمل الرجال بعد ان كان مقتصراًعلى النساء فقط. احمد عبد الجبار الذي وشم ساعده الأيمن يقول: راودتني فكرة الوشم عندما كنت امر بقصة حب واشترطت على الشخص الذي يقوم بالوشم ان يرسم قلباً ويضع في داخله حروف اسم حبيبتي اعتقاداً مني بان هذه الطريقة ستبقي حبل المودة بيننا الا انه وبعد مرور خمس سنوات على الوشم اشعر احياناً بالحرج منه خاصة انه في مكان ظاهر. وشم من نوع غريب ذلك الذي رأيته في يد علي عقيل عندما مدها لي ليصافحني ذات يوم اذ كان عبارة عن (خرزة زرقاء تميل الى الاخضرار وهي ما يطلق عليها (ام سبع عيون)، فسألته عن قصة هذا الوشم فأجابني قائلاً: والدتي هي صاحبة الفكرة اذ كان وفاء لنذر كما تقول لانني الذكر الوحيد لها بعد سبع بنات، ولخوفها علي من الحسد وشمتني بهذه الخرزة في كفي الايمن. وعلى الرغم من انني اشعر بالحرج كثيرا من هذا الوشم الا انني لا استطيع فعل شيء. الاحاسيس ومشاعر حب الوطن هي التي دفعت محمود فاضل الى نقش اسم العراق على ذراعه. ويقول: عندما كنت بعيدا عن وطني نقشت اسم العراق على ذراعي لكي اتذكره كلما نظرت اليها ولست نادماً على ذلك لانني لم انقش شيئاً ندمت عليه في أي وقت من الاوقات على الرغم من عودتي الى بلدي. رأيتها تجلس عند باب دارها.امرأة تجاوزت السبعين من عمرها. اختلطت الخطوط التي تركها الزمن على وجهها مع تلك الخطوط الخضر التي نقشتها من اعلى حاجبيها حتى اسفل فمها.دنوت منها وسألتها عن الوشم الذي يغطي وجهها ويديها فأجابتني مبتسمة: كان الوشم او (الدك) حسب ما اسمته سائداً في الماضي اذ كان من مكملات جمال المرأة، وعاملاً من عوامل الاغراء للرجل. والمرأة عــــندما تتزوج تشم مناطق مختلفة من جسمها ليكتمل جمالها. وتتحمل الآلام الكبيرة من وخز الابرة في سبيل ذلك. ولكن لم يكن الوشم يستخدم فقط لغرض الجمال وانما كان يستخدم ايضا لغرض الشفاء من الامراض وحماية من الحسد. ولكن دوره الاساس كان استخدامه زينة للمرأة.
الوشم يحكي قصص حب وزواج وحسد
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 06:01 م