في الوقت الذي أنهت لجنة أمناء السر في الاتحادات الخليجية والعراق واليمن اجتماعها التشاوري بخصوص تحديد الدولة المضيفة لدورة الخليج 23 التي أوصت "بالإجماع" إناطتها للكويت ورفع التوصية إلى اجتماع رؤساء الاتحادات الذي سيعقد على هامش الدورة 22 بالرياض تشرين الثاني المقبل، انبرى وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان بتصريح مفاجىء وخارج عن معطيات الحدث الذي حُسم في اجتماع اللجنة المذكورة ولا ندري أين المتابعة الإعلامية الدقيقة والتفصيلية من قبل الوزارة لما جرى في الاجتماع بتأييد واضح من عضو اتحاد كرة القدم طارق احمد ممثل العراق في سيناريو مكرر لغياب التنسيق التام بين الوزارة واتحاد اللعبة منذ زمن الرئيس السابق ناجح حمود!
ترى هل إننا فعلاً جادون لتضييف دورة نفشل في الحصول على حقوقها للمرة الثالثة وسط إصرار عجيب من وزارتي المهندسين جعفر وعبطان بأن كل شيء جاهز يجري وفق ما خطط إليه على الورق وأن مرافق المدينة الرياضية أصبحت جاهزة ولم يبق سوى وضع اللمسات الأخيرة قبيل افتتاحها الرسمي الثاني !! وتناسى مسؤولا الوزارة أن تضييف الدورات والبطولات لا يتم عبر تصريحات إعلامية أضرّت بسمعة رياضتنا أكثر مما أفادت ، فجميع الدول المتقدمة أو النامية تنتهي من بناها التحتية لمنشآتها المرشحة للمنافسة على التنظيم وتقدم ملفها من دون نقصان وتترك الحكم للجهات الفنية واللجان التفتيشية لتقرر مدى صلاح الملف من عدمه. أما في بلدنا فقد أصبح خليجي البصرة مُدعاة لإثارة الفضائح والتلذذ بكشف العورات والمزايدة على الحرص والوطنية والتهافت لكسب الدعايات على حساب بقاء المشروع (جثة هامدة) يفتقد روح الثقة بإمكانية تفاعل منشآته مع الحراك الخليجي للتنافس على أرض البصرة !
إن عمليات ترقيع المشروع في الأشهر المقبلة بوعود من الوزير نفسه في بيانه الأخير يدلل على تواصل العمل بالقطعة بغية إضفاء طابع الجاهزية إعلامياً فقط من دون ضمانات على الأرض لتسليم مفتاح البصرة الرياضية لمن يعنيهم الأمر وتقييمها من جميع الأوجه لاسيما بالتزامن مع الإجماع الخليجي بإقامة الدورة 23 في الكويت وهو ما كشفه د.طلال الفهد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية في إحدى أماسي دورة الخليج التي أقيمت بالمنامة مطلع عام 2013 بقوله ( 23 سيكون كويتياً ولا نقبل أي جدل فيه) وعزا ذلك إلى الاستحقاق التسلسلي بين دول الخليج وكذلك منح العراق مرتين حقوق ضيافة خليجي (21و22) ولم يكن جاهزاً لهما مع تأكيداته المستمرة إن موقف الكويت سيبقى داعماً لأبناء الرافدين لتحقيق أمنية الجماهير برؤية التسامر الخليجي على شط العرب.
من هذا المنطلق نأمل ألا نفسد علاقاتنا مع الأشقاء بذريعة حرماننا من حق الضيافة الذي نجهضه بأيدينا كل مرة نتيجة التقاطع غير المنظور بين الوزارة واتحاد الكرة وحتى مع اللجنة الأولمبية في ملف تنظيم دورة الخليج بدليل أن مشاركة عضو اتحاد الكرة طارق احمد في الاجتماع تمت بعد تسمية الوزير الجديد ولا توجد مؤشرات وزارية تحيط أحمد علماً بموقف العراق من الدورة 23 وهذا يعني أن كل طرف في الرياضة يعمل وفق رؤيته الخاصة من دون ثوابت مشتركة تحمي القرار العراقي الرسمي من الأهواء والارتجال غير المدروسين واللذين يعرضانه إلى قلة الاحترام.
ولما مضى ، نأمل أن يكثف الوزير عبطان جهود وزارته لتشكيل لجنة تنظيمية عليا جديدة تضم ممثلي الجهات ذات العلاقة بتنظيم الدورة الخليجية 24 وتباشر مهامها حال إعلانها لوسائل الإعلام وتدرس مشروع البصرة الرياضية الذي بلغت ميزانيته حتى الآن ملياراً و300 مليون دولار قبيل التعهد بإمكانية تضييف الدورة بنجاح فني وإداري تامين ، وليكن هاجسنا إزالة الحظر وتبعاته وإرهاصاته الذي يشكل عائقاً كبيراً ، بل كابوساً مزعجاً يهدد أحلامنا الإقليمية والدولية بتضييف البطولات على ارض بغداد وأربيل والبصرة، وسيكون خليجي 24 استحقاقاً طبيعياً لنا مشروطاً بنجاحنا في طمأنة (فيفا) بسلامة كرة القدم في ملاعبنا بعد إسقاطنا ذرائعه الأمنية، وعند ذاك سيطالب الأشقاء بفتح ملعب البصرة وردّ الاعتبار للعراقيين قولاً وفعلاً.
خليجي 24 ..استحقاق مشروط
[post-views]
نشر في: 1 أكتوبر, 2014: 09:01 م