TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > استقالة العبادي فـي جيبه

استقالة العبادي فـي جيبه

نشر في: 11 أكتوبر, 2014: 09:01 م

يوم أمس، التقاني حاج عراقي سياسي عرّج من مكة على القاهرة قبل ان يعود لبلد غربي منحه جنسية ثانية بعد ان عمل به "دلالا" عقاريا، ثم صار مسؤولا عراقيا كبيرا بعد "التغيير". قدم لي نفسه باسم "ابي فلان" ثم تمنى عليّ قبول دعوته لشرب كأس شاي وقبلت الدعوة.
قال لي: باعتبارك من "جماعة" العبادي أود ان اسألك سؤالا لو سمحت. رددت عليه ببساطة شديدة كلا لن اسمح لك. ليش؟ لأنك اتهمتني باطلا وتراب الحج ما زال على جبهتك. شلون؟ لأني لست من "جماعة" العبادي، أولا، وثانيا اني أرى بان العبادي لا جماعة له، فمن اين تعلمتم هذه الأساليب؟ رمقني بعين لا اعرف ان كانت غاضبة او غبية وقال: لكنك متفائل به جدا رغم انه ضعيف وليس بقوة المالكي. هنا ضحكت وطبطبت على ظهره. حجي اشرب جايك قبل لا يبرد. قرأ في عيني اني اسخر منه فصار يتحدث عن "قدراته" الفذة وكيف انه "عرافة" بما يدور وانه يعرف ما لا يعرفه غيره من اسرار تخص اغلب الشخصيات السياسية المعروفة. ثم باح لي بسر يراه خطيرا حتى انه قاله بنبرة اقرب للهمس: تعرف ان العبادي من شدة ضعفه دائما يهدد من يناقشه بان استقالته بجيبه. حنّ قلبي عليه او قولوا انه كسر خاطري فسألته: ما رأيك بالأمام علي كخليفة وقائد عسكري هل هو ضعيف ام قوي؟أستغفر الله وهل هناك في الكون من هو اقوى من أبي الحسن؟ احسنت حجي بس هل تعرف اهم سبب في قوته؟ لم يجب. لأنه لم يتشبث بالسلطة وكان يحتقرها لحد انه وصفها "عفطة عنز" وانها لا تساوي عنده "شسع نعله". فهل كان صاحبك "القوي" كذلك؟ تلعثم فبيّست به بمحاضرة تقصدت منها ان أكسر أنفاسه:
اسمع يا أخي، الفرق بين الحاكم القوي والضعيف معياره حب السلطة. فكلما تعلق بكرسيها اكثر أذله أكثر. وكلما احتقر الكرسي ازداد قوة ورفعة. والنهاية سيكون مكان الذي "ما ينطيها" امام جحر او بوري مجارٍ او يتنازل عنها صاغرا رغم انفه ورغم نائحته التي تنوح بزعيق متصل: "لو راحت منا سيكون الدم للركب".
بحركةأظنها صدفة ترعبل كأس الشاي بين يديه وانسكب فانشغل بتنظيف ملابسه. نهضت وطبطبت على كتفه مرة أخرى لأودعه: حجي احسابك واصل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مجيب حسن

    يا سيدي الفاضل ،كان من المفروض ان تعلمه ومن هو على شاكلته ايضا(إن اكثر الناس حقارة هو من يتمسك بكرسي السلطة وهو ليس اهلا لها)،ومن يورث الناس البؤس والشقاء ومهاوي الردى بدلا من الامان والاستقرار والعيش الرغيد .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram