كم كانت فرحتي كبيرة بسماع خبر اختيار أربيل عاصمة للسياحة العربية عام 2014 وذلك من بين أربعة مدن ترشحت لنيل اللقب هي بيروت والشارقة والطائف بالإضافة إلى أربيل، وفي الوقت الذي تعد هذه الخطوة خطوة مهمة للسياحة في اربيل بشكل خاص والعراق بشكل عام إلا أنها تبقى خطوة أولى بحاجة الى خطوات اخرى تجعلنا نغتنم هذه الفرصة لتحويلها الى حقيقة تعكس الوجه الجميل لاربيل ومن خلالها مدن العراق الاخرى.
لا يخفى على احد ان هناك بعض الدول التي تعتمد على السياحة بشكل كبير وتشكل السياحة نسبة مهمة من موازين مدفوعاتها مثل الولايات المتحدة واسبانيا وفرنسا ومصر وغيرها من الدول التي استطاعت ان تسوق نفسها بشكل جيد لان المنافسة في سوق السياحة شديدة جدا ولها مجموعة من المقومات التي يجب ان تكون حاضرة لكي نشهد تغييرا فعليا في عدد السياح ويأتي في المقدمة منها تسويق المرافق السياحية في المدينة او البلد اعلاميا ونوع الخدمة المقدمة واسعارها وخصوصية المرافق السياحية فضلا عن شرط الحرية والامان السياحي، وعليه يمكن القول ان السائح الذي يقصد بيروت هو غير السائح الذي يذهب الى القاهرة وبالتالي علينا ان نحدد بشكل دقيق السوق المستهدفة أولا والمدن او الدول المنافسة ثانيا.
اهل السياحة لدينا يقولون ان السياحة نفط دائم في اشارة منهم لأهمية هذا المورد واستدامته لكن الأمر المستغرب هو عدم استغلاله بالشكل الصحيح لحد الآن على الرغم من وجود اكثر من ألفين وخمسمئة موقع اثري حسب الإحصاءات الدولية موزعة على جميع محافظات العراق تقريبا فضلا عن العديد من المواقع التي لا تزال بحاجة الى تنقيب وإذا قيل سابقا ان العراق جزيرة تطفو فوقع بحيرة من النفط فانا أقول إن العراق قطعة اثارية تطفو فوق بحيرة من النفط.
الجانب المميز في آثار العراق أنها تتنوع بين الاثار الدينية لاكثر من دين ومذهب والتاريخية باختلاف عصورها والمواقع الطبيعية بأشكالها الجبلية والصحراوية والسهلية فضلا عن بيئة الاهوار المتفردة عالميا بطبيعتها , ومع كل ذلك وعلى الرغم من التحسن الذي شهده قطاع السياحة في العراق خلال السنوات الاخيرة الا ان هذا القطاع لا يزال يشكل نسبة بسيطة من الناتج المحلي الإجمالي علما ان التحسن المذكور يعود بنسبة كبيرة الى تحسن متوسط دخل الفرد وليس بفعل تخطيط مسبق.
ان اختيار مدينة اربيل يمثل فرصة مهمة للسياحة العراقية علينا استثمارها على اكمل وجه وفق معادلة "الخصوصية – المشتركات" وهي تعني ان نجعل من مدينة اربيل مدينة ذات خصوصية سياحية مقارنة مع المدن الاخرى (المنافسة لها) بكل شيء بما في ذلك الجزئيات مثل الاكلات الشعبية والفنون والملابس وغيرها من التفاصيل الى جانب ذلك يجب ان يتم اخذ المشتركات التي تجمعها مع المدن الاخرى وبكلام ادق ان تقدم مدينة اربيل كمدينة شرقية وهذا الامر ابعد من كونها مدينة كردستانية او مدينة عراقية وهنا لابد من الإشارة إلى التجربة التركية في تسويق مدينة اسطنبول كمدينة سياحية وهي تجربة ناجحة الى حد كبير ينبغي الاستفادة منها اذا ما اردنا استثمار هذه الفرصة والتي اتمنى صادقا ان تكون بداية حقيقة للنهوض بواقع السياحة في العراق.
أربيل عاصمة للسياحة العربية
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2012: 07:29 م