يعطي المقاتلون الفرنسيون في تنظيم داعش انطباعا بانهم يشكلون جزءا من الدولة الإسلامية – حسب ابو عمر ، العضو السابق في الدولة الإسلامية - والذي يعتبر نموذجا للقاتل الخطير بعد هجومه على المتحف اليهودي في بروكسل .. وكان مهدي نعموش –سجان الرها
يعطي المقاتلون الفرنسيون في تنظيم داعش انطباعا بانهم يشكلون جزءا من الدولة الإسلامية – حسب ابو عمر ، العضو السابق في الدولة الإسلامية - والذي يعتبر نموذجا للقاتل الخطير بعد هجومه على المتحف اليهودي في بروكسل .. وكان مهدي نعموش –سجان الرهائن السابق في سوريا – قد اعلن لقناة CNNان المقاتلين الفرنسيين اليوم هم الأكثـر تطرفا بين رفاقهم في السلاح فهم يأتون من فرنسا منذ سنوات ليصبحوا جزءا مهما من ما يسمى"الدولة الإسلامية" ..
ويقول مهدي نعموش الذي يحمل الاسم المستعار ( ابوعمر ) في سوريا ايضا ان إيمانه بإنشاء دولة إسلامية دفعه الى ترك زوجته وأولاده ليخوض الجهاد وهو في سن التاسعة والعشرين ، لكن ماشهده من عنف الدولة الإسلامية قاده الى مغادرتها والهرب الى أوروبا ..
يقول نعموش انه شاهد أمام عينيه كيف قتلوا رجلا في السبعين من عمره بدم بارد ، مضيفا " ان الدولة الإسلامية لايمكنها الاستمرار بهذه الطريقة خاصة وان هناك كثيراً من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 14-15 عاما ينضمون باستمرار الى الدولة الإسلامية وآمل ان تجعلهم شهادتي يعيدون التفكير ويتراجعون عن قرارهم ..
وقامت قناة CNN بسؤال عضو آخر في ما يسمى بالدولة الإسلامية يدعى ( ابو طلحة ) عن رأيه في الجهاد فقال ان ضربات قوات التحالف ليس لها الا تأثير طفيف على المسلحين وانهم مستعدون لهذه الهجمات مضيفا " نحن ندرك بان قواعدنا معروفة طالما يتابعنا الرادار والأقمار الصناعية لكن بمقدورنا الانتقال الى اماكن اخرى ، ولن توقفنا ضربات قوات التحالف !"
ويسخر ابوطلحة من استهداف تلك الضربات لمصافي النفط ومجمع الغاز بالقرب من الرقة في سوريا قائلا : " صحيح ان النفط هو الذي يجلب لنا المال لكن هذه الخسائر لن تمنعنا من الحصول على التمويل " ..
اذن ، قد تعيق هجمات التحالف تطور ما يسمى بالدولة الإسلامية لكنها لن تكون كافية لمنعها من إنشاء خلافة في العراق وسوريا – حسب ابو طلحة –الذي يؤكد قائلا : " عندما يهاجموننا في مكان ما ، فنحن نتقدم مع ذلك ، واذا دفعونا من العراق، سنتقدم الى شمال سوريا ولن توقفنا ضرباتهم .."
ويرى هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 28 عاما ان أعداء الدولة الاسلامية ارتكبوا خطأ فادحا بالتقليل من شانها وهو نفس الأمر الذي اعترف به الرئيس الأميركي باراك اوباما في برنامج (ستون دقيقة ) في قناة CBS...ويتابع ابو طلحة قائلا : " انهم لايعرفون شيئا عنا ، وبفضل الله ، سنهزم الكفار"
من جهته، يعترف وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازينوف ان هناك 930 شخصا قدموا من فرنسا مؤخرا للانخراط في الجهاد في العراق وسوريا وهم من الرعايا الفرنسيين او الأجانب المقيمين عادة في فرنسا ..ويؤكد الوزير على وجود نساء بينهم اغلبهن من القاصرات ، مشيرا الى مغادرة بعض المسلحين الفرنسيين والعودة الى بلادهم بعد ان دمرهم العنف والفظائع التي شهدوها او شاركوا فيها مثل قطع الرؤوس والسلوكيات الوحشية الاخرى التي أسهمت في إضعاف معنوياتهم الأخلاقية فقرروا المغادرة ونبذ (الجهاد والجهاديين) ...
ويخشى الغرب من ظاهرة انضمام أبنائهم الى ما يسمى بالدولة الإسلامية وبشكل خاص الفرنسيين الذين يبلغ عددهم نحو الف فرنسي من مجموع 25 الف مقاتل . وينقسم المسلحون الفرنسيون الى قسمين ، فالقسم الاول هم المتشددون الذين قاتلوا في جميع المعارك في افغانستان والشيشان باعتبارها حروباً مقدسة الهدف منها نشر الإسلام وواصلوا جهادهم في سوريا لكنهم لم يقوموا بعمليات إرهابية في فرنسا والدول الأوروبية الاخرى ...اما القسم الثاني فهم الذين تبنوا الفكر المتطرف مؤخرا وهم من الشباب المتحمس الذين حملوا لقب ( الذئاب المنعزلة ) لأنهم يقومون احيانا بأفعال فردية للنضال ضد الغرب كما فعل مهدي نعموش حين هاجم المتحف اليهودي في بروكسل كتصرف فردي ..وقد حمل هؤلاء الشباب الفكر المتطرف خلال تواجدهم في السجن مع بعض المسلحين الذي تمكنوا من التأثير عليهم بإقناعهم ان الجهاد هو طريق الخلاص من الذنوب ومتاعب الحياة ..
ويرى بعض الخبراء ان هؤلاء المسلحين لايفقهون تعاليم الدين ولايعرفونه جيدا لكنهم يتذرعون به لتفسير انتمائهم الى ما يسمى بالدولة الاسلامية ، والغريب انهم يلتحقون بمواقع القتال ترافقهم نساؤهم وأطفالهم لممارسة مايطلق عليه ( الجهاد الأسري ) الداعي الى إنشاء خلافة إسلامية وبناء دولة بأجيال جديدة تتشبع بمفاهيم الجهاد وتتبنى مبادئ الدولة الإسلامية ..
وتقف خلف انضمام الفرنسيين للدولة الإسلامية أسباب كثيرة منها مؤازرة الشعب السوري المتضرر من المجازر التي ارتكبها بشار الأسد بحقه على اعتبار انها حرب من اجل الحق ..وهناك الرغبة في العودة الى مبادئ الإسلام الاصيلة وخاصة من قبل الفرنسيات العاجزات عن البقاء في فرنسا بعد ارتداء النقاب ما دفعهن الى الذهاب الى سوريا والعراق ..
وتثير ظاهرة النساء الملتحقات بداعش قلق الدول الغربية خاصة وان أسبابها ماتزال غير مفهومة بالنسبة للغربيين الذين تدهشهم مغادرة العديد من الفتيات المراهقات لحياتهن العصرية ودولهن الغربية والالتحاق بالدولة الإسلامية وبالمسلحين المتشددين لغرض الزواج من المسلحين وانجاب اطفال يكملون طريق آبائهم ويتم تجنيد أولئك الفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي..ويبدو ان عدد الفرنسيات اللاتي انضممن الى المتطرفين هو الأكبر بين المجندات الغربيات الأخريات والغريب ان أكثرهن من الخريجات الجامعيات وتتراوح أعمارهن بين 15 -24 عاما ..