أراحنا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة، ولابدّ انه هو الآخر قد استراح، بقراره الصائب إلغاء مكتب القائد العام، فبالتبعية انتهى وجود الناطق باسم القيادة، وبهذا يكون القائد العام قد أغلق واحداً من أكبر مصانع الكذب في البلاد.
الناطق باسم القائد العام كان يطلّ علينا يومياً بكامل قيافته العسكرية ليقصفنا في مؤتمراته الصحفية بقذائف من العيار الثقيل محشوة بمعلومات مضللة .. كنا، معه، نسجّل الانتصارات المتتالية على داعش ونحقق التقدم المتواصل على الأرض. كان يعطينا صورة الجرذان (داعش) التي تفرّ أمام الفيلة (قواتنا)، والحال ان الأمر كان معكوساً، فداعش هو الذي ظلّ يتقدم، ولم يزل الى اليوم، في محافظة الأنبار في الأقل، برغم حشودنا البرية والحشود الجوية للتحالف الدولي.
يبدو ان مكتب القائد العام المُغلق والناطق باسمه استندا في العرض اليومي لمجريات الحرب ضد داعش الى ترسانة النظام السابق خلال حربيه ضد ايران والكويت، من دون اعتبار بالنتائج الكارثية لتلكما الحربين المدمّرتين ولصناعة الأكاذيب المرافقة.
واحدة من مزايا إلغاء مكتب القائد العام وصرف الناطق باسمه من الخدمة أو جعله يلزم مكتبه أو بيته، اننا أصبحنا ندرك تمام الإدراك الخطر الماحق لداعش.. ولو أبقى السيد العبادي على المكتب والناطق باسمه وعلى المؤتمرات الصحفية لهذا الناطق، فما كان من المستبعد أن يدخل الداعشيون الى غرف نومنا هنا في بغداد ونحن ساهون ومصدقون بان خطر داعش لا يتجاوز خطر مستعمرة صغيرة من الجرذان.
داعش يبدو لنا الآن في صورة القوة العظمى حسنة التنظيم وليس عصابة تشبه قطيعاً من الجرذان كما كان يصوره لنا الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة في إيجازاته اليومية، فها هي أربعون دولة، بينها خمسٌ أو ستٌ من القوى العظمى في العالم، تنخرط في الحرب ضد داعش، وها هي مئات الغارات الجوية لطيران هذه القوى التي لم تلحق بعد الضربة القاصمة بالتنظيم، الى حد انها لم تستطع منعه من دخول مدينة كوباني الكردية على الحدود السورية التركية.
مع ما كان يمارسه مكتب القائد العام والناطق باسمه، بالتهوين كثيراً من قدرات داعش وما يحققه على الارض، وبالمبالغة في قدرات قواتنا المسلحة وما تفعله على الأرض ( لم تكن تعمل شيئاً في الواقع تحت وطأة ما جرى لها منذ ليلة 9/10 حزيران الماضي)، فاننا ما كنا سنرى ضرورة لتشكيل التحالف الدولي، ولا لإرسال مئات المستشارين والمدربين من الولايات المتحدة وغيرها، ولا لتجهيزنا بأسلحة وذخائر جديدة تحلّ محلّ تلك التي تركتها قواتنا المسلحة طواعية لداعش، وبالتالي ما كنا سنحظى بهذا الدعم الاقليمي والدولي في حربنا ضد داعش على نحو لم يسبق له مثيل تقريباً .. والنتيجة كانت ستكون دخول الدواعش الى غرف نومنا في بغداد في ليلة كتلك التي دخلوا فيها على أهل الموصل وسواها منذ أربعة أشهر.
داعش وغرف نومنا
[post-views]
نشر في: 11 أكتوبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
الناطقون العسكريون فى المكتب العسكرى مصابون بمرض الجنود الامريكان فى ادغال فيتنام الجنوبيه الدين يتصورون لحد الان ان الحرب فى فيتنام مستمرة بالرعم من انسحاب الجيش الامريكى من قبل 38 سنه----------اعضاء مكتبنا العسكرى يتصورون ان قادسيه صدام وام المعارك وال
د عادل على
لنتدكر----الربيع الامريكى فى شمال افريقيا العربى كان صناعه امريكيه------الثورة السنيه فى سوريا مولدتها تركيا والولايات المتحده--الداعش موجود فى سوريا قبل تواجدها فى العراق بسنين----من صنع وجهز داعش بالاسلحه الثقيله هى تركيا والولايات المتحده؟؟؟؟------الا
محمد سعيد العضب
يبدو ان الجميع فشل في تشخيص العدو المهاجم .. هل هو فعلا ما يدعي من قبل الحكومة والقوي الداعمة من مدنيه او عسكريه داعش الوهم ام ان المسألة تتجاوز ذلك بكثير وان البلد يواجه تحديات التمام عسكري منظم من عتاه العهد الصدامي السابق وقياداته ال