TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلوا أُمّهات الضحايا

سلوا أُمّهات الضحايا

نشر في: 12 أكتوبر, 2014: 09:01 م

اليوم، ورغم ان شعبنا ووطننا بأرضه وسمائه، يدفعان الدم والخراب ثمنا لغطرسة حاكم فرض "البلادة" أسلوبا للحكم على مدى ثماني سنوات، نجد هناك من يبيع شعارات وطنية دون أن يكلفه احد ليهدد بقطع يد من تسول له نفسه دخول العراق لتخليصنا من داعش. حتى الذي كان سببا في قدوم الدواعش وتمكنهم من رقاب الناس واحتلال ثلث ارضه يريد من "دول الجوار والعالم ان ﻻ تتخذ ما يمر به العراق من أزمة، هو كفيل بمعالجتها، فرصة للتدخل في شؤونه الداخلية وهتك حرمة أرضه وسيادته". عن أي حرمة وسيادة يتحدث هذا النايم ورجلاه بالشمس؟
ما قاله هذا الذي منح الدواعش فرصة ليجربهم اهل الموصل حتى "يتوبوا"، كنا نسمعه من صدام يوم كان يملأ بطون الأرض بمقابرنا الجماعية ويهدد من يفكر بفك رقابنا من حباله. ومثلما كان حتى من يعارض صدام تنطلي عليه الحيلة ويرفع شعار "الحل الوطني" سبيلا للخلاص، اليوم أيضا هناك من عارض المالكي وشخص انه هو سبب الكارثة كلها لكنه يؤيده في منع كل من "تسول" له نفسه بتخليصنا من الدواعش.
قلنا لجماعة صدام بوقتها اشرحوا لنا معنى "الحل الوطني" لأننا نراه مثل "الطنطل" الذي شغلنا سنينا لكننا لم نره لا بالعقل ولا بالعين المجردة فاتهمونا باننا عملاء. وقلنا لهم أيضا ان التي لها الحق في رفض تدخل القوات الأجنبية لتخليصنا من صدام هي فقط تلك الام التي اعدم صدام خمسة من أبنائها بالناصرية.
واليوم نقول لكل من يتاجر باسم السيادة وحرمة الأرض ان اللواتي يحق لهن رفض تدخل القوات البرية لتطهير العراق من دنس داعش هنّ أمهات ضحايا سبايكر والصقلاوية وسبايا سنجار والجنود المحاصرون والناس الذين تضيّق عليهم داعش الخناق في الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى.
أنا مثلكم أيضا لا أتمنى دخول أي جندي أجنبي لأرضي لكني لو سقط ولدي ببئر وليس لدي حبل انقذه به فلا امانع أي يد تمد له الحبل مهما كان لونها أو دينها او مذهبها او عرقها.
أيها الضاحكون على الناس باسم "الوطنية"، اقولها جازما: لو كانت لكم أم بين أمهات الضحايا او أخت تباع سبية في أسواق النخاسة فهل حقا ترفضون من يأتي لإنقاذهن أمريكيا كان او غير امريكي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    اتحملوني شوية لان هذا ثاني تعليق لي معقبة لما جاء في مقال الكاتب والأديب هاشم العقابي مع عيدكم مبارك . عندي ملاحظة :- بما أنكم يا كتاب وأدباء صحيفة المدى الاشراف ولولا اني متأكدة من أنكم كلكم من اصول عراقية أصيلة انجبت رجال ونعم الرجال من أمثالكم اطلب منك

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram