يُعد الكاتب الفرنسي الراحل جيرارد دي فيليير Gerard de Villiers منشئ سلسلة روايات SAS الشعبية، التي غالباً ما يُنظر إلى بطلها النمساوي باعتباره جيمس بوند فرنسا الأدبي. و كان، بالاعتماد على شبكة من المصادر الاستخبارية حول العالم، مشهوراً بطريقته الغريب
يُعد الكاتب الفرنسي الراحل جيرارد دي فيليير Gerard de Villiers منشئ سلسلة روايات SAS الشعبية، التي غالباً ما يُنظر إلى بطلها النمساوي باعتباره جيمس بوند فرنسا الأدبي. و كان، بالاعتماد على شبكة من المصادر الاستخبارية حول العالم، مشهوراً بطريقته الغريبة في استباق الحوادث الفعلية، أو التنبّؤ بها. و قد توفي دي فيليير يوم 31/10 /2013 عن 83 عاماً، بعد مرض طويل. و كان يباع من رواياته التي تتّسم بالإثارة أكثر من 100 مليون نسخة حول العالم.
و يقول هيو شوفيلد مراسل البي بي سي بباريس إن الوسط الأدبي العالمي كان يزدري روايات دي فيليير، بخليطها من الأحداث الحركية و الجنس. لكن الشيء الاستثنائي هنا هو مقدار الدقة التي كانت تعكس بها الواقع الجغرافي السياسي، و تتنبأ به أحياناً في الواقع.
و قد تناول كتابه الأخير ( مجانين بنغازي The Madmen of Benghazi ) صعود التطرف الإسلاموي في ليبيا ما بعد القذافي، و ظهر قبل مقتل السفير الأميركي بشهور قليلة هناك.
و كان في عام 1980 قد استنبط حبكةً تدور حول اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، الذي اغتيل في السنة التالية بالفعل. و الحقيقة أنه كانت لدي فيليير ارتباطات جيدة للغاية مع المخابرات الفرنسية. بل أن وزيراً فرنسياً للخارجية قال مرةً إنه يقرأ روايات دي فيليير قبل الذهاب إلى بقعة مضطربة، من أجل أن يكتشف ما الذي يفكر الجواسيس الفرنسيين بأنه يحدث هناك. و قد تحدثت زوجة دي فيليير كريستين عن موته قائلةً : " لقد كان في الأسابيع الأخيرة واعياً لكنه ضعيف جداً. و ذلك هو الموت الذي لم يكن يريده على وجه الدقة. "
لقد أصبحت سلسلة روايات SAS لدى فيليير ظاهرة من ظواهر النشر في فرنسا، و ألمانيا، و روسيا، و تركيا، و اليابان. و كان نجم هذه السلسلة أرستقراطيا نمساويا معاديا للشيوعية يدعى مالكو لينج ، كان يعمل كوكيل مستقل لوكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA. و تأتي الحروف الأولى لهذه السلسلة SAS من (Son Altesse Serenissime ) التشريفية لبطلها لينج، و تعني : صاحب السمو الجليل.
و يمكن القول إن دي فيليير قد استلهم جيمس بوند بطل روايات الكاتب البريطاني إيان فليمنغ لكنه كان يشعر بأن لا أحد سيؤمن ببطل تجسس فرنسي ــ و لهذا ابتدع بدلاً من ذلك شخصية مالكو لينج، كما يقول شوفيلد، مراسل البي بي سي. و هكذا كانت رواياته بأغلفتها التي تُظهر امرأةً شبه عارية تحمل بندقيةً تُعرض في واجهة مكتبات محطات السكك الحديدية و تبيع ملايين النسخ. و كان دي فيليير يضخ من الكتب ، بدءاً من عام 1965، ما معدله أربعة في السنة الواحدة. و كان كتابه الـ 200 و الأخير في هذه السلسلة ( انتقام الكرملين ).
و لقد أقر دي فيليير في مقابلة في العام الماضي بعمله المهني قائلاً " لم تكن لدي أية ادعاءات بكوني كاتباً أدبياً. فأنا أعتبر نفسي قاصّاً يكتب ليسلّي الناس. "
عن: BBCNews