تضمن المنهاج الثقافي لنادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين السبت قبل الماضي قراءات لعدد من الشاعرات بينهن مواهب ارتقت منصة الجواهري لأول مرة لتعبر عن مكنوناتها واضعة أولى خطواتها على طريق التألق والإبداع. وبيّن مقدم الحفل الدكتور جاسم بديوي
تضمن المنهاج الثقافي لنادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين السبت قبل الماضي قراءات لعدد من الشاعرات بينهن مواهب ارتقت منصة الجواهري لأول مرة لتعبر عن مكنوناتها واضعة أولى خطواتها على طريق التألق والإبداع. وبيّن مقدم الحفل الدكتور جاسم بديوي "اننا سنعانق ألق الحرف وتوهجه من خلال جلسة مميزة، أباحت مسوغات قبلية وثقافية وسياسية ملحة لتثويرها." وقال: "في هذه الأصبوحة سيتم تهشيم نظام القبيلة الثقافية الجديدة الذي تفرضه علينا الساحة." موضحاً ان الكثير من الشعراء الذكور يفرضون رؤى معينة وقوالب لما يجب ان تكتب عليه المرأة، متجاهلين انها كائن حر له أحاسيسه ورؤاه في الكتابة، فلا يجب ان نقيم وصاية عليهن في هذا المجال. مشيراً الى ان الشاعرات اللاتي سيلقين قصائدهن الآن ينتمين الى أجيال واتجاهات ومدارس مختلفة، وتجربتهن أغنت المشهد الثقافي.
ومع لواعج الألم لما قتل ومات داخل النفس الانسانية، فنتجت عنه تراكمات تدعو للثأر والتغيير الذاتي، عبرت مشاعر الدكتورة (راوية الشاعر) عن إصرارها متلمسة من خلال الشعر طريقها للارتقاء والتطور" لن أموت في قعر الزجاجة ـ ورذاذ حرفي المعتق يذهل ذكور خلاياك".. وضمّنت الشاعرة (آية منصور) قصيدتها "تأنيب ضميري" عتاباً شفافاً من المحبة للوطن وما يعج فيه من اضطرابات تكاد تشل حركة مفاصل الحياة وتلقي بظلالها على مستقبل الانسان، "اجعل رأسي كرة وألقي في زاوية الغرفة به ـ لأشعر بألم الكرة وهي تركل من مؤخرتها كل يوم بضوء قدمي".. وبصوت نجفي عذب اللحن عميق المعنى مؤثر الوقع صدحت الشاعرة (أسرار العكراوي): "في ذمة الشعر ما قد ضاع من عمري ـ وشارد الوحي مما جاء في صوري ـ وجذوة من فؤادي بحت اطلقها فخلفتني رماداً ـ تتلو على الشوك لحن الورد اغنيتي" بوح ذاتي يختزل العالم، معلناً عن رفضه للانزواء، ولما يوجه له من ملام واتهام. وتؤكد الشاعرة تمردها الجميل: المرأة ليست هي الكائن الذي اخرج آدم من جنته، ولا ذنب لها في الحروب والنزاعات، بل هي شريكة في الحزن والفرح والإغواء، وفي الوقت ذاته هي التي تصنع السعادة بعطائها وتضحيتها.. حواء أعطت للبشرية الكثير فلا تستحق ان يقال عنها بانها سبب إغواء آدم وإخراجه من الجنة، وبذلك نجد الرجل يتنصل من جريمته ويلقي بالتبعات على المرأة.
فيما عبرت قصيده الشاعرة (ابتهال بليبل) "دمية عالقة في أسلاك شائكة" عن الموت المعنوي للانسان من خلال همومه وذكريات طفولته التعيسة في محاولة سحبها لأجوائنا الحالية وما يعج فيها من مشاهدات بصرية قاسية يعاني المجتمع آلامها" طفلة كنت ـ يتجمع أطفال الجيران حولي ـ بالطباشير ارسم مربعات أيامي واكتب أرقامها ـ ثم اقفز بينها ـ ومع كل قفزة أمحو العمر اكثر."
فيما تضمنت قصيدة الشاعرة (ليلى الخفاجي) وصفاً لامرأة سومرية الأصول وبابلية الجذور وشمتها عشتار بعلامات الجمال الروحي والجسدي." حين يحرك دجلة مزاميره الشعرية ـ يتمايل الفرات طرباً ـ وترقص عشتار على عزف قيثارة سومرية."
