TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انتهاء الصلاحية

انتهاء الصلاحية

نشر في: 12 أكتوبر, 2014: 09:01 م

الأشخاص( بأعمارهم وقدراتهم وعطاءاتهم ) ، كما الأدوية، كما المياه المعلبة ( المخزونة ) ، كما الأفكار الطفح ، كما الأيدولوجيات المرحلية ، كما .. وكما ، كلها لها عمر زمني محدد ،ينتهي فيه  مفعولها الإيجابي ، وبالتالي  تنتهي وتنتفى صلاحيتها للاستعمال!
قد تغدو بعض الحالات المتمثلة بالأشخاص ، عبئا ثقيل  الوطأة ، بالغ  الضرر .
وقد تتحول بعض الأدوية  والأغذية سما زعافا ، لو تم  تعاطيها عن  عمى او جهالة .
مناسبة ومحور الحديث عن انتهاء  الصلاحية ، يظهر جليا بما نتلمسه لمس اليد والذهن في حلبة المعترك السياسي الراهن ، فالسياسي - سيما الفاشل - المرعوب من مساءلة تنوشه، يتشبث بحشية كرسي السلطة. بمسانده ، بقوائمه ، بالامتيازات التي  يرتجيها من ضرعه ، حتى آخر زفرة من رئتيه . ولا يقر او يعترف  بقانون إنتهاء الصلاحية — الذي كان يؤمن به ، بل يباركه قيل الإمساك بصولحان الحكم  .
معظم الساسة - سيما في دول العالم النايم ٠(اقصد ما اطلق عليه سابقا : النامي ) ، من ادرك ، وبوعي محسوب ، إن عليه آن يترجل في الوقت المناسب ، قبل ان ينفق - يموت - حصانه  إعياء ، او تتحطم العربة بعجلاتها وحوذيها وركابها والمتشعبطين بمؤخرتها. والنافثين دخان البخور  لمسيرتها .
الأمثلة - سيما في عالمنا العربي - اكثر من ان يشار إليها في هذي العجالة، الاستثناء الوحيد ، كان الرئيس السوداني سوار الذهب ، الذي تسلم الحكم في السودان ، وسلم المقاليد طواعية ، وبسلاسة لمن جاء عقبه .
والأمثلة - هنا - تضرب ويقاس عليها ،  فلو لم يستأثر حسني مبارك بكرسي الحكم ، لو لم يستجب للرغبة العارمة بتوريث نجله ، لو قنع بما غنم واغتنم ، لو ترجل في الوقت المناسب ، آما كان اكرم له وأولاده وأسرته من هذي النهاية المأساوية التي انتهى اليها : مسجونا  مسجى على سرير نقال ،معروضا للفرجة ، بعدما  كانت مصر كلها ،  ملاذا له وملاعب ؟
والأمثلة - تكرارا - تضرب ويقاس عليها ، فما جرى في العراق ، وزحزحة الرئيس السابق -  المالكي -عن كرسي الولاية الثالثة ، قسرا . تعيد للأذهان سطوة قانون انتهاء الصلاحية ، رغم  حنكة  بعض  الساسة  بقواعد القراءة  الخلدونية ،  لكن جهلهم  المطبق بقراءة تاريخ انتهاء الصلاحية، قد يورثهم الهم والغم ويوردهم موارد الهلاك ، ويرغمهم على الانصياع لتقاليد وقوانين اللعبة  : لعبة الأزل والأبد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram