التاسع من حزيران نكبة عراقية بامتياز ، أصبحت ماركة مسجلة باسم صاحبها المعروف للقاصي والداني ، فمجزرة سبايكر، وخضوع مدن محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وبعض أجزاء ديالى لسيطرة الجماعات الإرهابية ، تندرج ضمن منتوجات الماركة ، ومن يقف وراءها واحتفظ بموقعه بقيادة الميمنة بالجيش ثم أحيل الى التقاعد من دون مساءلة وعدالة ومحاسبة واستجواب سيكون اشبه بمن "تأبط سرا " وضعه في صندوق اسود يحتاج الى قرار من مجلس الامن لكشف محتوياته ، وفضح " رجال النكبة " وتقديمهم للقضاء.
اهالي ضحايا سبايكر ، طالبوا بمحاسبة القادة العسكريين المقصرين المسؤولين عن مقتل ابنائهم، وعلى الطريقة العراقية في تسويف الامور وامتصاص الغضب الشعبي شكلت اللجان ، ولم يتم حتى الان تحديد موعد لاعلان النتائج ، وما يخشاه المنكوبون ان تعلق القضية برقبة شخص "تأبط سرا " احيل الى التقاعد ، وتوفرت له الفرصة للسفر الى الخارج والاقامة بعاصمة عربية ليتعاقد مع فضائية بصفة خبير عسكري ، لتحليل حرب التحالف الدولي ضد الارهاب .
المجتمع الدولي اعلن دعم العراق في حربه ضد الارهاب ، وبدأت الطائرات الاميركية تقصف مواقع منتخبة في سوريا ، ورحبت دمشق باي جهد يسعى للقضاء على الارهاب ، فيما شهدت الساحة العراقية مواقف ترفض التدخل الخارجي و"مصادرة سلاح المقاومة " ولوحت بخوض منازلات جديدة ضد المحتلين دفاعا عن السيادة الوطنية ، وعلى هذا الايقاع من "الملخيات" وارتفاع الاصوات المعارضة لخطوات الحكومة الجديدة في التحرك على المجتمع الدولي لضمان استقرار امن المنطقة ، هناك من استل سيفه ، ووقف على رابية بجوار المنطقة الخضراء وأخذ يلوح بخوض منازلات تاريخية جديدة .
اصحاب السيوف من احفاد عنترة بن شداد بحاجة الى من يذكرهم بان مستجدات الاحداث تفرض في بعض الاحيان التنازل عن جزء من الثوابت ، فوزير الخارجية السعودي مثلا وجه دعوة لنظيره الايراني لزيارة الرياض ، ويوم اتهم بشار الاسد بانه يقف وراء تصدير الارهابيين الى العراق ، وتنفيذ تفجيرات وزارتي الخارجية والمالية، طالب احفاد عنترة باحالته الى محكمة دولية ، وسرعان ما تخلى الفرسان عن مطالباتهم، وبزاوية مقدارها 180 درجة ، بجهود من "تأبط سرا " وجولاته المكوكية بين بغداد ودمشق .
النكبات العراقية ترتبط بنشاط مشعلي الحرائق توفرت لهم ارضية مناسبة وظروف ملائمة ودعم من كان بيده حق اصدار القرار" تأبط سرا " وبهذه المعادلة حلت الكارثة ، ولا يوجد في الافق مايشير الى تفادي اضرارها او في اقل تقدير يحدد مكان خطورتها ، ليستعد لها العراقيون وبضربة رجل واحد ، يفتحون صفحة جديدة في التاريخ ، ويشعلون صفحة من "تأبط سرا " وبطانته من فرسان "كتيبة الملخيات " المدرعة المختصين بخوض الحروب الصوتية .
تأبط سرا
[post-views]
نشر في: 12 أكتوبر, 2014: 09:01 م