أقولها بكل أسف وكأني بلسان حال الكثير ممن استغربوا حال كرة القدم العراقية ما وصلت إليه من حالة البؤس التي جعلت من دورينا دورياً فقيراً بائساً لا يضاهي أضعف دوريات المنطقة بعد أن كان الدوري العراقي تضرب به الأمثال إبان الحقبة الماضية التي كانت فرقنا تعجّ بخيرة لاعبي الأجيال الذهبية ، والدوري كان أشدّ سخونة وأقوى وطأة ويسير بكل انتظام من دون أية قرارات كتلك التي نسمعها يومياً من قبل اتحاد الكرة الذي بات لا يقوى على إقامة دوري أسوة ببقية اتحادات العالم. بعدما تلكأ اتحادنا الموّقر بتنظيم دوري اعتيادي من دون أية انجازات أخرى لكنه للأسف لم يقو على إقامة الدوري ليصار الأمر إلى دوري مجموعات كما كنا قبل موسمين وحتى دوري المجموعات لم ينجح اليوم بعد أن أكلت من جرفه التأجيلات ليصبح بائساً بكل ما تعنيه تلك المفردة من معاني البؤس .
سمعنا وعوداً وأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان إبان فوز النخبة الجديدة من رجال اتحاد كرة القدم وجعلونا نرى الحياة وردية خلال الفترة المقبلة لكننا للأسف فوجئنا إننا لم نصل إلى ما وصل إليه الاتحاد السابق الذي وجهنا جميعاً أصابع الاتهام له على خلفية عدم انسيابية مباريات الدوري وضعف مستوى الكرة خصوصاً في التصنيف العالمي ، لكننا لم نأبه إلى الحال الذي وصلت إليه الكرة العراقية اليوم التي أتوقع إزاءها لدورينا عدم الاستمرار بعد أن فوجئنا أن هناك أندية لم تخض أية مباراة حتى الآن وقطار الدوري وصل محطته الثالثة وستنتهي اليوم أو غداً.
أيّ دوري هذا ؟ ولم تخض الفرق خلاله سوى مباريات معدودة جرفتها رياح التأجيل التي راحت ضحيتها إدارات الأندية التي صرفت أموالاً طائلة على لاعبيها ومدربيها خصوصاً المحترفين منهم الذين يرتبطون بمواعيد ثابتة لا يمكن بأي حال من الأحوال تغييرها فهناك التزامات لدى الطرفين ، فضلاً عن الإحباط الذي خيّم على الأندية وجماهيرها التي تمني نفسها بمشاهدة ولو مباراة واحدة تعيدنا إلى الزمن الجميل عندما كان ملعب الشعب يزدحم بالجماهير التي تغصّ به مدرجاته والبعض لم يتسن له متابعة المباراة ليبقى طوال وقتها يفترش الطرقات والحدائق القريبة من الملعب .
هكذا كانت كرتنا تزهو بخير لكنها اليوم أجهلت طريقها حقا بعد أن بات المسؤولون عليها لا يعون جيداً قيمتها الحقيقية ليتلاعبوا بمقدرات من هم يدحرجونها بين أقدامهم ليقف الآخرون متفرجين لا يقوون على فعل أي شيء إزاء تلك القرارات الجائرة من لدن قادتها خصوصاً إن مردود تلك القرارات سيكون سلبياً بكل الأحوال كونه أحبط عزيمة أولئك اللاعبين بعد أن أوصلوهم مدربوهم إلى الفورمة والجاهزية التي تؤهلهم لخوض منافسات ذلك الدوري الذي لا أتوقع انه سيستمر أو حتى إن يصل إلى نهاية المرحلة الأولى في ظل هذا التخبط الواضح باتخاذ القرارات، وإلا بماذا يفسر تأجيل مباريات الفريق الذي لديه لاعبون أو ثلاثة ضمن صفوف المنتخب الوطني؟ وما بال 27 لاعباً البقية ، هل أنهم غير قادرين على قيادة الفريق إلى برّ الأمان ، ولماذا توقعت أنديتنا 30 لاعباً إذا كانت المباراة تؤجل عند غياب 3 لاعبين فقط ؟ أفتونا يا أهل العلم عسى أن نجد مبرراً يُقنعنا.
أيّ دورٍي هذا؟!
[post-views]
نشر في: 13 أكتوبر, 2014: 09:01 م