TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أيّ دورٍي هذا؟!

أيّ دورٍي هذا؟!

نشر في: 13 أكتوبر, 2014: 09:01 م

أقولها بكل أسف وكأني بلسان حال الكثير ممن استغربوا حال كرة القدم العراقية ما وصلت إليه من حالة البؤس التي جعلت من دورينا دورياً فقيراً بائساً لا يضاهي أضعف دوريات المنطقة بعد أن كان الدوري العراقي تضرب به الأمثال إبان الحقبة الماضية التي كانت فرقنا تعجّ بخيرة لاعبي الأجيال الذهبية ، والدوري كان أشدّ سخونة وأقوى وطأة ويسير بكل انتظام من دون أية قرارات كتلك التي نسمعها يومياً من قبل اتحاد الكرة الذي بات لا يقوى على إقامة دوري أسوة ببقية اتحادات العالم. بعدما تلكأ اتحادنا الموّقر بتنظيم دوري اعتيادي من دون أية انجازات أخرى لكنه للأسف لم يقو على إقامة الدوري ليصار الأمر إلى دوري مجموعات كما كنا قبل موسمين وحتى دوري المجموعات لم ينجح اليوم بعد أن أكلت من جرفه التأجيلات ليصبح بائساً بكل ما تعنيه تلك المفردة من معاني البؤس .
سمعنا وعوداً وأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان إبان فوز النخبة الجديدة من رجال اتحاد كرة القدم وجعلونا نرى الحياة وردية خلال الفترة المقبلة لكننا للأسف فوجئنا إننا لم نصل إلى ما وصل إليه الاتحاد السابق الذي وجهنا جميعاً أصابع الاتهام له على خلفية عدم انسيابية مباريات الدوري وضعف مستوى الكرة خصوصاً في التصنيف العالمي ، لكننا لم نأبه إلى الحال الذي وصلت إليه الكرة العراقية اليوم التي أتوقع إزاءها لدورينا عدم الاستمرار بعد أن فوجئنا أن هناك أندية لم تخض أية مباراة حتى الآن وقطار الدوري وصل محطته الثالثة وستنتهي اليوم أو غداً.
أيّ دوري هذا ؟ ولم تخض الفرق خلاله سوى مباريات معدودة جرفتها رياح التأجيل التي راحت ضحيتها إدارات الأندية التي صرفت أموالاً طائلة على لاعبيها ومدربيها خصوصاً المحترفين منهم الذين يرتبطون بمواعيد ثابتة لا يمكن بأي حال من الأحوال تغييرها فهناك التزامات لدى الطرفين ، فضلاً عن الإحباط الذي خيّم على الأندية وجماهيرها التي تمني نفسها بمشاهدة ولو مباراة واحدة تعيدنا إلى الزمن الجميل عندما كان ملعب الشعب يزدحم بالجماهير التي تغصّ به مدرجاته والبعض لم يتسن له متابعة المباراة ليبقى طوال وقتها يفترش الطرقات والحدائق القريبة من الملعب .
هكذا كانت كرتنا تزهو بخير لكنها اليوم أجهلت طريقها حقا بعد أن بات المسؤولون عليها لا يعون جيداً قيمتها الحقيقية ليتلاعبوا بمقدرات من هم يدحرجونها بين أقدامهم ليقف الآخرون متفرجين لا يقوون على فعل أي شيء إزاء تلك القرارات الجائرة من لدن قادتها خصوصاً إن مردود تلك القرارات سيكون سلبياً بكل الأحوال كونه أحبط عزيمة أولئك اللاعبين بعد أن أوصلوهم مدربوهم إلى الفورمة والجاهزية التي تؤهلهم لخوض منافسات ذلك الدوري الذي لا أتوقع انه سيستمر أو حتى إن يصل إلى نهاية المرحلة الأولى في ظل هذا التخبط الواضح باتخاذ القرارات، وإلا بماذا يفسر تأجيل مباريات الفريق الذي لديه لاعبون أو ثلاثة ضمن صفوف المنتخب الوطني؟ وما بال 27 لاعباً البقية ، هل أنهم غير قادرين على قيادة الفريق إلى برّ الأمان ، ولماذا توقعت أنديتنا 30 لاعباً إذا كانت المباراة تؤجل عند غياب 3 لاعبين فقط ؟ أفتونا يا أهل العلم عسى أن نجد مبرراً يُقنعنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram