قالت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس إن الولايات المتحدة لم تر إشارة قاطعة إلى وجود انتقال للسلطة في كوريا الشمالية، في وقت لم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية عن أنشطة للزعيم كيم جونغ أون منذ أسابيع.
وأثار غياب كيم (32 عاماً) منذ 38 يوماً، عن المناسبات العامة تكهنات بشأن وضعه الصحي وما إذا كان قد همش في صراع على السلطة في نظام معروف بسيرته وتكتّمه.

وقالت رايس في مقابلة بثت الأحد في برنامج "واجه الصحافة" في شبكة "إن. بي. سي" التلفزيونية "بوضوح وبحرص جدا نتابع ما يحدث في كوريا الشمالية. لم نر أي إشارات لوجود انتقال للسلطة في هذه المرحلة في كوريا الشمالية نعتبرها قاطعة ولكن سنواصل المتابعة بحرص".

ولم تشر وسائل الإعلام الكورية الشمالية التي عادة ما تنشر أنشطة الزعيم الكوري بالتفصيل إلى ظهور كيم في أي مناسبة عامة منذ حضوره حفلا موسيقيا في الثالث من أيلول.

ولم يشارك كيم بشكل خاص في مناسبتين رئيسيتين في البلاد هما ذكرى تأسيس حزب العمال الحاكم في 10 تشرين الأول الجاري وذكرى تأسيس كوريا الشمالية في 9 أيلول الماضي، واعتبر بعض المراقبين هذا الغياب مؤشراً على احتمال وجود فوضى سياسية وراء الكواليس.

وكان مصدر قريب من القيادة في كوريا الشمالية قال لـ"رويترز" في الأسبوع الماضي إن كيم ما زال يسيطر بحزم على مقاليد الأمور في البلاد ولكنه أصيب في ساقه خلال متابعته لتدريب عسكري.

وفي سياق متصل قال مصدر كوري شمالي، أمس الاثنين، في تصريح لصحيفة "جونج أنج إلبو" اليومية الكورية الجنوبية، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خضع لعملية جراحية فى كاحله قبل شهر وأنه يتماثل للشفاء في عقار خاص شمال العاصمة الكورية الشمالية، بيونج يانج. وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن السلطات الأمريكية والكورية الجنوبية أفادت بأن كيم، الذي اختفى عن الأنظار منذ 39 يوما، يخضع حاليا لإعادة تأهيل بدني في عقار على جبل جامو في مدينة سانتشون جنوب مقاطعة بيونغان وأنه لا توجد دلائل على أن حكمه تحت التهديد. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله "في منتصف الشهر الماضي، خضع كيم لعملية جراحية فى الكاحل على يد طبيب فرنسي في عيادة بنغوا في بيونج يانج" .. مشيرا إلى أنه تم معالجته من أمراض جلدية أسفل قدميه. وأوضح المصدر "توصلنا إلى نتيجة أنه لا يوجد أي دليل على كون (كيم جونج أون) ميتا أو في حالة حرجة كما تزعم بعض الشائعات. وبالمثل، ليس هناك معلومات استخباراتية حول انه كان يعالج من اي مرض أكثر خطورة من العمليات الجراحية في (الكاحل والقدمين).

ويشير مؤيدو نظرية وجود صراع على السلطة في كوريا الشمالية، إلى زيادة الانزعاج بين أعضاء النخبة السياسية في بيونغ يانغ الذين بدأوا يتضررون من تشديد العقوبات الدولية والتي تعيق أكثر فأكثر وصولهم إلى الكثير من الامتيازات مثل السلع الفاخرة التي تزداد ندرة في البلاد.