ضيف نادي السينما في جمعية الثقافة للجميع وضمن منهاجه الاسبوعي الناقد السينمائي محمد الرشيد للحديث عن فيلم "غير صالح للعرض" للمخرج عدي رشيد.. وقبيل عرض الفيلم اوضح مقدم الجلسة الفنان سعد نعمة ان مخرجه من مواليد بغداد 1973، تولع بالسنما منذ صغره، ترك ا
ضيف نادي السينما في جمعية الثقافة للجميع وضمن منهاجه الاسبوعي الناقد السينمائي محمد الرشيد للحديث عن فيلم "غير صالح للعرض" للمخرج عدي رشيد.. وقبيل عرض الفيلم اوضح مقدم الجلسة الفنان سعد نعمة ان مخرجه من مواليد بغداد 1973، تولع بالسنما منذ صغره، ترك الدراسة الجامعية في المرحلة الثانية لاكتشافه بانها لا تلبي طموحه، واستطاع ان يصبح مخرجاً بعد ان خاض اكثر من تجربة.
وأوضح الناقد السينمائي محمد الرشيد ان فكرة الفيلم تتناول الايام المضطربة التي اعقبت سقوط صدام، وتركز على تلاحم الاصدقاء وافراد الأسرة لمواجهة تعقيدات واقعهم الذي يخيم على اجوائه شبح الموت، ومن خلال ذلك يضعنا المخرج عدي رشيد بين أربع قصص متداخلة هي الجندي المصاب الهارب من الحرب، ولأنه ليس من الحرس الجمهوري لم يجد احداً يعتني به سوى المجنون ناصر الذي يجد سلوته في تسيير الاكياس البلاستكية في ماء النهر، لكنه حين يعثر على هذا الجندي يكتشف قيمته وحسه بالمسؤولية. اما القصة الثانية هي علاقة المخرج حسن الذي يمثل دوره سمر قحطان مع بائع الصحف باسم الطيب، والانتقالة الذكية في محور حديثهما هو بيان اهتمام الناس في النظر الى صورة صدام بالصحف، في حين نجد البائع منشغلاً بالنظر الى حذائه الممزق. وبتصوري ان عدي رشيد كان يستشرف من خلال حبه لبغداد ونهر دجلة ما سيحدث من فوضى تقلب المفاهيم في محاولة لتفكيك وعي الانسان واعادة بنائه. والقصة الاساسية في سيناريو الفيلم هي المشكلة بين المخرج وزوجته المعلمة ميسون والتي يحيطها باهتمام يمنعها من مغادرة البيت والخروج لممارسة عملها التعليمي بحجة الوضع الامني وما يجري في البلاد من قتل وخطف ومساومات، بينما هو نجده يخرج لتصوير مشاهد الدمار التي خلفتها الحرب وحال الناس ومعاناتهم ومن ضمنهم القتلى الذين يدفنون على الارصفة كجزء من الواقع.. مشيراً لاحتواء الفليم على حالة لبس ما بين الروائي والوثائقي من ناحية الرؤية الاخراجية وذلك لكون المخرج استعان كثيراً بالمادة الوثائقية كالحرائق وتصوير الاميركان في محاولة لاستثمار هذه الوثائق لصالح الرواية. موضحاً انه قد نجح باخراج عمل موفق، كما نجح في فيلم كرنتينا الذي يجسد حالة أربعة اشخاص من عائلة واحدة بينهم بنت تعاني من مرض نفسي وبسببه لا تستطيع التكلم، يعيشون في ظل أب يقسو عليهم وخاصة أمهم التي تعد اكثر المتضررين من معاملته، وبينهم طفل يدرس صباحاً ويعمل ماسحاً للاحذية في المساء، كذلك بينهم شاب يفشل في دراسته وفي زواجه يكرهه ابوه ولا يرحب به حتى ينتهي به الأمر ليصبح قاتلاً مأجوراً لاحدى العصابات فيقتل من يؤمر بقتله. ويختم حديثه بالقول: عدي فنان مبدع لكنه للاسف لم يمنح اهتماماً ولا حتى فرصة للمشاركة في افلام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية.