سيدات يعملن في بيع وشراء العقارات وأخريات دخلن عالم المناقصات التجارية، وغيرهن انشأن شركات استثمارية واستيراد وتصدير وأعمال أخرى ذات طابع ربحي، أعمال كانت حكرا على الرجال فقط.. ليبدو عمل المرأة وتحديدا سيدات الاعمال مغامرة قد لا ترضي مجتمعا تعا
سيدات يعملن في بيع وشراء العقارات وأخريات دخلن عالم المناقصات التجارية، وغيرهن انشأن شركات استثمارية واستيراد وتصدير وأعمال أخرى ذات طابع ربحي، أعمال كانت حكرا على الرجال فقط.. ليبدو عمل المرأة وتحديدا سيدات الاعمال مغامرة قد لا ترضي مجتمعا تعايش مع عادات وتقاليد قسمت الاعمال الى رجالي والآخر نسائي.
تسرد سيدة الأعمال نوال محمد تجربتها قائلة "لقد واجهت الكثير من التحديات وتحديدا في المناقصات التي باشرت العمل فيها، إذ توجه إلي العديد من التساؤلات التي تسيء للمرأة العاملة في هذا المجال"، مشيرة إلى أن "الأسئلة التي تطرح دائما ما تتعلق بحياتي الشخصية مثلا هل أنت متزوجة هل لديك أولاد، وإذا متزوجة لماذا تعملين في اعمال هي حصرا على الرجال؟، وما هو عمل زوجك ؟!. كما وتكون بعض الأسئلة مصحوبة باقتراحات منها لما لا تعملي في التعليم أو الصحة وهكذا".
الثقافة والتعليم
وعلى ما يبدو فإن الطابع الذكوري هو الغالب على العمل لكن تبقى لغة الأموال هي الأهم في النهاية، مع الاموال ليس مهما اذا كان صاحبها رجلا أو امرأة. هذا ما أشارت اليه سيدة الاعمال زينب الحسني التي قالت "تصنف الشركات ومدى قبولها للمرأة الى اقسام تعود الى درجتها الثقافية والتعليمية مثل شركات النفط والاستثمار الطبي حيث يكون تعامل المرأة مع شريحتي الأطباء والصيادلة أكثر قبولا، وكذا الحال في تجارة الأدوية لتمتعهم بمستوى جيد من الثقافة والتعليم، في حين ينحدر هذا التعامل في مجال العمل بالعقارات إلى أسفل القاع، لأن أغلب العاملين في هذا الشأن قد لا يجيد القراءة والكتابة، كما أن الكثير منهم تدرج في هذه المهنة من عامل بناء بسيط إلى مقاول. الحسني ترى أن هذه الشريحة تفتقد للأساليب الحضارية في التعامل مع المرأة، كونهم ينظرون إليها من داخل المنزل مهمتها الإنجاب والخدمة فقط. لافتة في الوقت نفسه إلى أنه قد تستطيع المرأة الدخول في مجال التجهيز العقاري لكن يبقى من النادر العمل بمفردها، إذ من اللازم ان يكون لها شريك او تعمل مع العائلة او مع زوجها".
كسر الحواجز
دخول المرأة العراقية الى مجال الاعمال بعد عام 2003 لا يزال حكرا على فئة معينة من النساء، حسبما تشير مديرة معهد المرأة القيادية أسماء حميد، لافتة إلى أن المرأة العراقية تمكنت ألان من طرق بعض المجالات التي كانت حكرا على الرجال واستطاعت كسر الحواجز التي وضعت أمامها، بالإضافة الى ان هناك نساء استطعن التفوق على الرجال. موضحة أنه برغم من استعانة المرأة بالرجل في بعض الحالات كقضايا التسجيل والشركات بغية تجاوز بعض الأمور، إلا أن هذا لا يعني أنها غير قادرة.
الاستعانة بالمرأة
الواقع يوضح أنه لا توجد امرأة تعمل بمفردها فأن كانت من عائلة تمتهن التجارة ولظروف معينة دخلت المرأة ذات المجال او ورثت عمل زوجها بعد وفاته، حسبما يقول مدير غرفة تجارة بغداد رعد عبد جودت، مؤكدا أن عدد سيدات الإعمال في العراق محدود جدا، مشيرا إلى أن هذا الامر ليس له دخل بالتحديات الامنية لان سلبيات هذا الوضع تعود على الرجل قبل المرأة، موضحا أن العمل مع المرأة يسير بيسر اكبر ويختلف عن الرجل لكونها أكثر صبرا وتنجز عملها دون إشكاليات، مضيفا ان أغلبية رجال الأعمال يستعينون بالمرأة في مجال العلاقات العامة والأمور القانونية وبخاصة عندما يكون العمل مرتبطا بدوائر الدولة، والمعاملات التجارية حيث تقودها النساء لتمتعهن بدبلوماسية اكبر من الرجل.
ظاهرة ايجابية
وحاليا، لا يمكن تطبيق عبارة "سيدات الإعمال" على واقع المجتمع العراقي، لأن الاعمال التي تمتهنها النساء لا تتناسب مع المعنى الحقيقي لهذه العبارة، ففي العادة يكون لسيدات الأعمال مستوى دخل مرتفع او رؤوس اموال كبيرة...الخبير الاقتصادي ضرغام محمد يرى دخول المرأة الى القطاع الخاص خطوة مشجعة لتكون قادرة على المنافسة في السوق، مشيرا إلى أن عمل العنصر النسوي ظاهرة ايجابية للاقتصاد العراقي، لان العقل النسوي لا يقل عن عقل الرجل اذا لم يتفوق عليه في بعض الجوانب الاقتصادية، فضلا عن أن المرأة اكثر مصداقية في التعامل التجاري من الرجل.