اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > حقي الشبلي موضوعاً مسرحياً

حقي الشبلي موضوعاً مسرحياً

نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 04:18 م

د.عقيل مهدي يوسف لانريد ان تضاعف صورة مكررة عن فناننا الراحل (حقي الشبلي) انما نذكر امانة للتاريخ، بعض ما نعرفه عنه، بعد ان ودعنا وذهب كريما بروحه السمحة. ما كان الراحل فردا داخل تجربة مقطوعة، او ذاتا بلا تاريخ، انما كان عنصرا مؤثرا لاجيال مسرحية مختلفة، ولو تجاوزنا عام 1913 حيث ولد في ببغداد بمنطقة (الحيدر خانة)
من اسرة متوسطة الحال ومحافظة الى عام 1926 عندما زار (جورج ابيض) العراق، لاصبح بامكاننا تأشير بداية زمنه الفني الذي جعله يؤسس ومجموعة من اصدقائه، فرقته (الوطنية التمثيلية) بعد تسع سنوات، ويقوده طموحه الى مصر لدراسة المسرح، ويرجع الى العراق، ويوفد الى باريس، ليعود ثانية مؤسسا: لقسم المسرح في معهد الفنون الجميلة (1940) وللفرقة القومية للتمثيل، وللرقص الشعبي، ويطمح لتأسيس مسرح اوبرالي غنائي ولكن!!. كان للرجل اجتهاده الخاص في فهم معنى الفن لاسيما في جانبه الاخلاقي الذي نظرت اليه الواقعية النقدية، لقد حفل مسرحه بالقياصرة والسلاطين والحكام من جهة وبالبؤساء والمضطهدين من جهة ثانية، اما قصته مع الممثلات فتطول منها ما يتعلق بصعوبة العثور على عنصر نسوي للمسرح، ومنها ما يتعلق باجورهن!! في جو غائم كهذا يتحالف شباك التذاكر الشحيح مع الزوابع لتجعل من مسرحه قاعا صفصفا (كالذي حدث في عروض يوليوس قيصر) حين اقتلعت خشبة المسرح واجهزة الاضاءة البدائية، لتلقي بأتعابه بعيدا، مما اضطر والده الى تهديده بالقتل جزاءا وفاقا لما سببه للعائلة من احراجات!! ولكن سرعان ما هدأت سورة الغضب بعد ان سمع والده باهتمام الحكومة وارسالها الابن الى (باريس) حينئذ كانت باريس ذاكرة ملعونة من العجائب الابداعية، اما في المسرح فهناك المجدد الكبير (لوي جوفيه) و(ووني دونيس) و(بول آرام) و(السير شاشان) و(مدام دي كولن بيه) حدثني مرة بشغف بالغ عن استاذه (دونيس) بعدما انهى حقي دراسته كيف كتب له قصاصة ورق في احدى الليالي الشتائية الباريسية توصية لاحد معارفه من اصحاب المكاتب لتزويده بكتاب شامل عن ازياء وتاريخ المسرح، هذا الكتاب كان قد اوصاه باقتنائه صديقه واستاذه – كما كان يقول حقي – الفنان زكي طليمات- ليبقى فيما بعد سفر العمر الى ان عاجلته المنية. وحتى تكتمل الصورة فلا بأس من الاشارة الى وجهات نظر متعددة لتدوين جهود الرجل في المسرح.. فمنهم مثلا من يصب اهتماما كبيرا على اسباب ترشيحه للبعثة الدراسية دون سواه، وكذلك الحال في اسباب انقطاع حقي عن النشاط الفني لا الاداري.. اننا لم نعرف (حقي) بشكل مباشر الا عن طريق احاديث اساتذتنا المتفرقة عنه، او عن طريق ماكان يقدمه من جهود فاضلة لحركة مسرحنا العراقي الباحث (المفرجي) بمعارض فوتوغرافية ووثائقية، او في اذاعة اخبار مسرحنا، ومنها اخبار (حقي) مقروءة ومسموعة، وكذلك ما يذكره الدكتور علي الزبيدي في كتابه (المسرحية العربية في العراق) واشارته المتعاطفة مع كفاح (حقي) الصعب. وقبل وفاته بشهر، جمعتنا مناسبة مع الراحل وكان فيها متألما لان هناك من يرجع مصادر مسرحنا العراقي الى غير مضانها والتي ماكانت لتثمر لولا انها اشترطت (ضميرنا) الوطني والقومي والانساني. اما المسرح التجاري فانه يتسامح مع صحبته للحركة الجادة، بشرط البقاء في رقعته المحددة، وكان يتذكر احد تلك العروض ويضحك لما يفعله مخرجها (كذا!) المزعوم وهو يخوض تجربته الاولى. وكان كذلك شديد النفور من (اللهجة العامية) في المسرح، محبا للاصول الكلاسيكية المتمثلة بروائع المسرح العالمي.. ومن مواهبه ايضا اجادته للانغام الشرقية تذوقا وعزفا، ومن النوادر التي ذكرها لي.. نادرة عن ممثل دور شايلوك في (تاجر البندقية) الذي حرم عليه تمثيل (دوره) من قبل جماعته وحينما اعطي دوره لزميله، كان الاول يشد على شعره بين الكواليس، ويبكي في العرض ويصرخ بأنه سرق منه دوره، وحدثني – فناننا الراحل- عن الفنان (اسعد عبدالرزاق) عندما كان يمثل دور (امرأة) الامر الذي انطلى على احد عمال المسرح وظنه امرأة (حقيقية)!. وكان الحديث يتقلب بنا، لنصل الى اهمال المسرح (للبيانو) الذي استورده المعهد خصيصا عن طريق البحر من ايطاليا.. وهو من النوع الكبير والراقي، وكيف اغلظ (المرحوم) القول للحاج ناجي الراوي، المدرس في معهد الفنون الجميلة آنذاك. واتذكر حديثه عن الفنان (جعفر السعدي) وذكرياته عن ايام البؤس والتعب حيث كان ينقطع الجسر الخشبي الموصل بين الكرخ والرصافة وكيف كان (السعدي) يبكر ماشيا على اقدامه ليصل المعهد وهو يشم رائحة المشويات، ويتمزق جوعا لانه لايملك شروى نقير. ومن طرائف المرحوم عبدالله العزاوي، التي يذكرها حقي الشبلي في بداية الثلاثينيات، انهم بينما كانوا (يمثلون يوليوس قيصر) كان عبدالله العزاوي بضخامة قامته يقطع الحبال التي تشد الواح المسرح حين يعتليها، وفي احدى المرات هوى لوح منها على رأس صياد سمك كان مستظلا به ليقوم بعدها وهو يرغي ويزبد: (اللعنة عليكم وعلى اشراف روما) لان العزاوي كان ينادي (اشراف روما) وهو يؤدي دوره!. عرفت حقي انسانا فاضلا، محبا للجمال، عاشقا للحياة، حتى تحفظت من قراءة مسرحيتي التي كتبتها عنه، وان كنت اتمنى ان يقدم لي ملاحظاته عنها. كان يحزن كثيرا وهو يتذكر ماضيه الحافل.. وان كان يشير لي من طرف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram