أصحاب الفنادق في بغداد او في مدن عراقية اخرى كانوا يختارون مفردة الزعماء لإضفاء الفخامة على فنادقهم قبل اعتماد النجوم في تحديد درجاتها وترتيبها ، والاسم لا يدل إطلاقا على ان الرواد كانوا زعماء او رؤساء دول او من المسؤولين الكبار ، فنادق الزعماء اكتسبت شهرة عريضة لأنها تعد نقطة دلالة جغرافية بإمكان الانطلاق منها الى ساحة الميدان ، وباب المعظم او سلوك طريق شارع الرشيد للتوجه الى الباب الشرقي ثم الى شارعي ابو نؤاس او السعدون ، ومفردة زعماء فرضت على شخص في زيارته الأولى للعاصمة وأثناء وصوله الى باب الفندق ان يتأبط نعليه ويدخل الى الباحة حافيا فسجل لقدميه السبق الاول بالمشي على الكاشي .
شهرة تلك الفنادق جعلت من يرغب في بعث رسالة الى أهله او أصدقائه ان يكتب على مظروفها اسم الفندق قرب الجسر العتيك ثم تسلم الى يد السيد فلان المحترم ، وشكرا لساعي البريد ، ومن مميزات فنادق العاصمة قبل افتتاح نظيراتها ذات النجوم المتعددة ، انها كانت مكانا لجميع أطياف مكونات الشعب العراقي ، القادمين من مدن متفرقة ،فشهدت عقد صداقات متينة بين شخصيات عشائرية وتجارية ، وابرام صفقات البيع والشراء، وتكفي الإقامة في فنادق الزعماء لمنح روادها صفات الوجاهة والفخامة ، تعزز عادة باتصال هاتفي من مسؤول يطلب من الإدارة الحديث مع احد رواد الفندق .
مناسبة الحديث عن فنادق الزعماء ما نشر مؤخرا من أنباء في مواقع إلكترونية حول إنشاء فنادق بعواصم عربية تعود لساسة ومسؤولين عراقيين ، وعلى الرغم من التشكيك بصحة تلك الأنباء ، الا ان الامر ليس مستبعدا لدى المعنيين المختصين بالبحث في ملفات الفساد ، الحريصين على فضح وكشف سراق المال العام من ساسة ومسؤولين قيل انهم سجلوا ممتلكاتهم في الدول الشقيقة بأسماء الأقرباء المخلصين ، لتفادي إمكانية التعرض الى الضرب "ببوري معدل فتضيع تحويشة العمر " ويعود صاحبها ثانية الى "بساط الفكر " الفقر ، بعد ان رمى سبع حجارات وراء ماضيه يوم كان يعيش تحت خط الفقر بعشرين درجة ، انتشلته من قاعها المحاصصة الحزبية ،والخدمة الجهادية .
عشرات التقارير الاقتصادية الصادرة عن مؤسسات ومنظمات ومراكز بحوث عربية وإقليمية ودولية ، أشارت الى انتقال المال العراقي الى دول الجوار في نشاط استثماري بمليارات الدولارات، ولا اعتراض على ذلك ، فرأس المال بحسب وصف الاقتصاديين جبان ، يبحث عن بيئة مناسبة ، لإقامة مشاريعه ، مستفيدا من تسهيلات وتشريعات دول اخرى فيلجأ اليها معززا مكرما ، مع منحه امتيازات وتسهيلات وإقامة من نوع سوبر ستار تجدد أوتوماتيكيا كل ستة اشهر ، من دون مراجعة الدوائر الرسمية وتقديم كتب صحة الصدور .
أصحاب الفنادق في الخارج وطبقا لما ذكرته المواقع الإلكترونية من سياسيين ومسؤولين ، كان الأجدر بهم إقامة مشاريعهم في بغداد والمحافظات الأخرى لإحياء فنادق الزعماء ، بوصفها تجسد وحدة النسيج العراقي ، وشكرا لساعي البريد .
فنادق الزعماء
[post-views]
نشر في: 17 أكتوبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
أصحاب المعالي والفخامة ودولة الرئيس ونواب الرئيس ونواب رئيس مجلس الوزراء والوزراءورؤوساء الهيئات الحكومية الذين تسنموا مناصبهم منذ دخولهم مع ألأحتلال ألأمريكي سوف لن يهنأوا بما كسبوا من مال حرام ومال لم يتعبوا ويشقوا و يعرقوا فيه ... مهما حاول مريديهم من