TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فنادق الزعماء

فنادق الزعماء

نشر في: 17 أكتوبر, 2014: 09:01 م

أصحاب الفنادق في بغداد او في مدن عراقية اخرى كانوا يختارون مفردة الزعماء لإضفاء الفخامة على فنادقهم قبل اعتماد النجوم في تحديد درجاتها وترتيبها ، والاسم لا يدل إطلاقا على ان الرواد كانوا زعماء او رؤساء دول او من المسؤولين الكبار ، فنادق الزعماء اكتسبت شهرة عريضة لأنها تعد نقطة دلالة جغرافية بإمكان الانطلاق منها الى ساحة الميدان ، وباب المعظم او سلوك طريق شارع الرشيد للتوجه الى الباب الشرقي ثم الى شارعي ابو نؤاس او السعدون ، ومفردة زعماء فرضت على شخص في زيارته الأولى للعاصمة وأثناء وصوله الى باب الفندق ان يتأبط نعليه ويدخل الى الباحة حافيا فسجل لقدميه السبق الاول بالمشي على الكاشي .
شهرة تلك الفنادق جعلت من يرغب في بعث رسالة الى أهله او أصدقائه ان يكتب على مظروفها اسم الفندق قرب الجسر العتيك ثم تسلم الى يد السيد فلان المحترم ، وشكرا لساعي البريد ، ومن مميزات فنادق العاصمة قبل افتتاح نظيراتها ذات النجوم المتعددة ، انها كانت مكانا لجميع أطياف مكونات الشعب العراقي ، القادمين من مدن متفرقة ،فشهدت عقد صداقات متينة بين شخصيات عشائرية وتجارية ، وابرام صفقات البيع والشراء، وتكفي الإقامة في فنادق الزعماء لمنح روادها صفات الوجاهة والفخامة ، تعزز عادة باتصال هاتفي من مسؤول يطلب من الإدارة الحديث مع احد رواد الفندق .
مناسبة الحديث عن فنادق الزعماء ما نشر مؤخرا من أنباء في مواقع إلكترونية حول إنشاء فنادق بعواصم عربية تعود لساسة ومسؤولين عراقيين ، وعلى الرغم من التشكيك بصحة تلك الأنباء ، الا ان الامر ليس مستبعدا لدى المعنيين المختصين بالبحث في ملفات الفساد ، الحريصين على فضح وكشف سراق المال العام من ساسة ومسؤولين قيل انهم سجلوا ممتلكاتهم في الدول الشقيقة بأسماء الأقرباء المخلصين ، لتفادي إمكانية التعرض الى الضرب "ببوري معدل فتضيع تحويشة العمر " ويعود صاحبها ثانية الى "بساط الفكر " الفقر ، بعد ان رمى سبع حجارات وراء ماضيه يوم كان يعيش تحت خط الفقر بعشرين درجة ، انتشلته من قاعها المحاصصة الحزبية ،والخدمة الجهادية .
عشرات التقارير الاقتصادية الصادرة عن مؤسسات ومنظمات ومراكز بحوث عربية وإقليمية ودولية ، أشارت الى انتقال المال العراقي الى دول الجوار في نشاط استثماري بمليارات الدولارات، ولا اعتراض على ذلك ، فرأس المال بحسب وصف الاقتصاديين جبان ، يبحث عن بيئة مناسبة ، لإقامة مشاريعه ، مستفيدا من تسهيلات وتشريعات دول اخرى فيلجأ اليها معززا مكرما ، مع منحه امتيازات وتسهيلات وإقامة من نوع سوبر ستار تجدد أوتوماتيكيا كل ستة اشهر ، من دون مراجعة الدوائر الرسمية وتقديم كتب صحة الصدور .
أصحاب الفنادق في الخارج وطبقا لما ذكرته المواقع الإلكترونية من سياسيين ومسؤولين ، كان الأجدر بهم إقامة مشاريعهم في بغداد والمحافظات الأخرى لإحياء فنادق الزعماء ، بوصفها تجسد وحدة النسيج العراقي ، وشكرا لساعي البريد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    أصحاب المعالي والفخامة ودولة الرئيس ونواب الرئيس ونواب رئيس مجلس الوزراء والوزراءورؤوساء الهيئات الحكومية الذين تسنموا مناصبهم منذ دخولهم مع ألأحتلال ألأمريكي سوف لن يهنأوا بما كسبوا من مال حرام ومال لم يتعبوا ويشقوا و يعرقوا فيه ... مهما حاول مريديهم من

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram