TOP

جريدة المدى > غير مصنف > فيصل السامر مؤرخا بارزا

فيصل السامر مؤرخا بارزا

نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 04:22 م

د. حسين علي محفوظ الروّاد والاوائل، هم السابقون الاولون، هم الاباء، كانوا جبال المعرفة، وابحر العلم كانوا اركان دور العلم، واساس بيوت الحكمة، كانوا عماد المعرفة، وعمد التعلم والتعليم، قل فيهم ما تشاء وهم ابدا دائما زينة ما يقول فيهم القائلون. كانوا سماء مدرارا، كانوا روضا معطاءا، كانوا سراجا وهّاجا،
كانوا شموسا شارقات، والشمس تستغني عن التعريف، ولايحتاج النهار الى دليل. كل شيء عندنا من عندهم، تلقينا منهم ما عندنا من معارف وعلوم، وآداب وفنون، وصنائع وصناعات. كان الاخ المرحوم فيصل السامر، من الطراز الاول، من الجيل الراحل، الذي لم يبق منه الاّ حسين علي محفوظ وعدة قليلة، لايجاوز تعدادهم الاصابع، فئة قليلة تحمل اثقال السنين، هذا قعيد البيت، وذلك جليس الدار، وذلك اسير العجز والمرض والكبر والشيخوخة والضعف والمشيب. رحلوا، ولن نراهم، اولئك هم وعاة الحكمة، وحفظة العلم، وسدنة التراث. كان فيصل السامر مؤرخا بارزا، تعتز به البصرة، ويعتز به العراق، ويعتز به الوطن العربي، ويعتز به العالم، كان استاذا مخلصا، برّا بالطلبة، وفيّا للاختصاص دارسا ومدرسا، وعالما ومعلما. كان في قسم التاريخ بكلية الاداب طالب اجنبي، اعجبنا جميعا برسالته الضخمة، التي زيّنها بالصور والوثائق المهمة، كنا نميل ان يمنح درجة الامتياز الاّ السامر سألته رحمه الله- فقال: ان الامتياز يمنح لرسالة تخلو من ايّما نقص ولايقال فيها لو زيد ولو نقص ولو عدل ولو بدّل. وكنت انبهه على اشياء ايام وزارته، كان مستمعا لها.. السامر- رحمة الله عليه- انموذج الدقة والالتزام والاتقان والضبط، ونظرة الى اصحابه ومعارفه واصدقائه، توضح ضروبا من آفاقه واعماقه. هذا، ولابد من ان اشير هنا الى اني ابتدأت في 1950 باقتراح الذكريات الالفية والمئوية واليوبيلية، وقدمت في 1960 اقتراح (تقويم الخالدين) من المشاهير والاعلام والكبار. اهتم رحمه الله بالاقتراح، واولاه مزيد العناية، ولكن، كان في الوزارة، من مانريد، ومن يجهل هذه الاشياء. ضوعت مناهج التاريخ، وتعددت مدارس المؤرخين، واختلفت الكتب والمدونات، وظلت عبارة (مرآة الزمان) التعريف الاقرب للتاريخ، وبقيت كتب التاريخ تدور حول الملوك والرؤساء والامراء والقادة وظلت الامم والشعوب والناس تحت ظلال الحكام، على ان في بعض التواريخ اشارات خفيفة احيانا الى هؤلاء والى العامة في بعض الاحايين. كان المرحوم السامر من القلة التي اهتمت بالناس في التاريخ وفي اطروحته التي عالجت الزنج من احوال المجتمع ما يعد التفاتا الى الناس، وخروجا على المقلدة من المؤرخين، واذا خالفنا السامر في بعض ما ذهب اليه، واذا عارضناه، في بعض ما اتى به، فان الاختلاف، كان يصحبه وفاق واعتناق، وصداقة ومحبة وموّدة واحترام. يؤسفني- وانا قعيد البيت، جليس الدار، منذ سنين- ان يحول الكبر والعجز دون سعادة الحضور، ويسرّني ان تنوب عني ابنتي العزيزة الفاضلة الكريمة، الآنسة الهام العاملي في القاء هذه الكلمة المتواضعة. كلمة القيت في حفل تأبين السامر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

انتشار مزارع المخدرات في العراق.. تهديد جديد يفاقم المخاوف الأمنية!

الصحة: 16 ألف عراقي مصاب بأمراض ضغط الدم "دون علمهم"

مقالات ذات صلة

انتشار مزارع المخدرات في العراق.. تهديد جديد يفاقم المخاوف الأمنية!
غير مصنف

انتشار مزارع المخدرات في العراق.. تهديد جديد يفاقم المخاوف الأمنية!

متابعة/المدىتشير تقارير حديثة إلى احتمالية انتشار مزارع غير قانونية للنباتات المخدرة في بعض المحافظات العراقية، ما يثير مخاوف كبيرة بشأن تزايد ظاهرة زراعة المواد المحظورة في البلاد. وتأتي هذه المخاوف في ظل الوضع الأمني...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram