TOP

جريدة المدى > غير مصنف > في ذكرى فيصل السامر

في ذكرى فيصل السامر

نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 04:33 م

د. رسول محمد رسول من الصعوبة بمقال صحفي الكتابة عن انسان متعدد الانشطة في ميادين التربية والثقافة والفكر والممارسة الادارية.. وهو امر قد يدعونا الى الايجاز والاختزال، لقد ملأ المرحوم الدكتور فيصل السامر، حياته بالعطاء الثر في كتاباته وتأليفه، وفي المواقع التي شغلها والمهام التي كلف بها، ورحلته في الحياة تبدأ من البصرة، حيث نما وترعرع،
 واكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة وقاده طموحه الدراسي وذكاؤه الوقّاد الى بغداد حيث الدراسة الثانوية في (كلية الملك فيصل الثاني) الكلية التي لايدرس فيها الاّ من تفوق في تحصيل العلم والمعرفة،.. هذه الرغبة العارمة في حب العلم جعلته يشد الرحيل الى مصر، قاصدا جامعة (فؤاد الاول) في سنة 1947 ينال شهادة البكلوريوس، وعن اطروحته المهمة (حرمة الزنج/ القاهرة 1950) نال شهادة الماجستير، وفي سنة 1953 حصل على الدكتوراه على اطروحته الموسومة بـ(الدولة الحمدانية في الموصل وحلب) وفي السادس من تموز من ذات العام عين مدرسا للتاريخ في (كلية التربية) وبعد سنة ونيف فصل من الخدمة بسبب مواقفه المناوئة لحلف بغداد وللنظام الملكي القائم انذاك، وإبان ثورة تموز سنة 1958 عيّن مديرا للتعليم العام في وزارة التربية، وقد لعب دورا مهما في تأسيس نقابة المعلمين، وكان اول رئيس لها، وفي 13/7/1959 اختير وزيرا للارشاد وجهد في تأسيس الفرقة السمفونية العراقية ووكالة الانباء العراقية، حتى قدم استقالته في الثالث عشر من مايس سنة 1961، وعلى اثرها عين وزيرا مفوضا في وزارة الخارجية، ثم سفيرا في اندونيسيا، وفي عام 1963 قدم استقالته ثانية وسافر الى جيكوسلوفاكيا، وفي سنة 1968 عاد الى العراقة ثانية وانصرف الى التدريس في قسم التاريخ/ كلية الاداب، حتى وفاته في بغداد بتاريخ 14/12/1982. هكذا حياة ملؤها العمل السياسي الدؤوب والمتوازن، والنشاط التربوي والتعليمي الصادق لابد لها من ان تقترن بعطاء فكري وثقافي، وبالفعل فقد وضع (السامر) تآليف عديدة في ميادين التأليف المباشر، والترجمة، وتحقيق نصوص التراث العربي الاسلامي. ففي الميدان الاول اي ميدان التأليف المباشر له الكتب التالية: صوت التاريخ، بغداد 1947، الدولة الحمدانية في الموصل وحلب، بغداد 1953 والقاهرة ط2 1972، وثورة الزنج 1954 وبيروت 1971، والسفارات العربية الى الصين في العصور الوسطى الاسلامية (بحث) 1971، والتسامح الديني والعنصري في التاريخ العربي الاسلامي (بحث) 1972، والفكر العربي في مواجهة الفكر الغربي بغداد 1972، وحركة التجديد الديني والعلماني في اندونيسيا الحديثة، بحث، 1972، جوانب جديدة في حياة الملك فيصل الاول، باريس 1976 الاصول التاريخية للحضارة العربية في الشرق الاقصى بغداد 1977 وط 2 1986 والعرب والحضارة الاوربية، الموسوعة الصغيرة، بغداد 1977 وابن الاثير، بغداد 1983، وط 2 1986.. وفي ميدان الترجمة اشترك مع الاستاذ (قرني الدوغرمجي) بترجمة مسرحيتين لبرناردشو هما: الاسلحة والرجل ورجل الاقدار، القاهرة 1947، وترجم بالاشتراك مع د. صالح الشماع كتاب المستشرق الفرنسي (موريس غود فروي): النظم الاسلامية ونشر في بغداد سنة 1952، بينما انفرد في ترجمة كتاب (ازمة الحضارة) لمؤلفه (جوزيف كاميليري) ونشره في بغداد سنة 1984. اما في مجال تحقيق النصوص التراثية، فقد نشر كتاب (عيون التواريخ) لمؤلفه محمد الكتبي، بمعية الاستاذة نبيلة عبدالمنعم داود ونشر في بغداد سنة 1977. سعى المرحوم (السامر) في عدد من بحوثه ودراساته وخاصة (الفكر العربي في مواجهة الفكر الغربي) و(موقفنا من المدنية الغربية) و(العرب والحضارة الاوربية) الى توصيف مقترب نظري للانقباس الثقافي بين الحضارتين العربية والغربية. وعلى الرغم من انه يكّن للمدنية الصناعية الآلية قدرا من التقدير والاحترام بالاستناد الى حتمية التواصل مع التقدم الحاصل في الغرب، فانه يمارس من جهة اخرى نوعا من النقد لمعطيات هذه المدنية، ذلك انه ينطلق من (ضرورة اتخاذ موقف) ازاء حضارة الغرب،، ويعني بالموقف بتكوين فلسفة شاملة في النظر الى المسائل ككل، وتوجه مثل هذا ينم عن وعي متقدم في سياقات الوعي المعمول به لدى مثقفينا المعاصرين. ان اتخاذ موقف والحديث له تجاه ظاهرة الاحتكاك بحضارة الغرب لايعني البتة ان يكون هذا الموقف منبثقا عن الرفض السلبي (للغرب) بل على العكس، يجب ان ينبثق من وعينا الكامل لما نريد ونبتغي، وبتعبير آخر لما نحتاج، ومن منطلق تقدمي متحرر هدفه ان يوصل المجتمع العربي الى رحاب التقدم والتمدن. واذا كانت علاقة العرب بالغرب هي علاقة تكاملية تحاول ان تخلق نمطا من التفهم قوامه الحوار والتواصل الايجابي فان علاقة الغرب بالعرب ليست على هذه الوتيرة، ذلك ان الاول غالبا ما يجعل من هذه العلاقة ذات طبيعة صراعية قوامها السيطرة والاستعمار والانقضاض على معالم الحضارة العربية ومسخ رموزها وتهميش وجودها. وازاء هذا لابد من النظرة الموضوعية والعلمية في تدشين علاقة جديدة مع الغرب تتصف بالعقلانية الاصيلة التي لاتتناقض مع الثوابت الجوهرية في حياة الانسان العربي، ولكن لابد من الالتفات الى التناقض الكامن في بنية الحضارة الغربية، فلقد سيطر الغرب على قوى الطبيعة عن طريق معرفتها، ثم عن طريق تنظيم هذه المعرفة وتطبيقها في مختلف العلوم لك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الكشف عن طبيعة إصابة شتيغن ومدة غيابه
غير مصنف

الكشف عن طبيعة إصابة شتيغن ومدة غيابه

رياضة/ المدى كشفت وسائل إعلام اسبانية، اليوم الاثنين، عن طبيعة إصابة حارس برشلونة، تير شتيغن ومدة غيابه عن الملاعب بعد تعرضه للإصابة امس خلال مواجهة فياريال في الليغا. وذكرت صحيفة "سبورت" أن "تير شتيغن أجرى فحوصات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram