اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > التربية العنيفة تغرس السلوك العدواني فـي شخصية الطفل والمراهق

التربية العنيفة تغرس السلوك العدواني فـي شخصية الطفل والمراهق

نشر في: 19 أكتوبر, 2014: 09:01 م

ظاهرة العنف لدى المراهقين انتشرت كثيرا وأضحت نتائجها خطرة على المجتمع. وإذا بحثنا عن أسباب هذه الظاهرة لاكتشفنا أن الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والاتصال والإنترنت، لها دور كبير في تعميق العنف وانتشاره بين الشباب والمراهقين بصورة حادة قد تؤدي في الن

ظاهرة العنف لدى المراهقين انتشرت كثيرا وأضحت نتائجها خطرة على المجتمع. وإذا بحثنا عن أسباب هذه الظاهرة لاكتشفنا أن الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والاتصال والإنترنت، لها دور كبير في تعميق العنف وانتشاره بين الشباب والمراهقين بصورة حادة قد تؤدي في النهاية إلى الدمار أو السجن .

شرح الدكتور كريم حمزة أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد قائلا: يصف علماء التربية مرحلة المراهقة بأنها مرحلة التمرد حيث يرفض المراهق الكثير من تعليمات الأسرة ويحاول أن يستقل برأيه وشخصيته؛ ولا مانع من ذلك ولكن مع العلاقة الودية والحب والاحترام له.

أسباب الظاهرة
لا يجب أن يقوم الأب أو الأم بالسخرية من الشاب المراهق وجرح كرامته وتوجيه الشتائم له.علينا أن نتناقش معه ونسأله ونضع له الفروض والقواعد ونشرح له النتائج التي لا يدركها، وأن يكون هناك وقت كاف للسؤال عن أموره والجلوس معه في غرفته ومتابعته في برامج الإنترنت أو الكتب التي يطالعها؛ ولكن حذار من التجسس عليه أو العبث بجهاز الهاتف لمعرفة المتصل. دائما ثق بولدك الشاب وتعامل معه على أنه رجل وكذلك الفتاة تعامل معها على أنها مسؤولة وجديرة بتحمل الموقف وتبعاته.
ويضيف الدكتور كريم : الإعلام بكافة وسائله السمعية والبصرية له دور سيئ في دعم العنف، وذلك بما نلاحظه من عرض أفلام العنف وسفك الدماء دون مبرر لذلك وتمجيد البطل الذي يقتل كل من أمامه وكأنه لا يوجد قانون أو أسس وقواعد مجتمعية.
كذلك فإن المدرسة تساهم في انتشار العنف، حيث يقف المعلم بقسوته شاهرا عصاه أمام الصغار ويضربهم بقسوة فيخرج الطالب من المدرسة مقهورا بلا كرامة ويقرر الانتقام من زملائه أو ممّن يتعامل معهم في حياته.
يصف علماء التربية مرحلة المراهقة بأنها مرحلة التمرد حيث يرفض المراهق الكثير من تعليمات الأسرة.
كما أن غياب رب الأسرة حين يكون مسافرا يعمل بالخارج ولا يجد الشاب رقيبا عليه أو من يرعاه بالحب والحنان وقد تكون الأم مهمومة بالبيت والأطفال، ينشأ الشاب مع أولاد الشوارع يمارس السرقة والعراك والاعتداء على الآخرين دون سبب ما؛ لذلك يجب أن تكون هناك برامج تربوية تخاطب الأطفال ويكون هناك حظر على أفلام العنف المبالغ فيها.
ويؤكد الدكتور كريم أن ضعف الفهم الحقيقي للدين من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى العنف، فقد يكون هناك ضلال في فهم الشاب كما في بعض الجماعات المتطرفة التي تتخذ من العنف وسيلة للتعبير عن أفكارها. وينساق الشاب وراء هذه الجماعات ويحضر اجتماعات سرية أو علنية لهم ويقتنع تماما أن يفجر قنبلة في مكان ما، أو يغتال شخصا ما وهو لا يدري حقيقة ما يفعله .
أما الدكتور محمود شمال استاذ علم النفس في كلية الآداب الجامعة المستنصرية فيؤكد أن السلوك العدواني لا يولد مع الأطفال بالطبع ولكن وسائل التربية العنيفة هي التي تغرس السلوك العدواني في شخصية المراهق. ولابد من الاقتناع بأهمية الحوار بين أفراد الأسرة والتعاطف والحب إذ يجب على الأسرة أن توفر مناخا صحيا ملائما للأطفال والمراهقين، فلا يجوز للآباء والأمهات مناقشة مشاكلهم أمام الأبناء، ولا يجب أن يمارس الأب دورا سلطويا ولا يتفاهم مع أفراد الأسرة؛ فالطفل الذي يشاهد أباه يصفع أمه يتحول إلى طفل مشاكس عدواني يرفض الانصياع لقواعد الأدب والتقاليد. تعاطفوا مع أولادكم وشاركوهم أفكارهم بعيدا عن العنف والعداء.
طرق العلاج
تقول الدكتورة ابتسام الخفاجي أستاذة علم التربية في كلية ابن رشد ، إنه يجب البحث عن الأسباب وعلاجها والبحث في نشر ثقافة تربوية عند الآباء والمربين والمدرسين في كيفية التعامل مع النشء وتوجيههم بعيدا عن الشدة والعنف.
كما أن نشر ثقافة التراحم والتفاهم ونبذ التشدد والاعتماد على العقل وتقديم الأذكياء ومدحهم، يساعد في نبذ الاعتماد على العضلات في حل المشكلات. إن ما يقدمه الإعلام يؤدي إلى ترسيخ عقائد ومفاهيم تؤثر سلبا أو إيجابا على عقلية المتلقي وفكره وثقافته، فمن الضروري العناية بما يعرض على الشاشات أو في الصحف أو غيرها من وسائل الإعلام.. مع التركيز على إدانة العنف وسياسة أخذ الحقوق بالقوة دون الرجوع إلى القوانين.
وتشير الدكتورة ابتسام إلى أضرار البطالة، فهي تفتح المجال لأصدقاء السوء والعاطلين والمتشردين وأصحاب السجلات السوداء بالجرائم أن يلتقوا مع الشباب الباحث عن عمل ويجذبونهم إلى عالم الجريمة والمخدرات والسرقة مادام هؤلاء يعيشون دون عمل، وربما كان أحدهم ينتمي إلى أسرة فقيرة ويبحث عن ملبس أو غذاء فيضطر إلى السرقة وربما القتل ليواجه شظف وقسوة الحياة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram