TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دروس مــن الـعـــلاقـــات الاميركيـــة العـراقـيــة 1982- 1990 (1 ـ 4)

دروس مــن الـعـــلاقـــات الاميركيـــة العـراقـيــة 1982- 1990 (1 ـ 4)

نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 04:49 م

رغد صالح الهدلة إن الانتصار الذي حققته الولايات المتحدة وحلفاؤها على القوات العسكرية لصدام في عملية عاصفة الصحراء عام 1991وتحرير الكويت، قد اوجد حالة غريبة ومفاجئة أصابت أعضاء إدارة بوش الأول والباحثين الأكاديميين والمحللين العسكريين وخبراء الصحافة وخبراء السياسية الخارجية وحتى رجل الشارع غير المختص،
وهذه الحالة الغريبة هي بقاء صدام في السلطة في العراق واستمراره وبنجاح في الوقوف ضد المجتمع الدولي حتى عام 2003، وبغض النظر عن الانتصار العسكري الامريكي ضد العراق ذلك النجاح الذي اكمله لاحقاً بوش الثاني عام 2003، فإن الاستمرار الطويل لصدام وبقاءه ما يمكن أن يكون مفقوداً في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية الامريكية ، وفي هذه المقالة ستتم إعادة فحص الافتراضات الفكرية الاساسية لمسألة اصبح يطلق عليها مصطلح "engagement" ويعني الاشتراك او التورط في شيء ما، وهو مبدأ السياسة الخارجية الامريكية الذي قاد السلوك الأمريكي نحو العراق في العقد الذي سبق غزو صدام للكويت ، ورغم الفشل التام الكامل للاشتراك في العراق قبل عام 1990 فإن الافتراضات الأساسية التي توجه سياسات الاشتراك الامريكي قد ظلت افتراضات لم يتم فحصها بصورة كبيرة، وهذا الفشل في الاعتراف بالاخطاء التاريخية يطرح الاحتمال المُربك بان حالات فشل اخرى مماثلة للاشتراك يمكن ان تحدث في العلاقات السترتيجية لواشنطن مع اشخاص دوليين مثيرين للمشكلات ودول اخرى مثيرة للمشكلات المماثلة. الاشتراك على الصعيد العملي: يخدم الاشتراك كمبدأ سياسي اساسي لستراتيجية الامن القومي الامريكي في القرن الحادي والعشرين، وعمليا فإن تنفيذ الاشتراك يعتمد وبشدة على التعامل الماهر للحوافز الاقتصادية بصورة اساسية في مجالات التجارة والمالية للتأثير على سلوك الدول الاخرى، وان الاشتراك يستعمل الاعتماد المتبادل لخلق روابط تربط الدول معاً ، فقد اقترح (روبرت كيوهن) keohane و(وزيف ناي) Nye أنه الاعتماد المتبادل الاقتصادي يجب فهمه بدلالات قوة النفوذ او التأثير على كل دولة لها علاقات تجارية بالولايات المتحدة بل أن الكثير من الباحثين قد أشار بان الدول ومنذ فترة طويلة اعترفت بحقيقة ان القوة بصورة عامة تنبع من الاعتماد المتبادل اللامتناسق (او اللامتوازن)، وفي مواكبة هذه التقاليد الامريكية فان keohane و Nye أكدا أنه عند تخطيط ستراتيجية دبلوماسية فعالة فإن حالات اللاتناسق في الاعتماد هي التي من المحتمل جداً ان تُزود مصادر تأثير (نفوذ) العناصر الفعالة في تعاملهم مع بعضهم البعض وان الفاعلين الاقل اعتماداً غالباً ما يكون باستطاعتهم استعمال علاقاتهم المتبادلة مصدراً للقوة في المساومة حول مسألة معينة وربما التأثير على المسائل الاخرى ، وان المهارة الاقتصادية بين الدول هي بالضرورة على اساس مبدأ القوة غير المتناسقة. لقد شهد الشرق الأوسط اضطرابا أدى إلى تغير والى الأبد في المشهد الستراتيجي الإقليمي، ففي عام 1979 تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وفي شهر كانون الثاني 1979 حدثت الثورة الايرانية ،وفي كانون الأول 1979 قام الاتحاد السوفيتي بشن حرب مدمرة بغزو افغانستان، وفي ايلول 1980 قامت الحرب العراقية الإيرانية، وبهذا فإن مسرح احداث الشرق الاوسط قد تغير جذرياً عند دخول ادارة الرئيس رونالد ريغان في البيت الابيض، وحسب رأي فريق السياسة الخارجية في ادارة رونالد ريغان فإن المصالح القومية الامريكية في الخليج العربي الثري بالنفط الآن تواجه تهديدين جديدين هما: التوسع الشيوعي بوسائل عسكرية مباشرة من الاتحاد السوفيتي، وانتشار أفكار إسلامية من إيران ضد الولايات المتحدة الامريكية، وبوجود هذين التهديدين فإن رعاية العراق للارهاب قد نُظر اليه على انه اقل الشرين ولذلك فإن بغداد نُظر اليها على انها شريك محتمل والذي يمكن ان يخدم المصالح الستراتيجية الامريكية في المنطقة، ففي آذار 1982 بدأت الحكومة الأمريكية رسميا بإزالة اسم العراق من قائمة الدول التي ترعى الارهاب وان السبب الرسمي هو الاعتراف بالسجل العراقي المُحسن، وهو ادعاء تم تفنيده لاحقاً من قبل مسؤول امريكي في وزارة الدفاع عندما قال "ليس هناك احد يشعر بالشك بخصوص المشاركة المستمرة للعراقيين في الارهاب، وان السبب الحقيقي هو مساعدة العراقيين للنجاح في الحرب ضد ايران ، ولهذا فان العراق لم يعد في قائمة الدول الارهابية الخاضعة الى قيود إلزامية جداً على صادرات السلاح وصادرات التكنولوجيا وبذلك اصبح العراق لائقاً ومقبولاً للحصول على الائتمانات التي تقوم بتمويلها الحكومة الامريكية المصممة لتشجيع تصدير السلع الامريكية الى العراق وتم افتراض ان العراق بعد ان يبدأ بالانتفاع من الروابط الاقتصادية الامريكية فإن الولايات المتحدة تصبح قادرة على تحفيز العراق ليتصرف بصورة منسجمة اكثر مع المعايير الدولية، وان اشتراك نظام صدام هو على أساس الافتراض القائل بان الاعتماد المتبادل التجاري سوف يكون غير متناسق لصالح الولايات المتحدة الامريكية التي بدورها ستكون قادرة على تشكيل سلوك العراق باستعمال التجارة كاداة للنفوذ والتأثير وكنتيجة لذلك ففي تشرين الثاني 1984 بعد اعادة انتخاب ريغان فان واشنطن استأنفت علاقاتها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram