اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > "الجاموس الأميركي".. والعمل التجاري في الولايات المتحدة

"الجاموس الأميركي".. والعمل التجاري في الولايات المتحدة

نشر في: 20 أكتوبر, 2014: 09:01 م

تأخذ مسرحية " الجاموس الأميركي " عنوانها من " نيكل الجاموس buffalo nickel " ( قطعة نقدية من النيكل عليها صورة جاموس ضُربت في الولايات المتحدة في الثلاثينات و لها قيمتها بالتالي ). لكن الموضوعة القوية للكاتب ديفيد ماميت هنا هي العمل التجاري في أميركا،

تأخذ مسرحية " الجاموس الأميركي " عنوانها من " نيكل الجاموس buffalo nickel " ( قطعة نقدية من النيكل عليها صورة جاموس ضُربت في الولايات المتحدة في الثلاثينات و لها قيمتها بالتالي ). لكن الموضوعة القوية للكاتب ديفيد ماميت هنا هي العمل التجاري في أميركا، و هو ليس بالشيء الحسن جداً. و تقوم " فرقة مسرح أورورا Aurora Theatre " بتنفيذ إنتاج رفيع لهذه المسرحية من مسرحيات عام 1975 بإخراج بربارا دمشق Damashek ، كما تقول جودي رشتر في عرضها هذا.
و خلفية المشهد دكان إعادة بيع يتّسم بالفوضى في شيكاغو يملكه دوني ( و يقوم بدوره بول فنسنت أوكونور ). حيث كان دوني هذا قد باع في غفلةً منه ، قبل أيام قليلة، قطعة النيكل لزبون من زبائنه بدا أكثر من مستعد لدفع 90 دولاراً له. و قد استنتج دوني أن القطعة ربما كانت تستحق أكثر من ذلك فجنّد مساعده الشاب، بوبي ( رفائيل جوردن )، لمساعدته على سرقة قطعة النيكل من ذلك الزبون. و حين يصل صديقٌ له اسمه تيتش ( جيمس كاربنتر ) و يعلم بالقصة، يقوم بإقناعه بإحضار الزبون و ترك بوبي في الخارج. و لكون الرجال الثلاثة جميعاً كذّابين و يفتقرون في الواقع إلى شيء من الذكاء، تفشل الخطة.
و هناك، خلال مسار المسرحية المكونة من فصلين، كلام كثير على العمل التجاري، كما لو أن المتكلمين كانوا خبيرين في ذلك، لكنهم ليسوا كذلك في واقع الحال. فتيتش على الأرجح نصّاب تافه، و بوبي شاب و أخرس، و دوني غير ناجح في شيء إلا بالكاد، و إن كان يدير عملية قانونية في الظاهر.
و المتعة العظمى لهذا الإنتاج هي مشاهدة ممثلَين أستاذين في فنهما ــ أوكونور و كاربنتر ــ و هما في العمل. فنجد تيتش الكثير التجديف، الذي يمثله كاربنتر، مفعم بطاقة انفعالية و شجاعة سريعة التبخر. أما دوني الذي يقوم بدوره أوكونور، فقليل الشأن و متعقل ظاهرياً. و يمكن ألا يكون رد فعله على بعض تعليقات تيتش لفظياً، لكن وجهه المعبّر يعكس عدم تصديقه أو تشككه. و يتّسم توقيتهما و معالجتهما للغة الكاتب بفتنة لا نهاية لها، إلى جنب قدرتهما على إحضار فكاهته في المقدمة.
أما بوبي، المساعد الشاب، ( و يمثله جوردن )، فيفتقر بالتحديد للذكاء و يبدو في الغالب مبهماً حين تُطلب منه معلومة. و لا يستطيع المرء أن يعرف إن كان ذلك مراوغةً منه أم أنه غبي حقاً كما يبدو. و على كل حال، فإنه كما هو واضح معجب بدوني و يثمّن الاهتمام الأبوي الذي يبديه دوني نحوه.
و يمكننا أخيراً القول إن المخرجة دمشق تنسّق الأدوار بمهارة هنا ضمن الفضاء الحميم لفرقة أورورا، و إن هذا الإنتاج، الذي يستمر ساعتين مع فترة استراحة واحدة، له مذاقه، لا لنوعية المسرحية ذاتها فقط بل و لأداء كل من أوكونور و كاربنتر أيضاً بوجهٍ خاص.
 عن: aisle say

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram