تأخذ مسرحية " الجاموس الأميركي " عنوانها من " نيكل الجاموس buffalo nickel " ( قطعة نقدية من النيكل عليها صورة جاموس ضُربت في الولايات المتحدة في الثلاثينات و لها قيمتها بالتالي ). لكن الموضوعة القوية للكاتب ديفيد ماميت هنا هي العمل التجاري في أميركا،
تأخذ مسرحية " الجاموس الأميركي " عنوانها من " نيكل الجاموس buffalo nickel " ( قطعة نقدية من النيكل عليها صورة جاموس ضُربت في الولايات المتحدة في الثلاثينات و لها قيمتها بالتالي ). لكن الموضوعة القوية للكاتب ديفيد ماميت هنا هي العمل التجاري في أميركا، و هو ليس بالشيء الحسن جداً. و تقوم " فرقة مسرح أورورا Aurora Theatre " بتنفيذ إنتاج رفيع لهذه المسرحية من مسرحيات عام 1975 بإخراج بربارا دمشق Damashek ، كما تقول جودي رشتر في عرضها هذا.
و خلفية المشهد دكان إعادة بيع يتّسم بالفوضى في شيكاغو يملكه دوني ( و يقوم بدوره بول فنسنت أوكونور ). حيث كان دوني هذا قد باع في غفلةً منه ، قبل أيام قليلة، قطعة النيكل لزبون من زبائنه بدا أكثر من مستعد لدفع 90 دولاراً له. و قد استنتج دوني أن القطعة ربما كانت تستحق أكثر من ذلك فجنّد مساعده الشاب، بوبي ( رفائيل جوردن )، لمساعدته على سرقة قطعة النيكل من ذلك الزبون. و حين يصل صديقٌ له اسمه تيتش ( جيمس كاربنتر ) و يعلم بالقصة، يقوم بإقناعه بإحضار الزبون و ترك بوبي في الخارج. و لكون الرجال الثلاثة جميعاً كذّابين و يفتقرون في الواقع إلى شيء من الذكاء، تفشل الخطة.
و هناك، خلال مسار المسرحية المكونة من فصلين، كلام كثير على العمل التجاري، كما لو أن المتكلمين كانوا خبيرين في ذلك، لكنهم ليسوا كذلك في واقع الحال. فتيتش على الأرجح نصّاب تافه، و بوبي شاب و أخرس، و دوني غير ناجح في شيء إلا بالكاد، و إن كان يدير عملية قانونية في الظاهر.
و المتعة العظمى لهذا الإنتاج هي مشاهدة ممثلَين أستاذين في فنهما ــ أوكونور و كاربنتر ــ و هما في العمل. فنجد تيتش الكثير التجديف، الذي يمثله كاربنتر، مفعم بطاقة انفعالية و شجاعة سريعة التبخر. أما دوني الذي يقوم بدوره أوكونور، فقليل الشأن و متعقل ظاهرياً. و يمكن ألا يكون رد فعله على بعض تعليقات تيتش لفظياً، لكن وجهه المعبّر يعكس عدم تصديقه أو تشككه. و يتّسم توقيتهما و معالجتهما للغة الكاتب بفتنة لا نهاية لها، إلى جنب قدرتهما على إحضار فكاهته في المقدمة.
أما بوبي، المساعد الشاب، ( و يمثله جوردن )، فيفتقر بالتحديد للذكاء و يبدو في الغالب مبهماً حين تُطلب منه معلومة. و لا يستطيع المرء أن يعرف إن كان ذلك مراوغةً منه أم أنه غبي حقاً كما يبدو. و على كل حال، فإنه كما هو واضح معجب بدوني و يثمّن الاهتمام الأبوي الذي يبديه دوني نحوه.
و يمكننا أخيراً القول إن المخرجة دمشق تنسّق الأدوار بمهارة هنا ضمن الفضاء الحميم لفرقة أورورا، و إن هذا الإنتاج، الذي يستمر ساعتين مع فترة استراحة واحدة، له مذاقه، لا لنوعية المسرحية ذاتها فقط بل و لأداء كل من أوكونور و كاربنتر أيضاً بوجهٍ خاص.
عن: aisle say